يعتقد الكثير من الشباب أنه اذا لم يتفرغ تماماً لعمله فإنه لن يحقق النجاحات المنتظرة، أو التي يأمل تحقيقها، حتى لو جاء ذلك على حساب صحته، وعلى حساب أسرته، وعلى حساب الوقت الذي كان يقضيه مع أعز أصدقائه. عادة ما تكون حجة معظمنا أنه ليس لدينا وقت كاف، لذلك نكون مشغولين للغاية، وغالباً في عجلة من أمرنا، مع أننا لو نظرنا الى كيفية قضاء وقتنا اليومي لوجدنا أنه يمر سريعاً في مقر العمل وبشكل ممل يكاد يتكرر كل يوم، وتتكرر رؤية الوجوه ذاتها كل يوم أيضاً. صحيح لا تتوفر لكثير من الشباب، والكبار أيضاً، في عدد من أماكن العمل أجواء أو فرص الحفاظ على الوظيفة، سواء في مجال القطاع الخاص، أو في مجال القطاع العام وفقاً وقدراتهم ومواهبهم والخبرات المكتسبة، إلاّ اذا جاملوا هذا المسئول، أو نافقوا ذلك المدير، أو اذا كانوا يمتلكون ظهراً أو سنداً يعطيهم ما يشبه الحصانة ما يجعلهم يركبون به على ظهور غيرهم..!، لذلك نرى هؤلاء منهمكون في العمل، إلاّ أن النظر الى المحصلة يؤكد أن هؤلاء الشباب، وكثير منا أيضاً والعبد لله أحدهم وقد بات في سن الأربعين إلاّ خمسة أشهر!، يكتشف أن كل هذا الوقت الذي نقضيه في العمل يأتي على حساب صحتنا، وعلى حساب أسرتنا، وعلى حساب الوقت الذي من المفترض أن نقضيه مع أعز أصدقائنا..!! يقول الدكتور ريتشارد كارلسون: المشكلة هي أنك اذا لم تقتطع من وقتك لتقوم بما تريد كممارسة نوع من الرياضة مثلاً، أو القراءة، أو التأمل، ولو لمدة ساعة في اليوم، فلن تقوم بشيء أبداً، فالحياة دائماً تزخر بما يشغلنا، كانت دائماً هكذا، وستكون. أنها مطلب يليه آخر، وحاجاتنا لا تنقضي حتى عندما توجد لحظة هنا، وأخرى هناك، فستظهر لك التزامات أخرى لتشغل هذه اللحظات. جربوا جميعاً - كما يقول كارلسون- استقطاع ساعة في اليوم من وقتكم للقيام بتمارين رياضية معينة، أوفي القراءة، أو في التأمل، أو في ممارسة رياضة المشي خاص ابتداء من هذا العدد نبدأ معكم أيها القراء الكرام فتح صفحتين جديدتين جاءتا إثر اهتمام مباشر من رئيس التحرير الزميل العزيز الأستاذ/ سمير اليوسفي رئيس التحرير بتقديم عمل صحفي متميز، والصفحتان سوف تتناولا - كما هو واضح- المجال الشبابي بطريقة بسيطة نحاول فيها الاقتراب مما يحوز على اهتماماتكم، وبالقدر الذي يسلط الضوء على مشاكلكم وهمومكم بحسب ما هو متاح وممكن، بالقدر ذاته سنحاول تسليط الضوء على ابداعاتكم ونتاجاتكم المختلفة بتفاعلكم معنا مشكورين.