تبدأ آلاف الطيور المهاجرة خلال فصل الربيع الحالي رحلة العودة الى مواطنها الاصلية، بعد ان قضت فصل الشتاء في اليمن والجزيرة العربية وجنوب افريقيا. ورصد علماء وباحثون فى مجال الطيور أكثر من أربعمائة نوعا من الطيور تتواجد في اليمن في فصول مختلفة من السنة ، منها 19 نوعا مستوطنا، 6 منها نادرة لا توجد إلا في أرخبيل سقطرى. وتؤكد الدراسات التي أجريت في فترات متفرقة ان التنوع البيئي الجيد للمواطن الطبيعية في اليمن، من جبال وسهول وصحاري وهضاب وأراضي رطبة وسواحل بحرية، في طريق هجرة الطيور الرئيسي في رحلتي الذهاب والإياب السنوية بين ثلاثة نطاقات جغرافية حيوية يعد من أسباب انتشار الأنواع الموجودة في هذه المنطقة من العالم. وتهاجر إلى اليمن آلاف الطيور خلال موسمي الهجرة في الخريف والربيع، فيما يزيد معدل الطيور التي تعبر اليمن ومنطقة مضيق باب المندب على وجه الخصوص في هذه الفترة عن ستين ألف طائر يومياً . ويمكن تصنيف تلك الطيور، حسب الوقت الذي تهاجر فيه والأسباب التي تفد من أجلها إلى أربع فئات هي: طيور عابرة، وطيور زائرة صيفية،وطيور زائرة شتوية، وأخيراً طيور متحركة داخل اليمن. وتكشف الدراسات التي اجراها علماء التاريخ الطبيعي مؤخرا، ان اكثر من نصف فصائل الطيور التى سجلت في اليمن هي طيور مهاجرة عابرة لاتتكاثر فيها ابدا . وتوصل علماء التاريخ الطبيعي الى هذه الاكتشافات بوضع علامات على الطيور، اظهرت ان العديد منها ياتي من بلاد بعيده تقع في الشمال وأهمهما روسيا ، حيث يتكاثر العديد من الطيور هناك خلال اشهر الصيف(يونيو – أغسطس). لكن هذه الطيور وفقا للعلماء، تضطر الى الرحيل عن مواطنها جنوبا خلال فصل الشتاء بسبب الطقس القارس وتعرى الاشجار من جميع اوراقها وتجمد الانهار والبحيرات وتساقط الثلوج والجليد الذي يغطي الارض طوال سسته اشهر تقريبا. ويطير معظم تلك الطيور نحو شرق وجنوب افريقيا مارا عبر اليمن حيث تقضي هناك فصل الشتاء . وعندما يحل فصل الربيع في روسيا في ابريل، تبدأ هذه الطيور رحلة العودة متجهة شمالا مرة اخرى . لكن احيانا تظل تلك الطيور طريقها فتصل الى اماكن تبعد مئات الكيلومترات عن مواطن هجراتها الاعتياديه ويطلق على هذه الطيور تسمية الطيور المتشردة . ويمر القليل من هذه الطيور فوق الجزيرة العربية بدون توقف، ولكن الغالبية العظمى منها تتوقف للتغذية والتقاط الأنفاس. وتتراوح فترة التوقف لبعض الطيور من عدة ساعات إلى عدة أسابيع، مثل الصقور والعقبان والبواشق والطيور الجاثمة كالغراب الزيتوني الأوروبي. ويقصد بالطيور الزائرة الشتوية ، تلك الطيور التي تتكاثر في أوراسيا، وتأتي للجزيرة العربية بشكل عام ولليمن بشكل خاص لتقضي فترة الشتاء. ويقضي بعض من أنواع هذه الطيور الشتاء في الشمال والشمال الشرقي من أفريقيا مثل عقاب السهوب. أماالطيور المتحركة داخل اليمن ، فهي في الأصل طيور مقيمة، لكنها تقوم بتحركات إعادة انتشار موسمية داخل اليمن ولا تغادرها. ويتأثر توزيع هذه الطيور بالمطر ومدى وفرة الغطاء الخضري كطيور الحمامة الخضراء الذي يطير بين المناطق التى تنمو فيها اشجار التين المثمرة التى يقتات عليها. واوضح الدكتور عمر الصغير امين عام الجمعية اليمنية لحماية الحياة الفطرية، ان هناك نحو 54 موقعا رئيسيا للطيور في اليمن تتسم بغناها الحيوي من مصادر المياه والغطاء النباتي والحراجي والحيواني. وحذر من المخاطر التي تتهدد بيئات الطيور والمتثملة في النشاطات السلبية التي أدت إلى تجفيف المناطق الرطبة وإنحسار الغطاء الحراجي ومن ثم اختفاء عدد من هذه البيئات ..مؤكدا على الأهمية القصوى للطيور باعتبارها مؤشرا على السلامة البيئية، وأحد المكونات الهامة للتنوع الحيوي في نقطة جذب رئيسية للسياحة . ويتوافد مئات السياح إلى البلاد لمراقبة الطيور، خصوصا أثناء هجرتها الموسمية. وسجلت منظمة حماية الطيور الدولية 179 نوعا من الطيور في 22 موقعا هاما في أرخبيل سقطرى، منها 41 نوعا مقيما ومتكاثرا في الأرخبيل . وتشمل ستة أنواع من الطيور المتوطنة، إلى جانب "الحوام" و"البوم" نوعين من الطيور يعتبران متوطنين رغم عدم البت في وضعيهما ألتقسيمي ، ويقدر عدد كل نوع منها بحوالي 500 زوج . كما رصدت المنظمة في دراسة اعدتها مؤخرا 88 نوعا مهاجرا من الطيور بصورة منتظمة، و 50 نوعا متشرداً. وذكرت الدراسة إن في أرخبيل سقطرى 13 نوعا مستوطنا من الطيور لا توجد في أي مكان آخر من العالم، منها ما يسمى بطير "أم السعيد" وهو يشبه إلى حد ما الصقر. واشارت الدراسة إلى أن "العصفور الدوري السقطري" احتل المرتبة الأولي من حيث الكثافة العددية التي تم إحصاؤها في الأرخبيل، والتي بلغت أكثر من 200 ألف طائر، وجاء "التمير السقطري" ثانياً بأكثر من 30 ألف طائر، ثم "المغرد السقطري" بحوالي 20 ألف، ثم "السواديه السقطرية" بحوالي 14 ألف طائر، يليها "الهازجة" و"الدرسة" السقطريان، اللتان تعتبران من أندر أنواع الطيور في أرخبيل سقطرى وأقلها انتشاراً، بواقع 3000، و1000 طير على التوالي. وحسب الدراسات العلمية يعد عصفور تمير وادى النيل اصغر طائر فى اليمن حيث لايتجاوز طوله عشرة سنتمترات ووزنه خمسة جرامات ، اما اكبر طائر فهو الحبارى العربى والذى يبلغ طوله ما يقارب المتر ويصل وزنة الى عشرة كيلو جرام . ويعد طائر النعام بساقيه الطويلتين اطول طائر فى اليمن ، ومن حيث السرعة فان سمامة الصرود هى الاسرع. وتتمركز الطيور اليمنية فوق المرتفعات وتفضلها ، خاصة تلك الطيور التى تستطيع العيش فى ارض جرداء مثل طائر حجال. وتعتبر سهول تهامة موطن طائر الحبارى العربى الذى يتاقلم على العيش بين المحاصيل التى يزرعها الانسان. وتعيش على السواحل انواع اخرى من الطيور مثل زقزاق السرطان فيما يفضل طائر العصفور الذهبى البقاء فى الحقول الزراعية.