كان حلماً يراود الكثير من أبناء محافظة إب بأن تكون هناك مؤسسة طبية متكاملة تعنى بالصحة الانجابية والتحصين الموسع والطوارئ التوليدية والتثقيف الصحي والإرشاد الغذائي نظراً للحاجة الماسة لها في ظل تزايد سكاني بالمحافظة وصل إلى أكثر من 2.5مليون نسمة..هذا الحلم يتحول إلى حقيقة من خلال افتتاح مستشفى الأمومة والطفولة ،حيث قام بافتتاحه رسمياً فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية في ال22من ماير 2007م في الذكرى ال17للوحدة المباركة التي احتضنت فعالياته محافظة إب، وأضحت هذه المؤسسة العملاقة اليوم مرجعية للمحافظة والمحافظات المجاورة. حول فكرة إنشاء هذه المؤسسة الطبية الهامة وما الذي تحقق من أنشطة خلال العام الماضية 2008م والأقسام والعيادات التي يضمها المستشفى ومستوى الخدمات التي يقدمها والتخصصات المتوفرة..كل هذا طرحناه على الأخ الدكتور بشير أبو أصبع مدير عام مستشفى الأمومة والطفولة، كما يلي: التأسيس حول مذكرة التأسيس؟ وكيف أصبح الحلم حقيقة؟ يقول الدكتور أبوأصبع كان هناك حلم يراود العاملين في حقل الرعاية الصحية الأولية والذي يشمل مشاريع الصحة الانجابية والتحصين الموسع والطوارئ التوليدية والتثقيف الصحي والإرشاد الغذائي بأن تكون هناك مؤسسة متكاملة في محافظة إب لتقديم هذه الخدمات على أرفع وأرقى مستوى مهني وعلمي وإداري مقارنة بالعدد السكاني الكبير الذي يصل إلى 5.2مليون نسمة وكذلك بموقع جغرافي متوسط للمدينة بحيث تكون هذه المؤسسة مرجعية لمحافظة إب والمحافظات المجاورة، ومن هنا بدأ ينمو يوماً بعد يوم حتى جاء القرار الفعلي بوضع حجر الأساس لمستشفى الأمومة والطفولة على ربوة عالية تعكس جمال مدينة ونقاء الأهداف التي أقيم من أجلها، ومنذ العام 2006م وحتى 2007م تم تكليف كادر إداري لاستلام المبنى ووضع الخطط التشغيلية والاحتياج للكادر الوظيفي المناسب والتأثيث الملائم ووضع النظام المالي والإداري والطبي والفني الذي سوف يلبي طموح هذه المؤسسة في تقديم خدمات متكاملة للأم والطفل ، ولقد لقيت إدارة المستشفى الدعم الكامل من أعلى مستويات الهرم السياسي في البلاد إلى القيادات الوسطية والأدنى لإخراج وإتمام هذا المشروع على أتم وجه. الافتتاح: وعن افتتاح المستشفى..وماذا أضاف للخدمات الطبية بالمحافظة؟ يؤكد الدكتور أبو اصبع بأنه تم افتتاح المستشفى رسمياً في ال22من مايو تيمناً بالعيد الوطني ال17للوحدة المباركة، والذي احتضنت فعالياته محافظة إب، وقد قام فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية حفظه الله بافتتاحه شخصياً ومتابعته لسير تجهيزاته واستعداداته، ليضفي بذلك جمالاً وتألقاً على هذا المشروع الاستراتيجي، وقد وجه فخامة الأخ الرئيس بتزويد المستشفى بأحدث الأجهزة والمعدات الطبية. وأضاف الدكتور أبوأصبع في سياق حديثه: لقد تكلف هذا المشروع بناءً وتجهيزاً أكثر من مليار وثلاثمائة مليون ريال وتزويده بأحدث الاجهزة وأرقى أنواع التقسيم الفني لأقسامه المختلفة وتم اعتماد أكثر من «161» درجة وظيفية محلية من أطباء وفنيين وعاملين، بالإضافة إلى رفده بعدد «11»كادراً اجنبياً متخصصاً،وهذا بالطبع كان عقب الافتتاح، أما اليوم فقد تغير الحال تماماً. خدمات متعددة: من أبرز الخدمات التي يقدمها المستشفى عبر مختلف عياداته وأقسامه لأبناء المحافظة يقول الأخ مدير عام المستشفى: المستشفى يهتم بخدمات الصحة الإنجابية والتحصين الموسع والتثقيف والإرشاد الصحي والغذائى، ولدينا في هذا المجال أطباء جيدون يبذلون جهوداً كبيرة من خلال تقديم الخدمات اللازمة للمرضى عبر العيادات المتعددة،وقد وصل اجمالي عدد الحالات التي ارتادت هذه العيادات خلال العام السابق 2008م مايقرب من «108997» حالة موزعة على العيادات والأقسام المختلفة في حين تم اجراء ما يقرب من 1136عملية، كما تم استقبال العديد من الأنشطة الخاصة بالصحة الانجابية، فقد تم تحصين «1338» امرأة بلقاح التيتانوس «الكزاز» في حين وصل عدد حالات الرقود في قسم الحاضنات «347» حالة. مكونات المستشفى: وعن مكونات المستشفى بشكل عام، يوضح الأخ الدكتور أبو اصبع حديقه بالقول: في الحقيقة المستشفى يتكون من عدة أقسام يأتي على رأسها العيادات الخارجية، حيث تتكون من عيادات النساء والولادة والأطفال والأسنان والباطنية والجهاز التلفزيوني وتخطيط القلب وعيادة المسالك والجراحة والجلد وقد وصل عدد المرضى المترددين على العيادات الخارجية خلال العام 2008م ما يقرب من «31583» حالة ثم قسم الطوارئ التوليدية حيث تم تخصيص كادر طبي وتمريض خاص بهذا القسم داخل المستشفى لكي يستطيع تقديم خدمات أفضل واستقبال الحالات الطارئة والقسم تعمل فيه خمس طبيبات إضافة إلى «18» قابلة، ويأتي بعد ذلك قسم الطوارئ العامة والذي تم تجهيزه بشكل جيد، ويتكون هذا القسم من غرفتين معاينة وغرفة إنعاش وغرفة مجارحة وعمليات صغرى وغرفة لإعطاء المحاليل الوريدية «مغذيات» تتكون عادة من ستة أسرة إضافة إلى مختبر خاص بالطوارئ وصيدلية طوارئ ويعمل بهذا القسم «21» عاملاً ما بين طبيب وممرض وصيدلي ومختبري وقد وصل عدد الحالات المستقبلة في هذا القسم خلال العام الماضي حوالي «8342»حالة، ثم قسم الصحة الانجابية وهذا القسم يعد من أهم اقسام مستشفى الأمومة والطفولة، فقد تم افتتاحه رسمياً العام قبل الماضي من قبل معالي وزير الصحة العامة والسكان الدكتور عبدالكريم راصع، وقد عمل هذا القسم منذ افتتاحه على تخفيف أعباء كبيرة علينا والحد من الازدحام الحاصل قبل افتتاحه ويتكون هذا القسم من غرفة المشورة وغرفة تركيب اللوالب، وغرفة رعاية الحوامل، وغرفة التطعيم،إضافة إلى صالة إعلام وتثقيف صحي. إضافة إلى هذا الأقسام يوجد بالمستشفى قسم الأشعة التشخيصية والذي يتكون من قسم الأشعة تحت الحمراء «x-ray» وقسم الاشعة المقطعية «ctscan»وقسم أشعة تصوير الثدي «mammogaphy» وقد وصل عدد المرضى المترددين على قسم الأشعة التشخيصية للعام 2008م حوالي «14632» حالة ثم قسم المختبر والذي يتكون من الدم العام والبول والبراز والهرمونات والمزارع والكيمياء وقد وصل عدد الحالات المترددة على هذا القسم حوالي «31094» حالة. قسم الرقود:- وعن قسم الرقود بالمستشفى وبقية الأقسام الأخرى يوضح الدكتور أبو أصبع بالقول: قسم الرقود يحتوي على العديد من الأقسام الهامة مثل قسم الأطفال، ويتكون هذا القسم من «18» سرير مزودة بجميع الأجهزة والمعدات والمستلزمات الطبية، ويعمل هذا القسم «8» أطباء وممرضين وقد وصل عند حالات الرقود في قسم الأطفال خلال العام الماضي 191طفل. كما يوجد في قسم الرقود قسم الحاضنات «حديثي الولادة» ويحتوي هذا القسم على «10» حاضنات مزودة بجميع الأجهزة والمعدات والمستلزمات الطبية والأدوية الضرورية ويعمل فيه «7» أطباء وممرضين وقد وصل عدد حالات الرقود في هذا القسم خلال العام الماضي حوالي «347» حالة، ثم قسم العناية المركزة ويحتوي على «5» أسرة رقود مزودة بأحدث الأجهزة الطبية والمستلزمات الخاصة والأدوية ثم قسم الجراحة ويتكون من «61» سرير وغرفة خاصة بالمجارحة، ويضم المستشفى كذلك قسم العمليات الذي يتكون من ثلاث صالات عمليات كبرى وقد تم إجراء «1136» عملية خلال العام الماضي ثم قسم الباطنية والذي يتكون من «18» سرير مزودة بالأجهزة والمعدات والمستلزمات الطبية الحديثة وقد وصل عدد حالات الرقود بهذا القسم خلال 2008م «54» حالة. التأهيل والتدريب وفيما يخص التأهيل والتدريب للكادر العامل في المستشفى، تحدث الدكتور أبو أصبع قائلاً: نظراً لأن مستشفى الأمومة والطفولة صرح كبير ومازال حديث النشأة كان لابد للإدارة من عقد عدد من الدورات التدريبية والتأهيلية التي تسهم في رفع مستوى الخدمات الصحية المقدمة للمرضى، حيث قمنا مؤخراً بإرسال عدد من الأطباء والممرضين إلى دورات خارجية وتتمثل في إرسال طبيبين للتدريب على جهاز الموجات فوق الصوتية ودورة حول مخطط الولادة «الباتوجرافي» ودورة تدريبية لمدربين في مجال الطوارئ التوليدية ودورة في مجال الرعاية المنزلية للأم والوليد ودورة تدريبية لقابلات حول المشورة وتنظيم الأسرة وترشيح خمسة أطباء لاستكمال دورة تدريب الكوادر الطبية على الرعاية النفسية ودورة في قسم العناية المركزة لعدد ثلاث ممرضات ودورة داخلية لعدد ثلاث قابلات للتدريب على جهاز التدفئة والحاضنة ودورة لعدد «16» ممرض وممرضة على جهاز تخطيط القلب كما أستقبل المستشفى العديد من الطلبة من المعهد الصحي حيث تم تدريب عدد «95» قابلة من المعهد الصحي في الطوارئ التوليدية والصحة الانجابية كما تم توزيع المتدربات على أكثر من قسم وتسهيل مهمة المتدربين. التغذية وبخصوص التغذية بالمستشفى والدورات التي تمت بهذا القسم.. يوضح الأخ مدير المستشفى حديثه بالقول: لقد أولت إدارة المستشفى هذا الجانب أهمية كبيرة،حيث تقوم بالإشراف المباشر على تغذية المرضى وبشكل يومي وقد تم مؤخراً التعاقد مع إحدى الشركات المتخصصة للقيام بهذه الخدمة ويتم متابعة التغذية وتوجيه الطباخ بكيفية تحضير الوجبات بشكل يومي، كما أننا نقوم بالإشراف المباشر على توزيع المقادير على المناوبين والمرضى، واتزان الوجبة من حيث القيمة الغذائية لضرورة احتوائها على البروتينات والكربوهيدرات والماء والفيتامينات الموجودة والتي تمد الجسم بالطاقة الحيوية اللازمة خاصة عند الأمراض. كما أن هناك فريقاً مختصاً بفحص الخام مثل الفاصوليا،الفول، العدس، البازلا، الأرز، السكر.. إلخ. للتأكد من مدى مطابقتها للمواصفات القياسية وجاهزيتها لعملية الطبخ وإجراء الاختبارات الفيزيائية،وهناك فريق آخر يقوم بفحص الخضروات والفواكه المقدمة للمرضى وفحص المواد القابلة للخزن مثل البيض والجبن وأيضاً مثل الحليب،والصلصة.. أضف إلى ذلك أن هناك فريق ثالث يقوم بفحص اليود ونسبته بالملح عن طريق محلول النشأ. ومن خلال متابعتنا المستمرة نقوم بأخذ المقترحات والآراء حول التغذية والنظافة وتسجيل الملاحظات والعمل بها، وبهذا الخصوص فقد تم إنجاز العديد من التقدم بهذا القسم الهام مثل وزن المواد الغذائية حسب أوامر الصرف للمرضى والمناوبين بموجب جدول التغذية والإشراف المباشر على عملية تحضير الوجبات الغذائية ومتابعة طريقة التنظيف للمواد الغذائية مثل:اللحوم، الأسماك، الدجاج، السلطة. كما تم إقامة دورات تدريبية لهذا القسم مثل إقامة دورة في صنعاء بعنوان معالجة سوء التغذية، وقد وصل عدد المرضى والمناوبين الذين تمت تغذيتهم خلال 2008م «17329» حالة منها «4425» حالة مرضية و«12904» مناوباً. ويتابع الدكتور بشير أبو أصبع حديثه عن قسم التغذية بالقول: ولما يشكله هذا القسم من أهمية فقد استطعنا الارتقاء بخدماته، إلا أننا مازلنا بحاجة إلى تنفيذ عدد من الدورات والأنشطة التي يحتاجها القسم حالياً مثل دورة في التغذية العلاجية للحد من سوء التغذية الحاد ودورة في مجال الاحصاء التغذوي ودورات في مجال ضبط السعرات الحرارية للمرضى في المستشفيات ودورة في مجال تغذية الأم الحامل والمرضع ودورة في التخطيط الغذائي لجميع الأمراض. النظافة وفيما يخص جانب النظافة فيؤكد مدير المستشفى بالقول:يتم الاجتماع بعمال النظافة أسبوعياً وتزويدهم بالملاحظات، كما نقوم بفحص عينات ومواد التنظيف مثل الديتول، الفلاش، وغيرها من مواد التنظيف،إضافة إلى متابعتنا لسير عمل مضخة المعقمات والمطهرات التي تعمل على انتشار المطهر والمعقم.. مؤكداً أنه قد تم إقامة العديد من الدورات والأنشطة بهذا الخصوص،حيث تم المشاركة في دورات مسابقة في مجال الاختبارات الميكروبية والكيميائية في مختبر الميكرو للأغذية في الهيئة اليمنية للمواصفات والمقاييس وضبط الجودة،وتم الجودة، وتم من خلال التدريب على الفحوصات الغذائية الميكروبية عن طريق الاختبار الميكروبيولوجية للأغذية النباتية للأطفال.. وأصبح المتدربين لديهم القدرة على فحص عينات المنظفات المستخدمة لهذا الغرض. النفقات وعن نفقات المستشفى خلال الفترة الماضية يؤكد الدكتور أبو أصبع بالقول: المستشفى يقدم خدمات بصورة متكاملة ورغم ذلك فإننا نعاني من عدة مشاكل منها عدم تضمن بنود الموازنة التشغيلية لبند أدوية ومستلزمات طبية، كذا بند إيجار الكادر الأجنبي والتي تواجه من الدعم الشعبي وعدم توفر بند المكافآت والعمل الإضافي وتواجه أيضاً من الدعم الشعبي، وكذلك تأخر وصول الموازنة التشغيلية للمستشفى. مؤكداً أن النفقات الخاصة بالدعم الشعبي خلال العام الماضي 2008م «حساب جاري» بلغت «20.464.820» ريال، فيما بلغت النفقات من حساب الأدوية خلال العام الماضي مبلغ وقدره «963.167» ريال. تنظيم الأسرة وفيما يقدمه المستشفى بجانب تنظيم الأسرة وتحسين الصحة الإنجابية يوضح الدكتور علي الجماعي نائب مدير المستشفى بالقول:مازالت مشاكل الحمل والولادة في قائمة أسباب وفيات الأمهات والأطفال والتي تعتبر من أعلى النسب على المستوى العالمي، وتأتي عوامل سوء التغذية والولادات الكثيرة «المتكررة» وعدم وجود فترات زمنية كافية أكثر من «24» شهراً بين الولادة والأخرى. ونحن بمستشفى الأمومة والطفولة ندرك أهمية الدور الذي ينبغي أن يقوم بهذا الجانب لذلك ومنذ افتتاح المستشفى فقد تحقق تقدم كبير في برامج صحة الأم والطفل،حيث قمنا بإعداد برنامج لاستقبال الحالات وخاصة من المناطق ذات الكثافة السكانية الكبيرة والتي لم تصل إليها الخدمات الطبية بهذا الجانب، وذلك من خلال رفع مستوى خدمات المستشفى وأداء الكدر العامل وتدريبه وذلك لإدراكنا أو رعاية الأمومة والطفولة ضرورة لضمان صحة أم المستقبل وأنها بحاجة إلى الرعاية ابتداءً من ولادتها وبلوغها وظهور العلامات الخاصة بذلك وتقوية صحتها وإعدادها لتصبح أما ناجحة في المستقبل وتوفير السبل الكفيلة من ضمان حصولها على اللقاحات المطلوبة وتوفير سبل الوقاية من أية مشكلات صحية قد تصيب أفراد المجتمع وتعليمها مبادئ الأمومة والحياة الأسرية لتستطيع في سن الإنجاب أن تتحمل الحمل والولادة لأية مشكلات أو مضاعفات ولتحقيق ذلك ينبغي أن تتضافر الجهود ابتداءً بقرارات وإرادة سياسية ملزمة لجميع الجهات ذات العلاقة ومروراً بتنفيذ برامج التثقيف الصحي في المدارس وشرح أهم مفردات الصحة الشخصية وخصوصية الجهاز التناسلي ووظائفه والسن المناسب لتأسيس البيت الزوجية، وعندما تكون مؤهلة جسدياً ونفسياً لتصبح أما مناسبة وتعريف الطالبات بالجامعات بمخاطر ومضاعفات الزواج المبكر على الأم والطفل والذي يؤدي عادة إلى تعرض الأم والطفل إلى مضاعفات خطيرة وقاتلة، ومن ثم يأتي دور المستشفى في استقبال الحالات المرضية أو ذات المشورة. ويؤكد الدكتور الجماعي أن هناك حالات تصل إلى المستشفى تعاني من فقر الدم وأحياناً نقصاً بالتغذية جراء عدم توفر النصح والأغذية المطلوبة لهن، مشيراً إلى أن نسبة الأمهات المصابات بفقر الدم الناشئ من سوء التغذية في تزايد مضطرد ويؤدي إلى تهديد صحة الأم وإلى ولادة أطفال ناقصي الوزن ضعاف الأجسام وبالتالي زيادة نسبة الوفيات أو الإعاقة. لذلك فإن الدور الذي يقدمه المستشفى يتمثل في العناية بالخدمات التي تقدم للأمهات للحصول على رعاية أفضل وتقديم الخدمات ابتداءً من خدمة النصح والإرشاد وانتهاءً بالحصول على وسائل منع الحمل وتنظيم الأسرة وإجراء الفحوصات اللازمة، والمستشفى يقدم خدمات بهذا المجال على مدار الساعة. وبهذا الخصوص فإن إدارة المستشفى أدركت أهمية تقديم هذه الخدمة على مدار الساعة لإدراكها أن استمرار عمل ونشاط المراكز الخاصة برعاية الأم والطفل بدوام واحد صباحي فقط يقلل من نسبة المستفيدات والمترددات على المستشفى خاصة منهن العاملات وطالبات الجامعة. كما أن المستشفى يقوم بإصدار «بروشورات» توعوية واختيار الكوادر المناسبة من الجنسين الذين يتحلون بالقدرات المتميزة والإمكانات اللازمة لاستقبال ومساعدة وتوجيه الأسر في تحسين وتطوير رعايتهم لأطفالهم ولأنفسهم ومحاولة تجنب العادات السيئة مثل القات والتدخين والشمة والمداعة وغيرها من المنبهات التي تؤدي إلى عواقب وخيمة. تميز وفيما يميز المستشفى عن بقية مستشفيات المحافظة يتحدث الدكتور بشير أبو أصبع مدير المستشفى قائلاً: يعتبر مستشفى الأمومة من أحد المستشفيات وهو المستشفى التخصصي الوحيد حيث يعني بخدمات الأمومة والطفولة ويهدف كذلك إلى تقديم عناية ورعاية طبية تستوفي جميع شروط الجودة الطبية للأمهات والأطفال التي بدورها تعمل على تقليل عدد الوفيات للأمهات والأطفال وكذلك توفير وسائل تنظيم الأسرة ويمتلك المستشفى ثلاث قاعات للتثقيف والإرشاد الصحي اليومي وكذلك خدمات الطوارئ التوليدية حيث يمتلك المستشفى أربع صالات مجهزة بأحداث المعدات والمستلزمات الطبية على مدار الساعة، كما يتميز المستشفى بوجود أشعة تصوير طبقات الثدي إلى جانب الأشعة المحورية والأشعة السينية بطاقم نسائي. إنجازات وعن أهم ماتحقق خلال العام الماضي من إنجازات في المستشفى يقول الدكتور أبو أصبع: بفضل الله استطعنا خلال العام الماضي التقدم إلى الأمام بثبات من خلال ماتميزنا به من خدمات لمسها المواطن..فقد ارتفع مستوى الإقبال من جميع الفئات بنسبة 84% عن الربع السابق وارتفاع نسبة الضبط الإداري من 30% إلى 88% في الدوام الرسمي والمناوبات. كما تم افتتاح قسم الطوارئ التوليدية على مدار الساعة وافتتاح جميع أقسام المستشفى خلال المناوبة لاستقبال جميع حالات الأمومة والطفولة بجميع أنواعها الباطنية والجراحة، كما تم استكمال تشغيل 60سريراً من إجمالي السعة الاستيعابية للمستشفى المقدرة ب 100سرير حالياً مع استكمال تنقيح هيكل المستشفى المقترح وكذلك التوصيف الوظيفي وافتتاح مختبر الطوارئ وبنك الدم على مدار 24 ساعة، وكذلك من الإنجازات التي تحققت للمستشفى خلال العام 2008م، افتتاح قسم المزارع في المختبر وكذلك تشغيل جهاز «Elisa» للهرمونات واستكمال أدبيات ووثائق ولوائح المستشفى المنظمة للجوانب الفنية والمالية والإدارية وافتتاح الصيدلية المجانية في المستشفى التي تعمل على مدار 24ساعة وفيها تصرف الأدوية المتوفرة مجاناً كما تم استكمال قسم الأرشيف وإدخال نظام الأرشفة الآلية بأحدث الطرق العلمية وتم كذلك تأسيس قسم الإحصاء والعلاقات العامة وبدأ نظام الإحصاء الآلي في جميع أقسام المستشفى كمرحلة أولى لعمل نظام آلي لجميع وحدت المستشفى، كما قمنا بتأسيس وافتتاح وحدت خدمات المرضى كبادرة انفردنا بها عن بقية المستشفيات الموجودة بالمحافظة مع تأسيس وافتتاح وحدة الجودة الطبية والتي تعتبر الوحيدة داخل المحافظة، كما تم تشغيل وحدة الأسنان بجميع خدماتها، كما قمنا بالتواصل والتفاعل مع جميع المنظمات الداعمة والصناديق الدولية ودعوتهم للتدخل الإيجابي لصالح تفعيل أنشطة المستشفى المختلفة منها الصندوق الاجتماعي للتنمية ومنظمة اليونسيف «OVFDK» ومنظمة كيرر وغيرها من المنظمات كما تم التواصل مع المؤسسة الاقتصادية لإصلاح الأجهزة التي كانت معطلة بنسبة 90% منها جهاز الأشعة المحورية وأشعة تصوير طبقات الثدي وأجهزة التعقيم المركزية كما قمنا بتأسيس وحدة التأهيل والتدريب الداخلية لتدريب الكوادر الوسطية على جميع الأعمال الفنية والطبية والإدارية، كونهم لم يكونوا مؤهلين بالقدر الكافي لذلك وتأسيس مفهوم التعليم المستمر، كما تم توفير مايمكن توفيره من أدوية ومستلزمات ومحاليل وفق ماهو متوفر في المخازن، وكذلك تم تجهيز باصين للإسعاف. المعوقات ويختتم الدكتور بشر أبو أصبع مدير عام مستشفى الأمومة والطفولة حديثه عن أهم الصعوبات والمعوقات التي تواجه المستشفى بالقول: هناك العديد من الصعوبات والمعوقات التي تحد من نشاط المستشفى ومنها على سبيل المثال النقص في الكادر الاختصاصي لأطباء النساء والولادة والأطفال والجراحة، ونقص في الكادر التمريضي النسائي أضف إلى ذلك أننا نعاني من عدم توفر الكادر الفني والإداري المؤهل ذو الخبرات الجيدة بما يتواكب مع هذا الصرح الطبي العملاق، أضف إلى ذلك قلة المخصصات الخاصة بنفقات التشغيل لشراء المستلزمات الطبية وقلة مخصصات المكافأة العامة للموظفين وعدم وجود مهندسين مختصين بصيانة وإصلاح المعدات الطبية أضف إلى ذلك أن نواجه مشكلة عدم استقرار الكادر العامل في المستشفى الفني والإداري منذ افتتاح المستشفى وتأخر مستحقات الكادر العامل من المرتبات والأجور حتى شهر أغسطس 2008م.
