شهدت محافظة عدن خلال الأيام القليلة الماضية موجة حر شديدة مصحوبة بعواصف رملية تسببت في وفاة عدد من كبار والسن الذين يعانون من أمراض مزمنة.. ومما زاد الأمر سوءاً انقطاع التيار الكهربائي خلال هذه الفترة مما ضاعف من حجم المعاناة لدى مواطني المحافظة، كما شوهدت عشرات من الأسر تغادر المحافظة هروباً من ارتفاع درجة الحرارة، في حين أجمع العديد من سكان المدينة على أنه لأول مرة تصل درجة الحرارة إلى المستوى الذي وصلت إليه.. ومن خلال هذا الاستطلاع سوف نستعرض حجم معاناة المناطق الحارة ومنها عدن نتيجة ارتفاع درجة الحرارة. أجواء خانقة المواطن المرحوم/طه سيف علي 60 عاماً من منطقة الأعبوس، مديرية حيفان، محافظة تعز، ويسكن في منطقة القلوعة بمديرية المعلا.. وقد فارق الحياة في مستشفى الجمهورية بعد أن قضى ليلة بكاملها في صراع مع حرارة الطقس. يقول الوالد/عبده سيف شقيق المرحوم: كان أخي مصاباً بجلطة، وفي ليلة الاثنين كانت درجة الحرارة مرتفعة جداً فيما كان الغبار يغطي سماء مدينة عدن، فأغلقت النوافذ حتى لا تتسرب الأتربة إلى المنزل، وفي منتصف الليل انقطع التيار الكهربائي مما زاد من حجم المعاناة، وعندها لم يستطع شقيقي تحمل ذلك فخرج إلى الشارع حتى ساعات الفجر، حيث أُصيب بغيبوبة نُقل على إثرها إلى المستشفى، لكنه لم يصمد طويلاً فقد فارق الحياة. ارتفاع الضغط كذلك ظروف وفاة المواطن المرحوم/محسن محمد ناصر، لا تختلف كثيراً عن سابقتها.. حيث تقول ابنه شقيقة المرحوم الأخت/سعيدة صالح إن خالها البالغ عمره الخمسين عاماً كان يعاني من ارتفاع في الضغط مساء الاثنين الماضي، وقد أسعف على إثره إلى مستشفى الجمهورية، حيث أجريت له الإسعافات الأولية وتم إعادته إلى المنزل، ونتيجة لارتفاع درجة الحرارة وانقطاع التيار الكهربائي ازدادت حالته سوءاً، وأصيب بغيبوبة، وتم إعادته إلى المستشفى مرة أخرى، لكنه عاد إلى المنزل جثة هامدة بعد ساعات من دخوله المستشفى. ارتفاع حالات الوفاة مدير عام الصحة بمحافظة عدن الدكتور/الخضر ناصر لصور، أكد أن مستشفيات المحافظة استقبلت العديد من الحالات، معظمها فارقت الحياة قبل وصولها إلى المستشفى، وبعضها في حالة إغماء واختناق بسبب الحرارة الشديدة التي شهدتها عدن خلال الأيام الماضية.. مشيراً إلى أن معظم هذه الحالات لكبار السن والذين يعانون من أمراض مزمنة كالضغط والقلب والسكري. رفع الجاهزية وأضاف الدكتور لصور، بالقول: لقد تم رفع الجاهزية في مستشفيات المحافظة لمواجهة موجة الحر الشديدة التي شهدتها عدن خلال الأيام الماضية، في حين أن أقسام الطوارئ والكادر الطبي في أتم الجاهزية لاستقبال أية حالات جديدة، حيث تم تزويد هذه المستشفيات بالأكسجين وأجهزة التنفس الأزمة لمعالجة مثل هذه الحالات. سوء الخدمات مواطنو مديرية دار سعد أكثر معاناة خلال هذا الصيف خاصة الجهة الشرقية، حيث معظم المنازل فيها من الصفيح، وغالبيتها لا تتوافر فيها الخدمات كالتيار الكهربائي أو المياه... ويقول الأخ/ياسر فضل العزيبي عضو المجلس المحلي في المديرية: إن الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي ضاعف من معاناة المواطنين في المديرية خاصة الأيام القليلة الماضية نتيجة الارتفاع المتزايد في درجة الحرارة، حيث إن معظم هذه الانقطاعات ناتج عن تهالك الشبكة التي يعود عمرها إلى أيام الاحتلال البريطاني. نطالب بوضع حلول جذرية وأضاف العزيبي: لقد طالبنا مراراً وتكراراً بوضع معالجات جذرية لهذه المشكلة من خلال استبدال كامل للشبكة حتى نتفادى عملية الانقطاعات، لكن ما يحدث هو معالجات إسعافية وأعمال ترقيع فقط، فكلما تم إصلاح عطب ظهر عطب آخر، وهكذا تتكرر المشكلة كل يوم. سكان الصفيح واستطرد قائلاً: هناك العديد من المنازل في الجهة الشرقية لا تتوافر فيها خدمات التيار الكهربائي، فكيف يمكن أن نتصور معاناة السكان في هذه المنازل خلال هذه الأيام الماضية المرتفعة فيها درجة الحرارة والتي وصلت إلى أعلى مستوى يمكن تحمله. وفي هذا الجانب ندعو قيادة السلطة المحلية بالمحافظة إلى وضع حلول عاجلة وسريعة لهذا الموضوع، فهؤلاء مواطنون لهم كافة حقوق العيش، خاصة خدمات الكهرباء والمياه باعتبارها من مقومات العيش الأساسية التي لايمكن الاستغناء عنها في هذه المحافظة الحارة. سقوط ضحايا واختتم الأخ/العزيبي حديثه بالقول: إن بقاء هذه المنازل دون كهرباء قد تسبب بالعديد من المشاكل، حيث إن معظم هؤلاء السكان يقومون بالربط العشوائي للتيار أو عن طريق التوصيل من منزل إلى منزل مما يتسبب في سقوط العديد من الضحايا نتيجة الأسلاك المكشوفة. وعود لم تنفذ..! أحمد جابر أحد سكان المنطقة الشرقية لمديرية دار سعد أكد أن الجهات الرسمية رفضت السماح له بإدخال خدمتي الكهرباء والمياه إلى منزله الذي هو عبارة عن كوخ من الصفيح ضمن عدد كبير من المواطنين في المنطقة، وذلك تحت مبرر البناء العشوائي، مع أن الكثير من المواطنين استطاعوا إدخال هذه الخدمات بطرق مختلفة.