أخفق مرّات أربع في اكتشاف طريق غرباً من اوروبا الى المشرق، ولكن هذا المستكشف أو الرائد الايطالي عثر مصادفة على قارتين عملاقتين غنيّتين بالمواد الخام والمنتوجات الزراعية، التي غيّرت اقتصاد اوروبا. وكريستوف كولومبوس غالباً ما ينتقد - خصوصاً لجهة وحشيته حيال السكان الأصليين في جزر البحر الكاريبي، واسترقاقهم- ولكن إطلاق سراحه لقاء وعد بأن " يكتشف جزراً وبراً رئيسياً (الجزء الرئيسي من بلاد أو قارة، تمييزاً له من الجزر الواقعة على سواحله) في البحر المحيط"، وإن يكن دالاً على إهمال أو غفلة، لم يتجاوز قط. كان لاكتشاف كولومبوس البلاد الامريكية، تأثير أكبر في تاريخ العالم ممّا كان يمكن أن يتصور، وما كان يمكن أن تكون حصيلة الهدف الذي كان يسعى إليه، في الأصل. فاكتشافه عصر الاستكشاف والاستعمار في العالم الجديد كان واحداً من نقاط التحول الحاسمة في التاريخ. ولقد فتح أمام شعوب اوروبا قارتين اثنتين لاستيطان سكانها المتزايدين، ووفّر مصدراً للثروة المعدنية والمواد الخام بدّل اقتصاد اوروبا. وأدى اكتشافه الى تدمير حضارات الهنود الحُمر الامريكيين. وعلى المدى الطويل، أدى أيضاً الى تكوين مجموعة جديدة من الدول في النصف الغربي من الكرة الأرضية، مختلفة كثيراً عن الشعوب أو الأمم الهندية الحمراء