بدا تخصص الفيزياء الطبية فريداً من نوعه في بداية إنشائه في دولة الإمارات العربية المتحدة مما دفع الكثير من الطالبات إلى الإسراع بالانضمام إليه أملاً في فرصة عمل لاحت لهن في الأفق مثل بارقة أمل في واقع يصعب فيه على الشاب شق طريقه. هذه الفرصة في النهاية حولت، بحسب تقرير نشرته مؤخراً إحدى الصحف الإماراتية، إلى سراب للخريجين وللطلاب حالياً المقبلين على التخرج، إذ لا يزال يعاني عدد كبير منهم من البطالة رغم مضي أعوام طويلة على تخرجهم ولا يزال زملاؤهم في الطريق ينتظرون التخرج بمزيج من اليأس والتشاؤم مما سيحمله لهم المستقبل. تقول ميثاء سعيد كما جاء في التقرير المُشار إليه بعاليه: تخرجت في هذا القسم منذ عامين تقريباً، وحينما طرقت أبواب عمل اكتشفت عدم اقتناع العاملين بالمؤسسات الطبية ووزارة الصحة بإمكانياتي وقدرتي على القيام بمهام عملي، ولا أعلم لمن أوجه اللوم اليوم، هل إلى الجامعة التي روجت لهذا التخصص لنا ولم تروج له لدى الجهات الطبية والصحية المختلفة ام إلى القائمين على الوظائف بوزارة الصحة والجهات الطبية المختلفة والذين لا يدركون أهمية مثل هذا التخصص الهام وإن كان في بداية ظهوره في الدولة..؟! تواصل إيمان الحوسني الحديث قائل كما جاء في التقرير: الفيزياء الطبية ليس فرعاً من فروع الطب ولكنه علم نشأ من الفيزياء لخدمة الطب انه علم حديث يتناول أوجه تطبيقات الفيزياء التي من خلالها نستطيع خدمة المجال الطبي كالعلاج بالأشعة والتصوير الطبي ورسم القلب والدماغ، وهو من التطبيقات الرئيسية في مجال الطب والعلاج والتي لا يمكن التعامل معها بدقة الاّ في وجود فيزيائي متخصص، ذلك لأن كل هذه التقنيات الحديثة معتمدة أساساً على نظريات فيزيائية. والحقيقة أننا لم نتلق التدريبات الكافية على الأجهزة الموجودة حالياً بالمستشفيات حيث كانت فترة التدريب الصيفي قصيرة وغير كافية لاكتساب الخبرة العملية إذ لم تتعد الشهر الواحد أما بقية العام فقد اتخذت الدراسة طابعاً نظرياً على الرغم من أهمية الجانب التطبيقي في حين تمتد فترة التدريب في الدول المتقدمة الى عامين متواصلين يضاف إليهما فترة البحث حيث يتعلم الطالب كيفية استخدام الأجهزة فترة لا تقل عن عامين قبل أن يكون فيزيائياً طبياً محترفاً. وتشاركها الرأي هند القبيسي بالقول: "تم تجميد القبول بهذا القسم حالياً بدلاً من الترويج لطلابه خارج الجامعة، وبدلاً من التعمق في تدريس التخصص ومدهم بمسميات وظيفية واضحة تساعدهم في رحلة البحث عن الوظيفة، وفي الوقت الذي لا تزال حاجة المجتمع ماسة إلى هذا التخصص الحديث، خاصة أن الدولة حاليا تقوم بتوسعات هائلة في القطاع الصحي، فهناك العديد من المنشآت الصحية ستظهر على الخريطة في المستقبل القريب مثل مدينة دبي الطبية والكثير من المستشفيات الحكومية والخاصة. وجميعها في حاجة إلى مثل هذا التخصص".