حذرت الهيئة العامة لحماية البيئة من انقراض احد عشر طائر من الطيور المستوطنة في الجمهورية اليمنية والمهاجرة إليها . وأشار آخر تقرير للهيئة إلى ان الطيور المهددة بالانقراض هي ابو منجل الأصلع والنورس ابيض العين والعقاب المنقط الكبير والعقاب الملكي وحمراوي ابيض العين ومرعة البر ودرسة سقطرى والعوسج ( صقر الحرد) و كذا زرزور سقطري والهازجة اليمنية والشحرورة اليمنية . وأفاد خبراء محليون أن هناك بعض الطيور بدات فعلا في الاختفاء ولم تشاهد خلال الفترة الماضية من اهمها ابو منجل الأصلع الذي يبلغ طوله 75سم ويعتبر من الطيور النادرة عالمياً وكان تتواجد اسراب صغيره منه في المروج الخضراء حول مستنقعات المياه العذبة بالقرب من مدينة تعز. وأوضح التقرير أن من ابرز المخاطر التي تهدد بيئات الطيور اليمنية تتمثل في النشاطات السلبية التي أدت إلى تجفيف المناطق الرطبة وانحسار الغطاء الحراجي ومن ثم اختفاء عدد من بيئات الطيور التى تعتبر مؤشراً على مستوى السلامة البيئية. وتؤكد الهئية العامة لحماية البيئة في تقريرها ان قطع الاشجار من اهم عوامل التهديد للطيور التى تعيش على اشجار الطلح ومنها نقار الخشب العربي والسمنة اليمنية والمغرد اليمني والنعار العربي والحسون السقطري والحسون اليمني . ونبهت الهيئة الى ان التلوث النفطي والنشاطات السياحية في الموانئ اليمنية التى لاتراعي الحفاظ على البيئة توثر سلبا على مواطن الطيور البحرية واهمها الطائر الاستوائي أحمر المنقار والأطيش المقنع وأطيش البني والنورس السويدي والخرشنة البيضاء والنوارس ذات العيون البيضاء المهددة عالميا . وتعتبر اليمن من الدول الغنية بالطيور كونها مقصد ونقطة عبورالالاف من الطيور المهاجرة خلال موسمي الهجرة في الخريف والربيع بين مواطنها الاصلية في المناطق الباردة في الشمال كروسيا و المناطق الدافئة في جنوب افريقيا . وتؤكد دراسات اجرتها الجمعية اليمنية لحماية الحياة الفطرية أن هناك نحو54 موقعاً رئيسياً للطيور في اليمن تتسم بغناها الحيوي من مصادر المياه والغطاء النباتي والحراجي والحيواني. وكان علماء وباحثون في مجال الطيور قد رصدوا أكثر من أربعمائة نوع من الطيور تتواجد في اليمن في فصول مختلفة من العام منها 19 نوعاً مستوطناً و17 نوعا من الطيور الجارحة مقيمة و 15 نوعا يمر بعضها اثناء هجرتها او يقضي البعض منها الشتاء في اليمن ومن هذه الأنواع نادرة توجد في أرخبيل سقطرى حيث سجل الى الان اكثر من 363 نوعا تمثل 18 رتبة و61 عائلة و 177 صنفا . ويعزى خبراء في مجال الطيور وجود هذا العدد الكبير من الانواع الى عدة عوامل اهمها التنوع في الطبيعة والبيئات والعزل الجغرافية بحريا وصحراويا لليمن الذي نتج عنه وجود 13 نوع مستوطن او شبه مستوطن من الطيور ، بالإضافة الى ان موقع اليمن على ثلاثة مواقع جغرافية مختلفة وهي المناطق الافريقية والاستوائية والشرقية نتج عنه أصناف طيور ذات خليط من المواقع الثلاثة والموقع الاستراتيجية لليمن في اقصى جنوب الجزيرة العربية الذي يعد نقطة توقف للطيور المهاجرة. وتعد اليمن البلد الوحيد في الجزيرة العربية الذي يوجد به مجموعة من طيور الحباري العربية بصورة طبيعية اضافة الى اعداد مهاجرة تصل الى اليمن عبر البحر الاحمر . ومن أهم العوامل المهددة لهذ الطيور هو اصطيادها الجائر خاصة في منطقة تهامة حيث تتواجد هذه الطيور . يشار إلى أن الجمهورية اليمنية وقعت مع دولة الامارات العربية المتحدة في ابوظبي في 19 من اكتوبر الجاري على اتفاقية للتفريخ الاصطناعي للحبارى الآسيوية المستوطنة في الجمهورية اليمنية وإعادة توطينها،بهدف الاحتفاظ بمخزون من الحباري اليمنية في المركز الوطني لبحوث الطيور التابع لهيئة أبحاث البيئة في أبوظبي للحيلولة دون انقراضها من البرية اليمنية حيث سيتم جمع بيض و أفراخ للحبارى من اليمن خلال فترة الخمس السنوات القادمة تبدأ من تاريخ توقيع هذه الاتفاقية. ويأتي توقيع الاتفاقية في إطار مذكرة التفاهم المشتركة بين البلدين في فبراير 2003 وفي إطار تنفيذ الالتزامات الدولية للمحافظة على الحباري . كما تجدر الإشارة إلى إعتبار كثير من الخبراء البيئيين منطقة اللحية بمحافظة الحديدة وهي منطقة ذات مساحة شاسعة من اشجار الشورى ومساحات كبيرة من الاعشاب البحرية من المناطق الهامة في الحفاظ على الطيور البرية منها دجاج الماء المهاجرة كما انها توفر بيئات مناسبة لبعض الطيور والحيوانات المهددة بالانقراض كالسلاحف الخضراء والدبغة والنورس ابيض العين ، واعدوا المناطق المائية في ساحل عدن وخور مكسر بالتحديد من المواقع المهمة للطيور المهاجرة التى تشمل عددا كبيرا من الانوع يضم عشرة الاف نوع بما في ذلك ثلاثة أنواع مهددة بالانقراض وا12 مجموعة من الطيور ذات الأهمية في المنطقة العربية . وتخضع هذه المنطقة لشروط المعاهدتين الدوليتين ( رام سار وبون ) ومن أهم الأنواع التي تتواجد في هذه المنطقة طائر النحام الصغير ويقدر عددها بحوالي 9200 طائر تبعا لآخر إحصائية .