أجبر أُسود الرافدين منتخب كوريا الجنوبية على حجز أول طائرة للعودة إلى كوريا بعد أن تمكن المنتخب العراقي من تقديم مباراة كبيرة وعرض طيب مكنه من حسم لقاء الأمس الذي جمعه بمنتخب كوريا الجنوبية في منافسات بطولة آسيا لغرض التأهل لنهائي البطولة.. وتأخر حسم اللقاء بارتكان المنتخبين العراقي والكوري إلى ركلات الترجيح التي رجحت كفة أُسود العراق الذي نشروا الأفراح في شوارع بغداد والناصرية وديالي والبصرة وكافة حواري بغداد التي شهدت ليلة أمس أعراساً مستمرة في الشوارع غير عابئة بصائدي النفوس وهواة القتل.. رامية بكل المخاوف من سيارة مفخخة أو أعيرة نارية غادرة هنا أو هناك.. وتشهد العراق ركوداً للعمليات الاقتتالية، فالجميع يتوحد على روح واحد وجسد واحد متسمراً أمام شاشات التلفزة التي أصبحت الملجأ الوحيد الذي يعيد البسمة للعراقيين وتجعلهم يطلقون الأهازيج ويبتدعون المواويل التشجيعية لمنتخبهم الذي يعطي صورة مجيدة لشعب قوي.. وقد عبر المنتخب العراقي الأجواء الماليزية متوجهاً إلى اندونيسيا ليلعب النهائي الآسيوي الذي أصبح عربياً خالصاً، وستتكلم قمة البطولة الأسيوية اللغة العربية، وسيتابع المسلمون في كافة أصقاع الأرض ما ستؤول إليه نتيجة النهائي العربي بعد أن عبر المنتخب السعودي الأجواء الفيتنامية محلّقاً إلى اندونيسيا ليلحق بالمنتخب العراقي ويخوضا النهائي العربي المرتقب بعد أن استطاع الأخضر السعودي أن يفرمك الكمبيوتر الياباني ويخلط أوراق أوسيم، بفشل لاعبي المنتخب الياباني الذين عُرفوا بالتناغم والروح المتقدة التي لا تهدأ والجموح المخيف الذي أرعب المنتخبات وأطاح بها في الأدوار الماضية.. وفي مباراة دراماتيكية ومتقلبة الأحداث ازدادت سخونتها وحلاوتها في الشوط الثاني، وقد بادر المنتخب السعودي إلى التهديف ويتمكن اليابانيون من تعديل النتيجة وتتواصل المباراة ويتغير سيناريو الأحداث ويتقدم المنتخب السعودي ليعاد سيناريو التعادل كما حدث بالتعادل هدف لهدف. وبعد أن اعتقد البعض أن المباراة ذاهبة إلى شوطين إضافيين أو ركلات ترجيح تمكن مالك معاذ من خطف هدف من زواية صعبة رجّح به كفة المنتخب السعودي الذي أتقن اللعب بأسلوب دفاع المنطقة وتقييد حركة اليابانيين وتضييق المساحات والركون على الهجمات المرتدة أو إعاقة التحضير الياباني وإبطال مفعوله واستلام زمام المبادرة لهجمة معاكسة، وجاء بقية الشوط الثاني لينشر الفزع ويزيد التوتر والقلق في صفوف لاعبي المنتخب السعودي والجهاز الفني والجمهور العربي.