تبقى التساؤلات الكبيرة بارزة..هل يأتي النجاح هكذا بالصدفة أو بضربة حظ؟! ثم لماذا يتحقق النجاح أحياناً بوسائل مساعدة من إياها على رغم أنف الكفاءة والجدارة ؟!.. وهل من الممكن إن يأتي النجاح بعد فشل ذريع..؟! ثمة شباب كُثر تصيبهم الحيرة من عدم وصولهم إلى تحقيق أمانيهم وأحلامهم بالنجاح في أعمالهم، و بسبب ذلك يبدون (عجلين) في عجلة من أمرهم للوصول إلى غايتهم.. وللأسف يضل بعضهم الطريق بسبب المنغصات فيتجهون إلى الانحراف عن الطريق القويم وفي مخيلتهم أن الانحراف هو الذي سيبعدهم عن كابوس الفشل وسيضمن لهم النجاح بأقصر الطرق، وغاب عنهم أن حبل الكذب قصير وانه ليس عيباً إن تفشل ولكن العيب إن تظل فاشلاً إلى الأبد أو أن تتحول إلى مجرم. للأسف بل يا للهول - حد وصف عميد المسرح العربي الراحل يوسف وهبي- في زمننا الرديء هذا.. زمن انحسار القيم وغلبة مفاهيم السوق وسيادة أخلاق عيال الشوارع يصاب الكثير من الشباب بالإحباط بفعل معايشتهم لواقع مزري فكم من فاشل ترفعه الوساطة والنفوذ إلى مراكز عليا في أعمالهم بينما صاحب الكفاءة والمؤهل يعاني الظلم والقهر لأسباب شتى بعضها يتصل بأسباب اجتماعية وسياسية أو حتى أسرية ومناطقية وأرجو ألاّ أكون قد وقعت في المحظور هنا. وبودي القول لكل شاب يستعجل النجاح أو يعاني الاضطهاد: إن الإصرار على النجاح مهما كان الفشل هو السبيل للوصول إلى الهدف المنشود، وحسب الكاتب الانجليزي (فيل دواردو) في كتابه (قائد في 60 ثانية) والذي يحتوي على 30 فصلاً و30 قصة نجاح فعلية.. حسب (دواردو) فإن القائد الناجح لا يولد قائداً وانما يُصنع صنعاً.. ويزيد قولاً: " نعم يمكن للقائد إن يفشل لكنه سينجح حتماً إذا ما درس الأسباب التي أدت إلى الفشل وتعلم الدروس من ذلك"، ويضرب دواردو مثلاً بالرئيس والقائد الأمريكي "أبراهام لنكولن" الذي فشل على جميع المستويات بدءاً من الفشل في التجارة عام 1831 ثم الفشل في انتخابات الكونجرس عام 1834 وحتى الفشل في الحب عام 1835 وإصابته بعدها بانهيار عصبي عام 1836 إلى فشله ثانية في انتخابات الكونجرس عام 1843 وكذا عام 1846 وفي انتخابات مجلس الشيوخ عام 1855، وسقوطه كمرشح لنائب الرئيس عن الجمهوريين عام 1856 واستمر فشله الذريع غير انه أصبح بعدها أشهر وابرز وأهم رؤساء أمريكا بل ولُقب بمحرر العبيد بعد انتخابه عام 1860، بالتأكيد واجه لنكولن الكثير من المنغصات التي اعترضت طريق نجاحه الذي تأخر 29 عاماً ولكنه لم ييأس.