تحتل الإدارة المحلية بمفهومها الحديث موقعاً هاماً في نظام الحكم ، وتقوم بدور فعال في التنمية الاقتصادية والاجتماعية ، كما تتميز بقربها الكبير من حياة المواطنين وعظم قدرتها على إدراك حقيقة الظروف والاحتياجات المختلفة للمجتمع المحلي ، فضلاً عن قدرتها على حشد الطاقات وتعبئة الموارد وتهيئة فرص النجاح في تنفيذ السياسات وتجسيد الطموحات والتطلعات والتسريع بعملية النمو على المستوى الوطني. ويُجمع المتخصصون على أن أهمية السلطة المحلية تبدو بارزة بوضوح من خلال تخفيف العبء الملقى على كاهل السلطة المركزية والقضاء على البيروقراطية ، وتمكين السكان من الحصول على الخدمات بأقل تكلفة، وأيسر جهد وأقصر وقت. وإذا كانت اللامركزية الكاملة الصلاحيات تمثل البوابة الرئيسة للنهوض الوطني الشامل فإن الوصول إلى ذلك يتم بإصلاح الإدارة عبر سلسلة من العمليات المترابطة وصولاً إلى الإدارة الحديثة والمناسبة للواقع التي تشكل نتاجاً مشتركاً للعلم الإداري المتطور ودروس الخبرات العملية معاً ، وهو ما تعمل وزارة الإدارة المحلية بقيادة الأستاذ/ عبدالقادر علي هلال على جعله حقيقة مؤكدة على أرض الواقع، وفي هذا السياق فقد جاءت موافقة مجلس الوزراء في اجتماعه الدوري صباح يوم الثلاثاء بتاريخ الخامس من يونيو الماضي على مشروع القرار الخاص بإنشاء مركز تدريب السلطة المحلية ضمن اختصاص الإدارة العامة للتطوير المؤسسي والتدريب بوزارة الإدارة المحلية ، ويهدف المركز إلى تطوير وتنمية قدرات القوى البشرية لأجهزة السلطة المحلية ومواكبة المستجدات التي يشهدها نظام السلطة المحلية على كافة المستويات وتكريس المعارف النظرية وتحويلها إلى سلوك يمارس من قبل المتدربين أثناء تنفيذهم لمهام وظائفهم ، وسيتولى المركز بالتعاون مع الجهات الإدارية والتدريبية والبحثية ذات الصلة تصميم وتخطيط الحقائب التخصصية والتدريبية المناسبة للاحتياجات التدريبية لمنتسبي السلطة المحلية والإشرافية على تنفيذ البرامج المنبثقة عن هذه الحقائب ، وذلك من خلال استراتيجيات تصنيف المواد البشرية والاحتياجات التأهيلية المتخصصة للسلطة المحلية وتحديد الاحتياجات التدريبية إلى جانب تخطيط وتصميم البحوث الميدانية والاستشارات المتعلقة بأجهزة السلطة المحلية وكذا البرامج النوعية لأعضائها وغيرها من المهام الرامية إلى الارتقاء المستمر بمنتسبي الجهاز الإشرافي والتنفيذي والإداري للسلطة المحلية. برامج تدريب وحتى يتم تحقيق ذلك ، فقد نفذت وزارة الإدارة المحلية سلسلة من البرامج التدريبية الخاصة بتأهيل قيادات السلطة المحلية في مختلف محافظات الجمهورية .. وعلى هذا الصعيد فقد أقام المعهد الوطني للعلوم الإدارية بمحافظة إب دورة تدريبية لتطوير المهارات القيادية الموجهة لمديري عموم المكاتب التنفيذية. تجديد العلوم بداية تحدث الأخ/ فؤاد يحيى منصور وكيل محافظة إب المساعد لشؤون التنمية عن أهمية التجدد العلمي للإنسان المسؤول حيث قال : - نأسف لعدم حضور بعض الإخوة مديري عموم المكاتب التنفيذية لأعمال هذه الدورة التدريبية التي تنبع أهميتها من تركيزها على تجديد معارف الإنسان لأنه بحاجة دائمة للتذكير والتنشيط الذي حث عليه الخالق العليم بقوله تعالى : «وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين» ، ويقول تعالى دالاً الإنسان على طريق الخير بقوله : «وقل رب زدني علماً». فالإنسان مهما بلغ من العلم لايستغني ولا يصل إلى درجة الكمال ، ومع مرور الوقت فالإنسان بحاجة إلى تنشيط وتذكير ، كما أن الإنسان الواعي لا يتكبر على العلم ، ثم إن هناك معارف جديدة ولابد للإنسان أن يتلاءم ويتواكب معها حتى يفهم ويعلم الجديد في واقع الإدارة ، وفي واقع التخطيط والتنظيم ، ومن خلال هذه الدورات ستتحقق الاستفادة إلى جانب إفادة المشاركين من خبرات بعضهم البعض ، بالإضافة إلى ذلك فإن برنامج هذه الدورة قد تضمن موضوعات تهم جميع القيادات لتصل إلى الإدارة الفعالة الكفؤة والنتائج المرجوة، والمدير الفعال يجدد ويتجدد ، والله سبحانه يقول : «وفوق كل ذي علم عليم» .. وسنعمل بالتنسيق مع الأمين العام للمجلس المحلي بالمحافظة على إيجاد آلية لإلزام حضور كافة المعنيين بالدورات التدريبية مستقبلاً. الإدارة الفعالة من جهته أوضح الاستاذ/ محمد القطراني المدرب الرئيس، ورئيس قسم برامج التدريب الخاصة بالمعهد الوطني للعلوم الإدارية ، المضمون العام لبرنامج الدورة بقوله : - إن العلم لا يتوقف ومن يظن ذلك فهو الذي توقف ، وعلم الإدارة نشأ في القرن العشرين كعلم وليس كممارسة ، وبرغم أن المتغيرات في هذا العلم التي حدثت في العشرين سنة الأخيرة لم تصلنا بعد ، فإننا عملنا من خلال برنامج هذه الدورة على عرض بعض المعطيات العلمية الحديثة وتحديد موقعنا منها وبالتالي معرفة طرق استفادتنا منها بحيث نحرك واقعنا الحالي إلى الأمام وبشكل أفضل ، وهنا يجب أن نعلم أنه ليس هناك أحد كبير على المعرفة أبداً لأن العلم يتجدد ونحن بحاجة للاستزادة من هذا الجديد حتى نستطيع أن نخدم في مرافقنا بشكل فعال وجيد وهذا ما حاولت الدورة ترسيخه. تبادل الخبرات الأخ/ أمين محمد الشعيبي مشرف الدورة مدير المعهد الوطني للعلوم الإدارية بمحافظة إب شرح الخطوط العريضة لبرنامج الدورة بقوله : - تضمنت الدورة جملة م المعطيات الخاصة ببرنامج المهارات القيادية ، والمستهدفون بهذا البرنامج هم مديرو عموم المكاتب التنفيذية وأعضاء هيئة التدريس والتدريب والعاملون بالمعهد الوطني من مديري الإدارات والأقسام ، وكان من المتوقع أن يصل عددهم إلى خمسة وعشرين مشاركاً ولم نستطع تبليغ بعضهم. ويهدف البرنامج إلى تزويد مديري عموم المكاتب التنفيذية والآخرين بالمهارات المتعلقة بوظيفة القيادة للارتقاء بمستوى الأداء الإداري من خلال تنمية الإبداع والابتكار وترشيد إتخاذ القرار وتطوير نظم الاتصالات بما يكفل أداء المهام وتنفيذ أنشطة المكاتب بأسلوب حديث ومتطور وصولاً إلى تحقيق الأهداف المنشودة بكفاءة وفعالية. وكذلك تبادل الخبرات بين مديري العموم للاستفادة من التجارب العملية المتراكمة والوقوف على أفضل التصرفات والاستفادة منها في معالجة المواقف والقضايا التي تواجه القيادات الإدارية في أعمالهم. تطبيق اللامركزية أما الأخ/ أمين علي البعداني مدير عام مكتب الإعلام بمحافظة إب فتحدث عن انطباعه حول الدورة بقوله : - لقد جاءت هذه الدورة التدريبية متزامنة مع توجهات الإدارة المحلية في تطبيق اللامركزية وتوسيع قدرات هيئات الحكم المحلي من خلال منحها كافة صلاحياتها ، وتطوير المهارات من خلال التأهيل والتدريب للقيادات الإدارية على مستوى المحافظات لإعداد وتنفيذ الخطط ومواكبة عجلة التطور والتقدم على أسس عملية وإدارية منظمة وهذا ترجمة للبرنامج الانتخابي لفخامة الأخ رئيس الجمهورية والتطور النوعي والتحديث المزمع من خلال وزارة الإدارة المحلية والحكومة بشكل عام لمواكبة التقدم الحادث في مجالات المعرفة الإدارية واتجاه العالم نحو تطبيق برامج الحكومات الإلكترونية وتمكين الجمهور من انجاز المعاملات الخاصة في شتى المجالات عبر التواصل مع الجهات المختصة في الحكومة عبر الاستخدام المبسط للشبكة الالكترونية وهو ما سينعكس إيجاباً على وتيرة العمل النهضوي في مختلف المجالات والتي ستقود إلى المستقبل الأفضل بإذن الله.