دخل مجال التعليق الرياضي في السنوات الأخيرة حيز التنافس في منافسات كرة القدم عبر القنوات الخاصة الملكية، وشبه الرسمية، لا سيما في دول الخليج، وبات أحد أهم عوامل جذب المشاهد بحسب رأي ليوسف السعد في أحد المواقع الالكترونية، حتى باتت بعض القنوات الرياضية تقدم عروضًا قوية للمُعلقين المتميزين ومن يحظون بجماهيرية واسعة بطول الوطن العربي وعرضه، وحسب السعد أيضًا، لم يعد غريبًا أن ترى معلقًا تونسيًا يعلق على الدوري السعودي أو مصريًا يتغنى بمنتخب قطر أو إماراتيًا يكتب ب"المايكروفون" شعرًا في لاعبي العراق.. هل رأى أحدكم معلقًا يمنيًا تتهافت عليه هذه القنوات الخليجية..؟! لا ريب في أن العمل في المجال الإعلامي المرئي، والمسموع أيضًا، يختلف عنه في المجال المقروء، لاسيما في تلك (الخاصية) التي لا يمكن التحايل عليها وهي تعتمد العمل على الاحتكاك المباشر مع الجمهور كمتلق في المجالين الأولين، في حين يفتقده العمل في المجال الثالث، لا مجال هنا للواسطة أو لخداع المتلقي كشريحة مستهدفة من المرسلة الإعلامية، إذ يمكن والحال كذلك أن اسمح في مجال عملي، في المجال المقروء طبعًا، بصفتي رئيسًا لتحرير صحيفة (المبدعين الفقراء) في محافظة (هونوسنكلولو) اليمنستانية، أن أحوّل إبن أخي من مراسل اداري الى كاتب مرموق افتراضًا، وبين ليلة وضحاها، والبركة في موقعي وما يتطلبه كرئيس تحرير!، بيد أنني لا استطيع أن أفعل (المنكر) ذاته لو كنت رئيسًا لقطاع التلفزيون في (هونوسنكلولو) اليمنستانية طبعاً!، إذ لا مجال لتدخلي البتة، ذلك أن المتلقي هنا، أي المشاهد، في احتكاك مباشر مع المذيع أو المعلق الرياضي. ويلخّص السعد مقومات نجاح المُعلقين الى الانفتاح الإعلامي وتألق المعلقين مع تطور وسائل الاتصال وتعدد قنوات المعرفة وعملهم الذي يحترم عقل المشاهد وفكره، وتطور لعبة كرة القدم ذاتها على كل الأصعدة والمستويات، لكن ذلك يبقى في (محيط) القنوات الخاصة وشبه الرسمية، فالناظر الى حال التعليق في القنوات الحكومية في الدول العربية دون استثناء!، وحال الإعلام المرئي بشكل عام، يصاب بفشل كلوي وفكري على ما وصل إليه الحال، قياسًا بما عليه الأمر في إعلام خليجي لا يتيح الفرصة إلاّ لأصحاب المواهب، بل وأصبح أمر استقطابهم يجري على قدم وساق وباغراءات مالية يسيل لها اللعاب! حسنًا.. دعوا القنوات الخليجية في حال سبيلها.. هل رأى أحدكم معلقًا يمنيًا تتهافت عليه أجهزة الإعلام المحلية وفقًا وقدراته ومواهبه..؟!