الدكتور بشير أبو أصبع: تأهيل وتدريب مستمر لكوادر المستشفى سنتان ونصف هي عمر مستشفى الأمومة والطفولة في محافظة إب، حيث بدأ العمل به رسمياً في ال22من مايو 2007م في الذكرى ال17للوحدة المباركة.. اليوم أضحت هذه المؤسسة العملاقة مرجعية للمحافظة والمحافظات المجاورة في حقل الرعاية الصحية الأولية والاعتناء بالصحة الإنجابية والتحصين الموسع والطوارئ التوليدية والتثقيف الصحي والإرشاد الغذائي.. نعم لقد أنفقت الدولة على هذه المؤسسة بناءً وتجهيز أكثر من مليار وثلاثمائة مليون وتم تزويدها منذ الانطلاقة الفعلية لها في 22/5/2007م بأحدث الأجهزة الطبية وتم اعتماد 161 درجة وظيفية محلية من أطباء وفنيين وعاملين وإداريين بالإضافة إلى رفده بعدد 11 كادراً أجنبياً.. لكن هذا كان عقب الافتتاح.. فماذا عن اليوم؟ وإلى أين وصلت هذه المؤسسة في خدماتها خلال العام الماضي 2009م؟ وماذا عن نظام العمل بالمستشفى؟ أسئلة كثيرة نطرحها من خلال هذا اللقاء على الدكتور/ بشير أبو أصبع ، مدير عام مستشفى الأمومة والطفولة. بداية تحدث الدكتور أبو أصبع مدير عام المستشفى على هذا المنجز بالقول: لقد ظل الأمل متواصلاً لدى العاملين في الحقل الطبي بمحافظة إب بإقامة مؤسسة طبية متكاملة تعني بالصحة الإنجابية والأمومة والطفولة حتى تحول هذا الحلم إلى حقيقة من خلال افتتاح مستشفى الأمومة والطفولة. حيث قام فخامة الأخ رئيس الجمهورية المشير/ علي عبدالله صالح بافتتاحه في 22من مايو 2007م في الذكرى ال17للوحدة المباركة والتي احتظنت فعالياته محافظة إب ومنذ ذلك الحين أصبح مستشفى الأمومة والطفولة مؤسسة عملاقة تستقبل جميع الحالات المرضية من المحافظة والمحافظات المجاورة.. وبناءً على رؤية ورسالة المستشفى التي تهدف إلى العناية بأمراض الأمومة والطفولة والاهتمام بخدمة الصحة الإنجابية والطوارئ التوليدية، وتأهيل العاملين في المستشفى بالاعتماد على معايير الجودة الطبية في تنفيذ جميع الإجراءات في مختلف إدارات وأقسام المستشفى. والحقيقة أن العام الماضي 2007م شهد تغييرات إيجابية كثيرة حيث توسعت خدمات المستشفى وزادت نسبة الإقبال عليه بنسبة 8 9 % مقارنة بالعام الماضي. والمستشفى أحدث نقلة نوعية في خدمات الاستشارة وتنظيم الأسرة والرضاعة والوقاية من العدوى من خلال إدخال البرنامج الوطني لأفضل الممارسات الذي يستهدف جميع الأمهات والأطفال حديثي الولادة والذي يهدف إلى تقليل عدد الوفيات للأمهات والأطفال،وكذا الحصول على جيل من الأطفال خال من الأمراض وأمهات يتمتعن بصحة جيدة. ولأن المستشفى في وضعه الحالي أصبح يمثل المرجع الوحيد بالمحافظة لأمراض الأمومة والطفولة والطوارىء التوليدية فقد توسعنا في خدمات العناية بالأم والطفل حيث تم افتتاح مركز معالجة سوء التغذية، كما تم افتتاح قسم الاليزا لفحص الهرمونات ويعتبر القسم الوحيد من بين بقية المستشفيات الحكومية في المحافظة. إنجازات وعن أهم ما تحقق خلال العام الماضي من إنجازات في المستشفى يقول الدكتور: أبو أصبع مدير المستشفى: بفضل الله استطعنا خلال العام الماضي التقدم إلى الأمام بثبات من خلال ما تميزنا به من خدمات لمسها المواطن، وذلك على النحو الأتي: زادت نسبة المترددين على المستشفى بنسبة 8 9% نتيجة لتحسن الخدمات والاستغلال الأمثل للموارد المالية والبشرية وكذا نظراً لزيادة تحفيز العاملين المادي والمعنوي. ارتفاع نسبة الولادات بنسبة 110% نظراً لتوفير أدوية الولادة المجانية وتوزيع حقيبة الطفل لكل طفل مولود وكذا لإدخال برنامج أفضل الممارسات للأمهات والمواليد. ارتفاع نسبة استقبال الأطفال الخدج بنسبة 30% وذلك نتيجة لزيادة الولادات وكذا توفير كادر طبي متخصص للعناية بحديثي الولادة. زادت نسبة مكافأة العاملين بنسبة 98 % نتيجة لزيادة المترددين الذي بدوره انعكس إيجابياً على نسبة مكافأة العاملين. تم تجهيز افتتاح مركز معالجة أمراض سوء التغذية. تم استضافة المخيم الجراحي التجميلي الهولندي وتم عمل 99 عملية تجميلية أغلبهم من النساء والأطفال في شهر يناير2009م. تم استضافة المخيم الجراحي التجميلي لمؤسسة طيبة وتم عمل 110 عمليات جراحية تجميلية. افتتاح قاعة ومكتبة الاستشهادية وفاء إدريس من قبل محافظ المحافظة ونائبة رئيس الهيئة العليا لمكافحة الفساد وعميد الأسرى العرب سمير القنطار. تم توفير مستلزمات التدريب لإدارة التدريب والتأهيل وهي. 1 جهاز كمبيوتر محمول. 2 جهاز عرض المعلومات. 3 كاميرا رقمية. تم إدخال برنامج أفضل الممارسات الرضاعة الطبيعية وقاية المواليد من العدوى حضن الأم الكنغر فيتامين المباعدة بين الولادات بارتوجراف لقاح شلل الأطفال BCG. عمل لوحات إرشادية للمترددين لجميع أقسام وعيادات المستشفى. تم عمل حمامات لقسم العناية المركزة. تم شراء كاوية ملايات وبطانيات للمستشفى. تم عمل صندوق لجميع المخلفات الطبية الحادة. افتتاح قسم فحص الهرمونات بجهاز الاليزا والأنزيمات. افتتاح قسم مزارع عينات الدم. تفعيل الجودة الطبية في جميع أقسام المستشفى بتشكيل فريق الجودة. عمل فحص الفيروسات لجميع الكادر الفني بالمستشفى الأمان والسلامة. الجودة والأخطاء الطبية وعن معايير التعامل مع الإنسان كمريض وهو مايسمى بنظام الجودة الطبية أو جودة الرعاية الصحية؟ يقول الدكتور بشير أبو أصبع بهذا الخصوص: مما لاشك فيه أن التعامل مع الإنسان يحتاج إلى عدة أساليب وطرق لكسب رضاه، لاسيما الإنسان المريض، ونظراً لكثرة الأخطاء الطبية غير المقصودة والعمل العشوائي كان لزاماً وضع معايير للتعامل مع الإنسان المريض وهو مايسمى بنظام الجودة الطبية أو جودة الرعاية الصحية. لذلك فنحن في المستشفى وضعنا نصب أعيننا كسب رضا المريض من خلال العمل بمعايير الجودة الطبية التي تهدف إلى زيادة الإنتاجية وتخفيض تكاليف التشغيل والقضاء على الأخطاء والعيوب لتحقيق رضا المرضى التام مرتكزين على أساسيات الجودة وأداء العمل بشكل صحيح من المرة الأولى أي أداء العمل بصفر من الأخطاء مع التحسين المستمر للجودة على أن تكون غاية ثابتة لتحسين الخدمة. ومنذ إنشاء وحدة الجودة الطبية تم عمل مايلي: ففي الجانب الفني وجد بعد التقييم الشامل أن هيئة التمريض بالمستشفى تعاني من قصور في أداء المهام فتم عمل توصيف وظيفي لرئيس قسم التمريض ورؤساء أقسام التمريض وممرضات الدوام الصباحي والمناوبات وتحديد مواعيد إعطاء الجرع الدوائية OD.BD.TOS.QLD مع تحديد أوقات قياس العلاقات الحيوية وعمل الأدوات الجراحية في أحواض كلوية متعددة لضمان سلامة التعقيم وشرح كيفية المجارحة الصحيحة مع عمل تعميم بأهمية قياس السوائل الداخلة والخارجة للمرضى، وعمل آلية باستقبال ملفات المرضى وتحضير المريض قبل العملية الجراحية وآلية استقبال المريض بعد العملية واستقبال قرب الدم من بنك الدم.. أما في جانب الأطباء وهو الأهم فقد تم عمل تعميم لأطباء الجراحة بترقيد الحالات غير الطارئة قبل العملية بيوم واحد مع عمل تعميم بكتابة المتابعة اليومية من ملفات المرضى وتعميم عمل مرور كل قسم..وفي جانب العمليات تم عمل تعميم لرئيس قسم العمليات بفصل غرف العمليات صغرى كبرى غير نظيفة وتدريب رئيس قسم العمليات ورئيسة قسم الولادة على كيفية وأهمية تحضير المريضة في قسم الولادة قبل العمليات الجراحية. خدمات متعددة من أبرز الخدمات التي يقدمها المستشفى عبر مختلف عياداته وأقسامه لأبناء المحافظة يقول الأخ مدير عام المستشفى: المستشفى يهتم بخدمات الصحة الإنجابية والتحصين الموسع والتثقيف والإرشاد الصحي والغذائي، ولدينا في هذا المجال أطباء جيدون يبذلون جهوداً كبيرة من خلال تقديم الخدمات اللازمة للمرضى عبر العيادات المتعددة، وقد وصل إجمالي عدد الحالات التي ارتادت هذه العيادات خلال العام السابق 2009م مايقرب من 181352 حالة موزعة على العيادات والأقسام المختلفة في حين تم إجراء مايقرب من 945 عملية، كما تم استقبال العديد من الأنشطة الخاصة بالصحة الإنجابية، فقد تم تحصين العديد من النساء بلقاح التيتانوس الكزاز في حين وصل عدد حالات الرقود في قسم الحاضنات 408 حالات. التغذية وبخصوص التغذية بالمستشفى والدورات التي تمت بهذا القسم.. يوضح الأخ مدير المستشفى حديثه بالقول: لقد أولت إدارة المستشفى هذا الجانب أهمية كبيرة، حيث تقوم بالإشراف المباشر على تغذية المرضى وبشكل يومي وقد تم مؤخراً التعاقد مع إحدى الشركات المتخصصة للقيام بهذه الخدمة ويتم متابعة التغذية وتوجيه الطباخ بكيفية تحضير الوجبات بشكل يومي، كما أننا نقوم بالإشراف المباشر على توزيع المقادير على المناوبين والمرضى، واتزان الوجبة من حيث القيمة الغذائية لضرورة احتوائها على البروتينات والكوبوهيدرات والماء والفيتامينات الموجودة والتي تمد الجسم بالطاقة الحيوية اللازمة خاصة عند الأمراض..كما أن هناك فريقاً مختصاً بفحص المواد الخام مثل الفاصوليا، الفول، العدس، البازلا، الأرز، السكر.. الخ للتأكد من مدى مطابقتها للمواصفات القياسية وجاهزيتها لعملية الطبخ وإجراء الاختبارات الفيزيائية وهناك فريق آخر يقوم بفحص الخضروات والفواكه المقدمة للمرضى وفحص المواد القابلة للخزن مثل البيض والجبن وأيضاًَ المعلبات مثل الحليب، والصلصة.. ضف إلى ذلك أن هناك فريقاً ثالثاً يقوم بفحص اليود وتعبئته بالملح عن طريق محلول النشأ. ومن خلال متابعتنا المستمرة نقوم بأخذ المقترحات والآراء حول التغذية والنظافة وتسجيل الملاحظات والعمل بها، وبهذا الخصوص فقد تم إنجاز العديد من التقدم بهذا القسم الهام مثل وزن المواد الغذائية حسب أوامر الصرف للمرضى والعناوين بموجب جدول التغذية والإشراف المباشر على عملية تحضير الوجبات الغذائية ومتابعة طريقة التنظيف للمواد الغذائية مثل: اللحوم، الأسماك، الدجاج، السلطة. كما تم إقامة دورات تدريبية لهذا القسم مثل إقامة دورة في صنعاء بعنوان معالجة سوء التغذية، ولقد وصل عدد وجبات المناوبين خلال العام الماضي حوالي 7276 وجبة وعدد وجبات المرضى حوالي 12060 وجبة إجمالي 19336 وجبة..ويتابع الدكتور/بشير أبو أصبع حديثه عن قسم التغذية بالقول: ولما يشكله هذا القسم من أهمية فقد استطعنا الارتقاء بخدماته، إلا أننا مازلنا بحاجة إلى تنفيذ عدد من الدورات والأنشطة التي يحتاجها القسم حالياً مثل دورة التغذية العلاجية للحد من سوء التغذية الحاد ودورة في مجال الإحصاء التغذوي ودورات في مجال ضبط السعرات الحرارية للمرضى في المستشفيات ودورة في مجال تغذية الأم الحامل والمرضع ودورة في التخطيط الغذائي لجميع الأمراض. تنظيم الأسرة وعن مايقدمه المستشفى بجانب تنظيم الأسرة وتحسين الصحة الإنجابية يوضح الدكتور/علي الجماعي نائب مدير المستشفى بالقول: مازالت مشاكل الحمل والولادة في قائمة أسباب وفيات الأمهات والأطفال والتي تعتبر من أعلى النسب على المستوى العالمي، وتأتي عوامل سوء التغذية والولادات الكثيرة المتكررة وعدم وجود فترات زمنية كافية أكثر من 24شهراً بين الولادة والأخرى.. ونحن بمستشفى الأمومة والطفولة ندرك أهمية الدور الذي ينبغي أن يقوم بهذا الجانب .. لذلك ومنذ افتتاح المستشفى فقد تحقق تقدم كبير في برامج صحة الأم والطفل حيث قمنا بإعداد برنامج لاستقبال الحالات. وخاصة من المناطق ذات الكثافة السكانية الكبيرة والتي لم تصل إليها الخدمات الطبية بهذا الجانب، وذلك من خلال رفع مستوى خدمات المستشفى وأداء الكادر العامل وتدريبه وذلك لإدراكنا أن رعاية الأمومة والطفولة ضرورة لضمان صحة أم المستقبل وأنها بحاجة إلى الرعاية ابتداءً من ولادتها وبلوغها وظهور العلامات الخاصة بذلك وتقوية صحتها وإعدادها لتصبح أماً ناجحة في المستقبل وتوفير السبل الكفيلة من ضمان حصولها على اللقاحات المطلوبة وتوفير سبل الوقاية من أية مشكلات صحية قد تصيب أفراد المجتمع وتعليمها مبادىء الأمومة والحياة الأسرية لتستطيع في سن الإنجاب أن تتحمل الحمل والولادة لأية مشكلات أو مضاعفات، ولتحقيق ذلك ينبغي أن تتضافر الجهود ابتداءً بقرارات وإرادة سياسية ملزمة لجميع الجهات ذات العلاقة ومروراً بتنفيذ برامج التثقيف الصحي في المدارس وشرح أهم مفردات الصحة الشخصية وخصوصية الجهاز التناسلي ووظائفه والسن المناسب لتأسيس بيت الزوجية ، وعندما تكون مؤهلة جسدياً ونفسياً لتصبح أماً مناسبة وتعريف الطالبات في الجامعات بمخاطر ومضاعفات الزواج المبكر على الأم والطفل والذي يؤدي عادة إلى تعرض الأم والطفل إلى مضاعفات خطيرة وقاتلة، ومن ثم يأتي دور المستشفى في استقبال الحالات المرضية. ويؤكد الدكتور الجماعي أن هناك حالات تصل إلى المستشفى تعاني من فقر الدم وأحياناً نقص بالتغذية جراء عدم توفر النصح والأغذية المطلوبة لهن، مشيراً إلى أن نسبة الأمهات المصابات بفقر الدم الناشئ من سوء التغذية في تزايد مضطرد ويؤدي إلى تهديد صحة الأم وإلى ولادة أطفال ناقصي الوزن ضعاف الأجسام وبالتالي زيادة نسبة الوفيات أو الإعاقة.. لذلك فإن الدور الذي يقدمه المستشفى يتمثل في العناية بالخدمات التي تقدم للأمهات للحصول على رعاية أفضل وتقديم الخدمات ابتداءً من خدمة للنصح والإرشاد وانتهاءً بالحصول على وسائل منع الحمل وتنظيم الأسرة وإجراء الفحوصات اللازمة، والمستشفى يقدم خدمات بهذا المجال على مدار الساعة. المعوقات ويختتم الدكتور بشير أبو أصبع مدير عام مستشفى الأمومة والطفولة حديثه عن أهم الصعوبات والمعوقات التي تواجه المستشفى وكذا الحلول المقترحة بالقول: هناك العديد من الصعوبات والمعوقات التي تحد من نشاط المستشفى ومنها على سبيل المثال: - نقص الكادر المختص في مجال جراحة النساء والولادة. - نقص الكادر التمريضي النسائي. - تغيير الكادر الأجنبي من قبل الشركة من وقت إلى آخر. - زيادة نسبة العاملين بدون راتب في مختلف التخصصات. - عدم وجود مهندسين مختصين في الأجهزة الطبية. - عدم توفر الكتب الطبية والعلمية والإدارية في مكتبة المستشفى. ويختتم الدكتور بشير حديثه بإيراد مجموعة من الحلول المقترحة لمواجهة الصعوبات والمعوقات التي يواجهها المستشفى على النحو الآتي: - تزويد المستشفى بكادر مختص في مجال النساء والولادة. - تزويد المستشفى بكادر تمريضي نسائي. - لايتم تغيير الكادر المتطوع في المستشفى بحسب الإمكانات المتاحة. - تزويد المستشفى بمهندس متخصص بالأجهزة الطبية. * تزويد مكتبة المستشفى بالكتب الطبية والعلمية والإدارية.
