الحقيقة أنني تحاشيت الخوض في هذا الأمر، ليس لأن ذلك لايعنيني، وليقيني بأن القلة من الناس باتت بمنأى عن جملة المتاعب اليومية والهموم المعيشة في حياة المواطن، فهذا الجنون السافر والارتفاع المبالغ بأسعار المواد الاستهلاكية أصبح قضية مصيرية تمس كل فئات الشعب، حكاماً ومحكوميين سلطة ومعارضة والكل تحت حد السيف، والكل يبحث عن ملاذ. والحقيقة ان ملامح الخوف والفزع لاتنتاب الناس إلا حين يمتد الغلاء الفاحش فيجثم فوق صدور الخلق ولاينفك حتى نجد المرء يخطو في شارع الحياة شاخصاً في السماء ،، يفكر بالآخرة ويرجو رحمة ربه، والأسعار في الزمن الصعب في ظل تدنٍ واضح للأجور والمرتبات، وتضخم مفرط لاحتياجات الفرد، وزيادة سكانية مضطردة، تصبح ثابتاً رابعاً من الثوابت الوطنية التي لاينبغي المساس بها أو التهاون في من يعبث فيها. وأخرج عن صمت طويل، اعتقدت ان حديث الناس فيه قد طال وتشعب ولكن لا حياة لمن تنادي. انها حياة الناس وأنا واحد منهم والتجار يأتون يوم القيامة فجاراً. هؤلاء من استمرأوا هذا العبث الهمجي الذي أيقظ شراسة الاحلام فينا. والفساد قصة طويلة مبعثها الأسعار ولا يمكن للفرد ان يستقر ما لم ينعم بحياة هادئة، تخلو من هذه البيانات السعرية الفاجعة في حياة الناس. ومكافحة الفساد أن نقف منه موقفاً حاسماً غير قابل للمهادنة موقفاً لايقبل الحلول المؤجلة أو الوقوف على أرضية رخوة، بل كلنا شركاء في الفعل الإنساني الخلاق، ضماناً لراحة المواطن وطمأنينة المجتمعات. رسالة لأنك تعمل، فأنت موضع جدل دائم، ولأنك مخلص وأمين، لذا فلا غرابة ان تستفز أمانتك ومروءتك، خيالات الاقلام العاكفة على النيل منك. أقدرك وأعرف ان صمتك مبعثه ألا تزيد النار اشتعالاً، وايمانك المطلق بأن الاشجار المثمرة هي التي يطالها الناس بالحجارة. ملأى السنابل تنحني بتواضع والفارغات رؤوسهن شوامخ ولاتبتئس أيها الرجل الرائع مشوارك في محافظة تعز، كان مكللاً بالنجاح، لكنه وعر، ومحفوف بالمتاعب وكم جعلت مهمتنا صعبة ونحن نمسك اقلامنا لنرد عنك عبث الغلمان وطيش الأقلام الصفراء، فتكبح جماح رغباتنا لتؤكد لنا كل يوم ان النجاحات لها ثمن وان السماء فيها متسع للصقور والخفافيش. لك الله يا أحمد الحجري.. له الله أيها التقي الزاهد، والإنسان الورع، فمنجزاتك شاهدة على تاريخك الناصع، وسنوات عطائك سنفرد لها في ذاكرتنا.. سفراً خالداً لعطاءات الرجل النبيل