مستشفى حبان من المستشفيات العملاقة التي تزخر بها محافظة شبوة وهو يغطي بخدماته مناطق وقرى وعزل مديرية حبان المتباعدة، متجاوزاً إياها إلى محافظة أبين «مديرية المحفد وما جاورها في أروقته يجد الزائر حركة دؤوبة كخلية نحل، وبأطبائه وممرضيه المنهمكين في أعمالهم الإنسانية بتفان وإخلاص وبكادره المتكون من اثنين وسبعين موظفاً، وبأقسامه المختلفة وعياداته الخارجية العديدة كعيادة الباطنية وعيادة النساء والولادة وعيادة الأسنان.. وغيرها من العيادات المتكاملة.. (لجمهورية) زارت المستشفى وأجرت العديد من اللقاءات : خدمات صحية متميزة البداية تحدث خالد مهدي البابكري مدير المستشفى قائلاً: مستشفى حبان من المستشفيات التي تقدم الخدمات الصحية المميزة والمتتبع له فنياً وإدارياً يجد أنه شهد قفزة نوعية من حيث تقديم كافة الخدمات الضرورية للناس، ومنذ استلامنا مهامه في العام الماضي قمنا بتشغيل كافة الأقسام فيه، والمتمثلة في العيادات الخارجية التي تحتوي على عيادات الباطنية وعيادة النساء والولادة ، وعيادة الاسنان ، وقسم المختبر وقسم الأشعة وقسم الموجات فوق الصوتية والأشعة التلفزيونية إضافة إلى التطعيم وغرفة الوضع، والصحة الانجابية والصيدلية، وكل هذه الأقسام باتت تعمل وتقدم خدمة فريدة على مدار أربع وعشرين ساعة وخاصة غرفة الوضع التي تحتوي على أربع قابلات وطبيبة. صعوبات وعراقيل وأضاف في سياق حديثه: هناك بعض الصعوبات التي تواجهنا وأهمها نقص وقلة الموازنة التشغيلية نسبة إلى النشاط الذي يقوم به المستشفى وكذلك انقطاع التموين الطبي من صندوق الدواء الذي كان يدعمنا قبل عامين ، وهذا الانقطاع حملنا العبء الأكبر مع العلم ان البنية التشغيلية للمستشفى هزيلة جداً منذ البداية فالمستشفى لم يمر على افتتاحه سوى أربع سنوات وهو يستهلك مبالغ شهرية عالية لصيانة شبكة المياه والكهرباء والأبواب وغيرها وهذه الأشياء تستنفد موازنة المستشفى التشغيلية ويعود السبب إلى التشييد السيء الذي شيد به المبنى. وعن الكادر الطبي تحدث الدكتور خالد مفصلاً: عدد الكادر الطبي في مستشفى حبان اثنان وسبعون موظفاً منهم ثمانية عشر موظفاً نقلاً ادارياً إلى مراكز أخرى وستة موظفين دارسين وأربعة ممرضين متقاعدين عن العمل أما الباقون فيعملون على قدم وساق ليلاً نهاراً، ونحن نؤكد أننا ما زلنا بحاجة ماسة إلى كادر فني مهني فلدينا ثلاثة أطباء عموم «طبيبة وطبيبين» لكننا نريد أخصائي جراحة، وأخصائي أطفال، وطبيب تخدير، وطبيب نساء وولادة بالاضافة إلى حاجتنا للعديد من الأجهزة الحديثة التي تساعدنا على تنفيذ مهامنا على أكمل وجه .. ثم استرسل في حديثه الطويل: الحمد لله الغرف والأسرة كافية وتغطي ازدحام المرضى لكن حاجتنا المستقبلية كثيرة وما أتمناه هو ان يتوفر الكادر الفني المتكامل والأثاث والتجهيزات مع العلم اننا بدون سيارة إسعاف وهذه الأخيرة مهمة لأن هناك حالات حرجة تصلنا كحالات الوضع المتأخر مثلاً، ورغم محاولتنا انقاذها الا أن عدم توفر وسائل الإسعاف تخذلنا بالاضافة إلى شحة بعض الأجهزة كجهاز الانتراسون وجهاز الفتر في ظل توفر غرفة العمليات التي ما زالت بحاجة إلى تأهيل متكامل. غرفة التثقيف والتوعية وعن غرفة التثقيف قال: لدينا غرفة تثقيف صحي بدعم من الوكالة الأمريكية للتثقيف ونقوم بالتوعية مرتين في الأسبوع حيث لدينا أشرطة فيديو تبين كيفية الوقاية من الأمراض ومدى الفائدة من تحديد النسل وغيرها من المعلومات الصحية المفيدة وحين قاطعته بسؤالي عن تأثير الثأر على طاقة المستشفى الاستيعابية أجاب: حالات حرجة صحيح أن المنطقة يعشوشب فيها مرض الثأر والمستشفى ليس تخصصاً ولكنه يقدم خدمات معظمها باطنية الا ان الحالات الحرجة يتم تحويلها إلى مستشفى عتق، بعد تقديمه الاسعافات الأولية لها وهناك تعاون كبير من مكتب الصحة في المحافظة ولولا تعاونهم لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه من قفزة نوعية متطورة على مستوى الخدمات التي يشهدها المستشفى وكذلك هناك تعاون من السلطة المحلية في المديرية.. واختتم حديثه بالقول: إنني أحث جميع العاملين في المستشفى على الانضباط ونحن نقدر كل مبدع متفان في عمله ورحم الله امرئ عمل عملاً فأتقنه. إقبال متوسط في غرفة المختبر النقية والصحية التقيت بالمختبري الدكتور/أحمد عوض شادي الذي تحدث شارحاً: الأجهزة الموجودة في المختبر ميكروسكوب وترمومتر وثلاجة لحفظ الأشياء الأساسية وهناك صعوبات تواجهنا منها حاجتنا إلى توفير محاليل وأجهزة ومعدات تكون كافية للعمل وقادرة على استيعاب الازدحام بالاضافة إلى تجهيزات المختبر، اذ اننا بحاجة إلى استكماله من جميع النواحي، واضاف: الإقبال متوسط ، ونحن نداوم باستمرار وهناك مرضى يأتوننا من محافظة أبين ومن مناطق بعيدة جداً وانني أرجو أن يكون الاهتمام بالمستشفى أكثر وأكثر وذلك بالنزول إليه من قبل مكتب الصحة بالمحافظة بين الحين والآخر. مناوبة على مدار الساعة الدكتورة / حنان سالم بن سالم طبيبة عامة نساء وولادة شاركتنا بقولها: نحن نستقبل المرضى بشكل يومي من الساعة الثامنة صباحاً وحتى الثانية عشرة والنصف ظهراً، وأنا كطبيبة عامة استقبل جميع الحالات والمناوبة تستمر على مدار الساعة والجميع متواجدون طبيب الأسنان والاستعلامات وصاحب الصيدلية، وصاحب الأشعة والتطعيم والتحصين والرعاية وعن الأدوية تحدثت قائلة: وللأسف لاتوجد هناك أدوية مجانية وعدد الحالات التي نستقبلها في اليوم الواحد تصل إلى أكثر من ست عشرة حالة، ومما يؤسفني كثيراً انه يوجد لدينا جهاز انتراساونت «الموجات فوق الصوتية» لكن لا توجد خبرة في استخدامه ولذلك فهو لا يعمل.. مع العلم أن أكثر الحالات التي نستقبلها هي نساء وولادة.. وكلها تعتمد على جهاز الانتراساون لمعرفة انحراف الجنين أو غيره ونحن نتمنى من مكتب الصحة أن يعمل لنا دورة تدريبية بحيث نستطيع الاستفادة وزيادة قدراتنا المعرفية فمثلاً انا عندي قلة خبرة في تركيب اللولب واستخدام جهاز الموجات فوق الصوتية.. ومع افتقارنا للتأهيل نحوَّل كثيراً من الحالات التي تصلنا ونعجز عن التعامل معها إلى مستشفى عتق.. واختتمت تحليلها المهم بالقول: قلة وعي النسل بحيث إن المرأة تلد أحد عشر فرداً دون ان تترك لنفسها مرحلة استراحة واذا ما قلنا لأىة امرأة ان هناك العديد من الوسائل التي تساعد على راحتها من عناء الحمل المتتابع كاللولب وحبوب منع الحمل والإبر الا أن جميعهن يجبن بلسان واحد: الأرزاق بيد الله، ولا يصح استخدام مثل هذه الأشياء... ومع كل ما نلاقيه من قلة استيعاب الا أننا مازلنا نناضل لإنجاح الثقافة والوعي، وبثها في عموم المجتمع. أربع حالات يومية في عيادة الأسنان التقيت بالدكتور لطفي صالح، وهو منهمك وسط معداته الحديثة، فاستقبلنابحفاوة وترحاب قائلاً: عيادة الأسنان مجهزة بكل شيء ولا ينقصنا شيء وكل الأمور على مايرام ويصل عدد الذين يأتون لمعالجة أسنانهم في اليوم الواحد أربع حالات. أدوية غير متوفرة أما الأخ صالح منصر المنصوري المدير الفني في المستشفى فقد عبر بقوله: الامكانات قليلة والأدوية غير متوفرة وبأرخص الأدوية المهمة.. ونحن بحاجة إلى أجهزة حديثة تواكب تطورات الطب الذي يتقدم يوماً إثر يوم.. ولحظة إثر لحظة حيث وإن الأجهزة تعد قديمة إلى حد ما. انطباع حسن أثناء مغادرتي مستشفى حبان كان الزمن يتعامد على منتصف الظهيرة وخطوات متزاحمة داخلة خارجة في أروقة وفناء المستشفى وملامح الأطباء والممرضين ما زالت تومض بالنشاط الدؤوب وحين التقيت بكثير من المرضى ومرافقيهم عبر كل واحد عن انطباعه الحسن حول الخدمات المميزة التي يقدمها لهم المستشفى وكادره الطبي من شتى النواحي.. وتجاوزت بخطواتي الحثيثة الهاربة من حرارة الصيف الملتهب.. ثم لما كنت على بعد أمتار من المستشفى التفت لأراه من بعد ولم تختلف نظرتي له إذ أن الحيوية تكاد أن تلبس أحجاره وسوره الخارجي، وهنا أدركت أن مستشفى حبان قبلة يقصدها القريب والبعيد.