عبر عدد من أعضاء جمعية سينزيس السينمائية الفرنسية عن عشقهم وسر ولعهم باليمن من خلال اللقاءات التالية التى أتت بعد تصوير الجمعية لفيلم وثائقي قصير عن أحد أقدم أسواق اليمن وهو سوق "بيت الفقيه" بمحافظة الحديدة. وقال نيكولا لوبختر رئيس الجمعية : تعرفنا على اليمن عن طريق الصدفة وذلك فى العام 2004 عندما تقدم الصديق حميد عقبى بطلب الانضمام للجمعية ودعمه لإنتاج فيلمه "ستيل لايف" وقد تعرفنا عليه حينها وعرفنا انه من اليمن ولم نكن نعرف الكثير من المعلومات عن هذا البلد وقمنا بالبحث على الانترنت وبالطبع لم نجد معلومات كثيرة عن اليمن. "وقد حدثنا كثيراً الصديق عقبى عن اليمن وكان يدعونا إلى بيته لتناول القهوة اليمنية اللذيذة جداً.. وفعلاً تم إنتاج فيلم "ستيل لايف" بعد حصول حميد عقبى على دعم مؤسسة المورد الثقافي وقد ساعدناه كثيراً وكان عملاً رائعاً. "لم تنته حكايتنا مع اليمن ولم يكن يدور فى خلدي أن أسافر إلى هذا البلد الأسطوري، لم نكن نخطط لذلك.. حدث هذا ونحن نعد لدعم حميد عقبى من أجل إنتاج فيلم "الرتاج المبهور" وبعد أن تلقى الدعم من مؤسسة البابطين بالكويت بدأت الخطوات الأولى للبحث عن مكان لتصوير الفيلم كانت أمامنا خيارات هى المغرب - تونس - الجزائر ولكن لم تنجح خططنا بسبب عدم تعاون الجهات هناك معنا ليتوجه حميد عقبى إلى السفارة اليمنية فى باريس وبعد أسبوع قال لنا :هناك رد ايجابي سنسافر إلى اليمن لتصوير الفيلم. كان الخبر غير عادي بالنسبة لنا جميعاً. هناك أسئلة كثيرة دارت بخاطري خصوصاً وأني وجدت معلومات عن اليمن تتعلق بمسألة الأمن ووجود بعض الأمراض مثل الملاريا وغيرها وهذه أمور مهمة وخطيرة وليست أمراً بسيطاً ، لكننا خلال البحث تعرفنا إلى بلد غني بالآثار التاريخية والطبيعة الساحرة وقدم لنا صديقنا حميد معلومات كثيرة خلال النقاشات التي استمرت كثيراً وفعلاً نقلت الخبر إلى عائلتي وأصدقائي ولا اخفي أن البعض حذرني من هذه المغامرة لكني أثق بصديقي حميد وأحب المغامرة قررت السفر مع المجموعة". وحول زيارته وإقامته باليمن يضيف نيكولا لوبختر: "بعد وصولنا اليمن، انتقلنا فوراً إلى بيت الفقيه، إلى منزل المخرج عقبى واستقبلتنا عائلته وأصدقائه وكان مشهدا رائعا. تناولنا وجبه غداء ممتازة جدا "فتّة" بالعسل و"حنيد" كانت وجبة لذيذة ثم انطلقنا إلى زبيد. ومع بداية التصوير نسينا كل المتاعب وتعرفنا على أصدقاء فى زبيد الجميع رحب بنا وعمل على خدمتنا، الجميع يبتسم لنا، نمضي اليوم كاملاً وجزء من الليل فى التصوير، ثم نقضى بقيه الليل فى الحديث والسمر مع الأصدقاء. وبعد الانتهاء من التصوير فى زبيد عدنا إلى بيت الفقيه وصورنا سوق بيت الفقيه، كان المشهد رائعاً، أشبه بكرنفال مدهش جداً فى هذا السوق. لا استطيع أن أعبر عن مدى إعجابي بهذه التجربة التى انتهت بسفرنا إلى صنعاء حيث توقفنا أكثر من مرة فى طريق الحديدة - صنعاء، شاهدنا مناظر فى منتهى الروعة والسحر. نحن هناك فى فرنسا لا نحس بجمال الشمس وروعتها، فى اليمن أحسسنا بجمال الشمس كل شيء حولنا جميل وطبيعي وغريب أيضا بيوت فوق قمم الجبال و مدرجات زراعية كان الجميع مندهشاً لهذه الروعة. ثم أقمنا فى صنعاء زرنا قصر غمدان لتصوير أحدى المشاهد كنا نعيش في حلم جميل و بعدها زرنا المحويت و كوكبان و غيرها من المدن و أنا أحسد نفسي أني وجدت مثل هذه الفرصة لزيارة اليمن. وفى صنعاء القديمة تذكرنا حكايات ألف ليله وليلة". طبيعة ساحرة بوريس لوكاردية مخرج ومصور سينمائي تحدث كذلك عن انطباعاته حول زيارته لليمن فقال: "لم أكن اخطط للسفر إلى اليمن أو أحلم أن أزور بلداً جميلاً ورائعاً مثل اليمن صحيح أني سبق وأن زرت تونس ولكن اليمن يختلف كثيراً عن تونس ما يميز اليمن هو جمال طبيعته الساحرة و روعة الآثار مثلاً عندما تدخل إلى مدينه صنعاء القديمة كأنك تعيش حكايات ألف ليله وليلة. الأمر كان مدهشاً واستطعنا أن نتغلب على خوفنا من السفر إلى اليمن هذا طبيعي نحن هنا ندرس الأمور بكل تفاصيلها والمعلومات التى توجد عن اليمن باللغة الفرنسية بسيطة وغير كافية. أخيراً تحدثت إلينا ليندا و كاهينة خالدي وهن فرنسيات من أصل جزائري فقالت ليندا أنا أيضا كنت اجهل أشياء كثيرة عن اليمن ومشاركتي فى فيلم "الرتاج المبهور" منحتنى معرفة هذا البلد الجميل وقد سعدت جدا بالمشاركة كممثله فى فيلم "الرتاج المبهور"، وأيضا فى إخراج فيلم "بيت الفقيه" حيث أجريت عملية المونتاج وما زالت الصور والأصوات وكل تفاصيل سوق "بيت الفقيه" فى مخيلتي كوني عشت الحدث خلال التصوير وفى غرفة المونتاج أكثر من أسبوع كامل ونحن نعمل ليل نهار رغم انه فيلم قصير جداً". كاهينة والتى شاركت فى فيلم "الرتاج المبهور" تحدثت كذلك عن انطباعاتها عن اليمن فقالت: زيارتي لليمن تذكرني برائحة الجزائر أحببت اليمن وسأعود إليه مرة أخرى. وقد سألت ذات يوم: ماذا ستفعلين لو أصبحت مليونيرة، فقلت سأدعم الكثير من المشاريع فى اليمن وأهم شيء سأركز عليه حماية الآثار ومساعدة الفقراء.