رمضان شهر القرآن والصبر والصدقات وشهر الجهاد فقد كانت غزوة بدر وفتح مكة في رمضان وحقيقة المسلمون في هذا الشهر العديد من الانتصارات الخالدة.. واليوم تقع مسئولية توعية المواطن بهذا الشهر الكريم على عاتق أئمة وخطباء المساجد الذين لهم دور كبير في هذا الجانب. لأنهم «الخطباء» دعاة الحق والمرشدون إليه فيمثلون طريقة النبي عليه الصلاة والسلام في تعليم الناس وتوعيتهم بالحكمة والموعظة الحسنة ممتثلين قوله صلى الله عليه وسلم : «يسروا ولا تعسروا بشروا ولا تنفروا» .. وإنه لشهر عظيم يستحق أن يجتهد الأئمة والخطباء في بيان فضله ومنزلته فقد قال عليه الصلاة والسلام : «من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه» وقال صلى الله عليهوسلم : «من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه». وإن دور العلماء الأهم والذي عليه المعول لأنهم المبلغون عن الله مراده أي عباده وهم حملة الأمانة وورثة الأنبياء وهم شمس النهار وبدر الدجى الذي يهدون الضال ويرشدون الحيران ويغيثون الملهوف ويبصرون من عمى عن الحق ويرفعون مشعل النور ليخرجوا الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم فهم فرس السبق وهم بيت القصيد. ولذا فإن عليهم مسئولية جليلة جداً إن هم قاموا بها ليس في رمضان وحسب ولكن في كل وقت فإنك ستجد هذه البسيطة تنعم بضحى الاسلام وعدله وستجد التسامح بين بني البشر وستجد التعاون بينهم على البر والتقوى. فبالنسبة لشهر رمضان يتوجب على الأئمة والمشائخ ما يلي : - حث الناس على أداء فرائض الله في أوقاتها وعدم التأخير أو التسويف في أدائها وخاصة منها صلاة الفجر والعصر لأن (من صلى البردين دخل الجنة». - تبصير الناس بما ينبغي لهم معرفته من مسائل الحلال والحرام وما يتعلق من ذلك بمسائل الصيام من سنن ومستحبات ومكروهات ومبطلات ومباحات لأن كثيراً من هذه تشكل على الناس في رمضان. - تعليم الناس سيرة النبي ومغازيه وكيف كان صيامه عليه الصلاة والسلام وكيف كانت حياته مع أهله في بيته ومع جيرانه وحتى اليهود منهم ومع أصحابه في المسجد والسوق والشارع ومع الصبيان والجواري والأعراب وغيرهم . - السعي لجمع كلمة المسلمين على الأخوة الإسلامية والوحدة بينهم. - خث الناس على تفقد الجوعى والفقراء والمساكين ومواساتهم في مثل هذه الأيام المباركات التي تضاعف فيها الصدقات والحسنات وتذكيرهم بقول المصطفى صلى الله عليه وسلم : «من أطعم مسلماً على جوع أطعمه الله من ثمار الجنة ومن سقى مسلماً على عطش سقاه الله من الرحيق المختوم». خلوف فم الصائم أطيب من ريح المسك وإن من واجب كل مسلم في هذا الشهر الكريم أن يقبل على طاعة ربه ومولاه وأن يخافظ على صومه ما أمكن ذلك من أن يجرح أو ينقص أمره فضلاً عن أن ينقص ويبطل .. ولذا وجهنا المولى تبارك وتعالى كما جاء في الحديث القدسي الذي يرويه أبو هريرة عن رسول الله فيما يرويه عن ربه قال : «كل عمل ابن آدم له الحسنه بعشر أمثالها إلى سبع مائة ضعف إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به .. يدع شهوته وطعامه وشرابه من أجلي فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا رفث ولا صخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني صائم ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله منريح المسك .. للصائم فرحتان ، فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه». رواه البخاري. المحافظة على الأوقات وينبغي اغتنام فرصة رمضان فإن الإنسان لايدري إن لايدرك هذه الفرصة مرة أخرى وينبغي له سرعة العودة والتوبة فيه إلى الله من الذنوب وكل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون وينبغي اغتنام ساعات نهار رمضان بالذكر وقراءة الفرآن واغتنام ليالية بالقيام لصلاة الليل من صلاة تراويح وتهجد وخاصة في العشر الأواخر من رمضان فإن فيها ليلة القدر عبادتها خير من عبادة 83 سنة لأن فيها عبادة الف شهر قال تعالى : «إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القد ، ليلة القدر خير من ألف شهر ، تنزل الملائكة والروح فيها من كل أمر ، سلام هي حتى مطلع الفجر». صدق الله العظيم. لذا ينبغي لك أخي الكريم المحافظة على أوقاتك فإنها والله ثمينة وإذا ذهبت فإنها لاتعود ينقص فيها من عمرك وتدنو فيها من أجلك.