يعكف المسئولون في هيئة حماية البيئة على إنشاء متحف خاص بالطيور النادرة في مدينة عدن وبدعم من البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة. وسيتم المشروع من خلال نصب ثلاثة أبراج تعمل بالكاميرا التينسكوب يصل ارتفاع كل واحد منها إلى تسعة أمتار وزعت على ثلاث محميات بيئية نظرا للوجود الكثيف للطيور المهاجرة والطيور اليمنية في كل من محمية بحيرة البجع في عدن ومحمية بحرية الحسوة وخور بير أحمد في مديرية البريقة لرصد الطيور اليمنية المهاجرة، ورصد حركة الطيور القادمة إلى اليمن من الخارج وتحديد نوعها ومشاهدتها عن بعد وتحديد موطنها في تلك المحميات الثلاث. وكانت دراسات أجريت العام الماضي أكدت أن المناطق الساحلية اليمنيةالجنوبية الممتدة من ساحل باب المندب عند مدخل البحر الأحمر وحتى ساحل أبين في خليج عدن تستقبل خلال هذه الأيام أكثر من 60 ألف طائر يوميا من الطيور المهاجرة. ورصدت الدراسة التي أعدها اختصاصيون في الهيئة العامة لحماية البيئة في عدن - طبقا لما أوردته الاقتصادية- نحو 400 نوع من الطيور التي تمر بهذه المناطق خلال موسمي الهجرة في فصلي الربيع والخريف. وتتجه هذه الطيور إلى مناطق وسط وجنوب وشرق إفريقيا لقضاء فصل الشتاء. وذكرت الدراسة أن معظم أسراب الطيور المهاجرة تعمد إلى قضاء فترة استراحة في سهول النخيل المترامية على سواحل البحر الأحمر وخليج عدن. وأشارت الدراسة إلى أن محافظة أبين الواقعة على بعد سبعة كيلو مترات تقريبا شرقي عدن تشتهر بوجود أندر أنواع الطيور البحرية المهاجرة والمستوطنة لتوافر الغداء والأمان ولوجود الأرض الرطبة والمسطحات المائية والأسباخ. ومن بين هذه الطيور طائر البشروش والنورس, والنورس أبيض العينين والبطريق. كما توجد أنواع جميلة نادرة من الطيور مثل العندليب والطقا والفزان والبلابل. وكان للكراون والهدهد والببغاء وجود في أوقات سابقة في بعض المناطق. وبينت الدراسة أن الطيور تهاجر على شكل أسراب كبيرة تاركة مواطنها الأصلية مع حلول فصل الشتاء البارد في الشمال وتتجه جنوباً مع نهاية فصل الخريف هربا من البرد القارس الذي يصاحبه اختفاء الغطاء النباتي والتساقط الكثير للثلوج وتجمد الأنهار والبحيرات. ويكون انتقال أسراب الطيور في هذه الرحلة باتجاه مناطق جنوب ووسط وشرق إفريقيا, حيث يكون الطقس أكثر دفئا. وأرجعت الدراسة السبب في عبور وبقاء أسراب من الطيور المهاجرة في الأراضي اليمنية إلى التنوع البيئي للمواطن الطبيعية من جبال وسهول وصحار وهضاب وأراض رطبة وسواحل بحرية والتي تعد بيئة ملائمة لهذه الطيور.ومن أشهر الطيور الموجودة بقسميها المستوطن والمهاجر الطيطوي والفنان وناقر الخشب والنسر الديوميديا وعقارب النساوية وأبو مقص وأبو قردان وخاطف الذباب والبشروش والغواص والبومة والبط والقفلق والزقزاق.