العشر الأواخر من رمضان المعظم هي عشر العتق من النار،وفي أوتارها ليلة القدر التي نلتمسها في الليالي الأفراد«21.23.25.27.29».. ومن أدرك ليلة القدر في رمضانها فاز فوزاً مبيناً،والعبادة فيها.وكل عمل صالح ،وكل لون من ألوان البر والتقوى،يساوي من الجزاء على نسبة أن لو قام به صاحبه مدة ألف شهر،أو يقابل «83»سنة وأربعة أشهر. والليلة المباركة أعطاها الله لعباده،هبةً منه وفضلاً قبل ظهور الإسلام،وأُعطيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، لما استقصر أعمار أمته،وما يتخصص من تلك الأعمار لعبادة الله..وذلك حين تعجب أصحابه مما قصه عليهم،من قيام بعض الأنبياء الصالحين السابقين طيلة ثمانين عاماً بالعبادة المتصلة المستمرة،أو الجهاد في سبيل الله جهاداً متواصلاً غير مقطوع.. والله يقول:«ليلة القدرخيرٌ من ألف شهر تنزل الملائكة والروح فيها من كل أمرٍ سلامٌ هي حتى مطلع الفجر» فهي ليلة سلام الملائكة على أهل الأرض ،وليلة الرحمة والمغفرة،والعفو والعتق من النار. رغم أن هذه الليلة ليست محدودة بليلة معينة ،فإن الكثير من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أدركوها مناماً ليلة السابع والعشرين. لذلك انحصر ورودها في أوتار العشر الأواخر..كما أكد ذلك الصحابي «أبوذر الغفاري» رضي الله عنه من محاولاته للتعرف عليها..والذي رجّح أن تكون ليلة السابع والعشرين هو الصحابي «أُبي بن كعب» رضي الله عنه الذي أقسم على ذلك.. وحُجته أنه تكرر ظهور علاماتها المميزة ليلاً وصباحاً في تلك الليلة بالذات «أي ليلة 27من رمضان» ويستنتج بعض علماء السلف من سورة القدر إيماءة لطيفة،وهي أن سورة القدر تشتمل على «27» كلمة تنتهي بقوله تعالى«هي» أي: هي «27» .. وللعلماء والمفسرين ورجال الحديث آراء ومقولات ومنقولات كثيرة،يتردد التعيين فيها بين«21.23.25.27» ..وكل فريق يستند إلى نصوص من السنة النبوية،ربما كان في بعضٍ منها خطأ في النقل.