أكدت دراسة علمية حديثة عن طيور محافظة عدن عن وجود 168 نوعاً من الطيور منها 29 نوعاً مقيماً متكاثراً و16 نوعاً مهاجراً صيفياً و123 مهاجراً شتوياً تتبع 41 عائلة و91 جنساً ما بين الأنواع المحلية والمهاجرة وهدفت الدراسة التي أجراها الباحث الدكتور/فضل عبدالله ناصر البلم من جامعة عدن أن حصر أنواع الطيور المحلية والمهاجرة في محافظة عدن خلال موسمي الصيف والشتاء حيث تعتبر المناطق الساحلية وعلى الأخص الأراضي الرطبة من المواقع الهامة المسجلة محلية ودولياً كمواقع للطيور والتي تتنوع مابين طيور مقيمة ومهاجرة وزائرة بالاضافة إلى توفير قاعدة معلومات أساسية يمكن لها تحديد اتجاهات البحث والدراسات والسعي أيضاً لاستغلال هذه الميزة التي تتمتع بها محافظة عدن في مجال التنمية الاقتصادية من خلال تشجيع السياحة البيئية والبحث العلمي. وأشارت الدراسة إلى أن أفضل موقع لمشاهدة الطيور ومراقبتها هي بحيرات عدن الثلاث المحاذية للجسر البحري ومحمية الحسوة حيث سجل تواجداً كبيراً لعائلات أبو منجل الأسود والنحام بنوعيه الكبير والصغير ودجاج الماء في محمية الحسوة كما يعد ساحل أبين مكاناً جيداً لمشاهدة الطيور الخواضة الصغيرة مثل عائلة الطيطوي والزقزاق. ونوهت الدراسات إلى أن هناك تغيراً غير طبيعي في بعض المواقع الحيوية للطيور وقد انعكس ذلك سلباً على تواجد الطيور سواء من حيث وفرة عددها أم أنواعها كما هو الحال في ساحل أبين المنطقة الحراجية في منطقة الممدارة. كما تم تسجيل انتشار عائلة الغربان المنزلية في كل المواقع الحيوية التي تمت فيها عمليات الرصد وهي تشكل مشكلة كبيرة بحاجة إلى وضع خطة عاجلة لمكافحتها. ومن خلال المشاهدة الميدانية في أكمثر من موقع وبالعودة للكتاب الأحمر «سجل الأنواع المهددة بالانقراض» بينت الدراسة إلى أن بعض الأنواع المعرضة للهلاك عالميا أو تحت الخطر أو مسافرة بصورة نادرة جداً متواجدة في محيط محافظة عدن. وأوضحت الدراسة إلى ضرورة دراسة التنوع الحيوي في محافظة عدن وخصوصاً في المناطق التي أعلنت كمحميات بيئية وانشاء متحف للتاريخ الطبيعي بالاضافة إلى عمل خطة عاجلة للسيطرة على أعداد الغربان التي أصبحت منافساً مدمراً لكل الأنواع الأخرى والتوعية المستمرة بأهمية الطيور من النواحي البيئية والحيوية والسياحية والاقتصادية باستخدام كافة أنواع وسائل الإعلام والتعليم على أن يتم التركيز على القضايا التالية: ترك الطيور وشأنها في بيئاتها الطبيعية. إعلان المحميات الطبيعية والعمل على اكثار الأنواع النادرة فيها. تشجيع إنشاء جمعيات الطيور وتفعيل قوانين حماية البيئة. ادخال بعض المفاهيم البيئية الأساسية للطيور في مفردات التعليم العام. كما بينت الدراسة مدى أهمية الحفاظ على التنوع الحيوي المتميز في محافظة عدن ليس لأغراض ترفيهية كما يعتقد البعض ولكن لأغراض تنموية واقتصادية وعلمية ستكون في خدمة البشرية جمعاء.. وأن هذا الجهد يجب أن يستمر ويتطور.