الشباب هم السراج .. وعليهم وبهم ينار المستقبل .. فهم قناديل الأمل .. ونبراس لكل ما هو جميل قادم .. ولأنهم كذلك نلحظ أن الاهتمام بهم ورعايتهم لايتوقف .. فالفعاليات المتوالية الهادفة لصقل مواهبهم وقدراتهم وإبداعاتهم تكاد لا تنقطع .. سواء على المستوى الرسمي والحكومي أم على المستوى المجتمعي ومنظمات المجتمع المدني.. وآخر تلك الفعاليات ورشة العمل الخاصة بتنمية القدرات الشبابية وتعريفهم بالمهارات والمعارف القيادية، التي شهدتها محافظة تعز من الفترة 4-6 سبتمبر الجاري .. وهي الفعالية المعروفة ببرنامج «سراج» وهو المشروع الذي تقيمه المنظمة السويدية لرعاية الأطفال بدعم من الوكالة الأمريكية للإنماء الدولي .. بمشاركة (30) شاباً وشابة يمثلون خمس عشرة محافظة يمنية تلقوا على مدى ثلاثة أيام عدداً من المعارف والمهارات على أيدي شباب خبير متدرب من عدة دول عربية في كيفية التعامل مع الشباب وتكوين فريق عمل جماعي بمواصفات قيادية رائدة .. وأشياء أخرى ندع مجال الحديث عنها للشباب أنفسهم المشاركين في الورشة الذين تحدثوا ل(الجمهورية) . «سراج».. بعدة مراحل صباح بدري بكير، الاسم الأول في الورشة الشبابية، ومنسقة مشروع «سراج» لتنمية القيادات الشابة تحدثت عن المشروع ومراحله قائلة: المرحلة الحالية التي نحن بصددها تعد المرحلة الثالثة من مشروع «سراج» لتنمية القيادات الشبابية، حيث كانت المرحلة الأولى باسم «حقيبة سراج المهارية» والأخرى كانت تستهدف الشباب ذاتهم .. حيث عبرت الأولى عن استنباط المهارات المكنوزة في أعمال الشباب وإظهارها وتجميعها في حقيبة «سراج» .. بينما كانت الثانية عبارة عن تنمية تلك المهارات وتعهدها .. وحالياً نقوم بتدريب الشباب على كيفية العمل مع أقرانهم الشباب الآخرين وتشكيل مجاميع عمل وجمعيات وما شابه ذلك. دعم دولي ورعاية محلية وعن الدعم المقدم للورشة قالت منسقة «سراج»: إن الورشة تنظمها المنظمة السويدية بدعم من الوكالة الأمريكية للإنماء الدولي.. وتضيف: إن ما أثلج صدور القائمين على المشروع الرعاية الكريمة لأعمال الورشة من قبل قيادة المحافظة بتعز التي رعت أعمال الورشة .. وأشارت صباح بدري إلى أن هناك مرحلة رابعة من مراحل مشروع «سراج» سيتم الإعلان عنها في حينه. كما أشارت في حديثها إلى ذلك النجاح الذي أسفرت عنه أعمال الورشة والتفاعل الإيجابي من الشباب والشابات المشاركين في الورشة . نجاح . وارتياح من جانبه أبدى الأردني محمد المعيطة ممثل مشروع «سراج» الإقليمي ارتياحه لنتائج أعمال الورشة والتقبل والحماس الشبابي المنقطع النظير الذي بدا عليه الشباب أثناء الورشة .. والروح الأخوية السائدة بين الجميع ، مشدداً على ضرورة الالتفات والاهتمام بالشباب .. كونهم أغلى شرائح المجتمع ويمثلون نسبة ٪60 - ٪70 من الهرم السكاني في المجتمعات العربية باعتبارها مجتمعات فتية شابة، وقال : كثيراً ما نردد في الأردن مقولة إن الإنسان هو سر التنمية .. لكني أقول إن الشباب محور التنمية وأساسها. حديث الشباب الشابة سماح فيصل ردمان من أمانة العاصمة تحدثت قائلة : تعلمنا من خلال الورشة أشياء كثيرة تمثلت في أهداف الورشة التي ركزت على كيفية تعامل الشباب مع أقرانه من الشباب الآخرين وأسلوب التعامل مع الشباب والأسباب التي تمكن من جذب الشباب .. وكيفية جعلهم شباباً فاعلين في مجتمعاتهم .. كما تعرفنا على معنى التطوع وثقافة التطوع وكيفية جذب الشباب للعمل الطوعي والانخراط فيه .. وتمنت في ختام حديثها أن يكون جميع الشباب قد خرجوا بحصيلة جيدة لتحقيق الأهداف المرجوة من الورشة. الشباب أهم ركائز المجتمع من جانبها أكدت الشابة أشواق اليريمي من محافطة تعز أن الورشة كانت جميلة وحققت الفائدة المرجوة منها..وقالت: ومن الأشياء التي تدربنا عليها كيف يكون الشاب فاعلاً في مجتمعه .. كما تعلمنا معنى التطوع وكيف نكون شباباً متطوعاً فاعلاً عاملاً في المجتمع .. وأكدت أشواق أن الشباب هم جزء من الوطن، ويمثلون ركيزة مهمة من ركائز المجتمع .. وقالت: يكفينا أننا تعرفنا على العديد من الشباب واندمجنا معهم من مختلف المحافظات .. حيث كان الشاب فاعلاً بشكل كبير وغير عادي، وأتمنى ألاّ تكون هذه الورشة الوحيدة ونأمل أن تتكرر مثل هذه المشاركة مرة أخرى في المستقبل. الشباب أقدس أيام العمر بدوره الشاب محمد عبدالله الصبان من سيئون بحضرموت اعتبر الورشة من أهم الورش التي شارك فيها وقال إنه تلقى واستفاد فيها العديد من المعارف والمهارات والابتكارات التي زادت من قدراتنا وثقافتنا وانشطتنا وتجعلنا ننقل لمجتمعنا ومدننا الكثير من المهارات التي يستفيد منها الشباب الذين يحالفهم الحظ للالتحاق بمثل هذه الدورات .. وقدم شكره في الأخير لصحيفة الجمهورية على متابعتها ومشاركتها أعمال الورشة. أما الشاب حزان سنان بن عمد بكالوريوس هندسة غذائية وهو من محافظة أبين فقد قال: إن الفائدة التي حققتها الورشة نبعت من كونها مرتبطة بالشباب أنفسهم ، وأن الشباب لهم دور ايجابي في تفعيل وتقييم أدوارهم وأعمالهم .. وقال : إن أقدس أيام العمر مرحلة الشباب .. ويكفينا أن نخرج من الورشة وقد تعرفنا على هذه الكوكبة من الشباب الفاعل وعلى الإخوة والأخوات الموجودين معنا في الورشة. شباب مؤثر بينما اعتبر الشاب عمر محمد النزيلي من محافظة صنعاء أن هذه الفعالية شيء عظيم في حياته، لأنه حسب قوله تعرف على شباب إيجابيين ومؤثرين من عدة محافظات ، كما أنه تعرف على أعمال هؤلاء الشباب ومبادراتهم التي قاموا بشرحها وعرضها على غيرهم من الشباب الحاضر، وقال : إن تلك المبادرات عظيمة بحق إذ استطاع الشباب من خلال اشياء بسيطة أن يصنعوا أشياء عظيمة تؤثر في صناع القرار من وزراء ومحافظين .. وشكر النزيلي كل من ساعد وأسهم في تنظيم هذه الورشة وبرنامج «سراج».. وتمنى أن ينطلق هو بنفسه بالإضافة إلى زملائه الشباب كل ما تعلموه من الورشة في حياتهم العملية كل في محافظته بقدر ما يستطيع .. شاكراً «للجمهورية» مبادرتها الطيبة. الشباب قوة التغيير ممثل جمعية رعاية الشباب والطفولة ، ورئيس لجنتها الإعلامية الشاب رمزي عبدالرحمن الحكيمي من الحديدة شبه الورشة بالشمس المنيرة لأنها أضاءت للشباب الكثير من الأمور في مجال الشباب، وقال : إننا تدربنا كثيراً وتعلمنا طرقاً حديثة وجديدة في التعامل مع الشباب وكان كل ما تعلمناه نتاج خبرة متراكمة من الإخوة في الأردن ومصر الذين مروا بنفس تجاربنا سابقاً .. وأضاف بأن أبرز ما جذبه في الورشة هو التجانس الذي حصل بين الشباب المشاركين فيها من جميع المحافظات، وقال : إن دلَّ ذلك علي شيء فإنما يدل على روح المبادرة والشفافية والصدق في التعامل .. ودعا الحكيمي الشباب للتفاعل مع مثل هكذا عمل كي ينهضوا بالبلد، لأن البلد بحاجة لقوة شبابية متحمسة للتغيير فهم أساس المجتمع وهم القوة الجامحة فيه، مقدماً شكره للقائمين على مشروع «سراج» وعلى رأسهم صباح بدري ومحمد المعيطة، كما قدم شكره لصحيفة «الجمهورية» على جهودها وتغطيتها. جماعات شبابية ومن محافظة عدن تحدث الشاب منصور الحريري قائلاً بأن أبرز ما تلقاه في الورشة هو كيفية عمل وتشكيل جماعات شبابية وبناء قدرات وبناء فريق يحب التطوع ويحب الإنتماء لمجتمعه ولوطنه، ويغير فيه، ويسهم في الدفع بعجلة التنمية نحو الأفضل للمجتمع الذي يعيش فيه. ومن المكلا بحضرموت كان الشاب أحمد عبدالله السقاف الذي قال : إن الورشة كان لها بالغ الأثر على نفوسنا وعلى تنمية قدراتنا ومهاراتنا .. وقد تناولنا فيها مختلف العلوم والمعارف التي أسهمت في بناء قدراتنا وبناء العمل الطوعي والشبابي، وتكوين الفرق العاملة لخدمة المجتمع وتطوير الأشخاص وتنمية قدراتهم، ودفعهم نحو الأمام وإبراز العمل الشبابي الخير .. وتفجير طاقات الشباب وإبراز إبداعاتهم ، وما يحملونه من قوى كامنة في نفوسهم وبما يمكنهم من اكتشاف مراكز القوة ومراكز الضعف في نفوسهم، وإننا بإذن الله سنكون عند حسن ظن من وضع ثقته بنا. سراج .. ضوء خافت الشابة افتكار حازم هائل الشميري من تعز أدلت بدلوها في الحديث قائلة : إن مشاركتها في مشروع «سراج» كانت ذات فائدة كبيرة حيث تمكنت من التعرف على عدد من المؤسسات والمنظمات المجتمعية العاملة في مجال الشباب، بصفتها تعمل لدى الصندوق الاجتماعي للتنمية، ومدربة لدى الوكالة التابعة للسفارة الأمريكية. سراج .. وأمل قادم مشروع «سراج» يعد واحداً في سياق العديد من المشاريع المهتمة بالشباب، إلا أن نوعيته وأهدافه تتميز عن غيره من الفعاليات الشبابية الهادفة لرفع وتنمية الشباب بمختلف انتماءاتهم وميولهم .. ونحن بحاجة لمثل هذه الفعاليات التي تستهدف الشباب.