مقطوعات موسيقية من التخت العربي.. في أحد مساءات الأسبوع الفائت.. استقر بي المقام عند برنامج «مقطوعات موسيقية من التخت العربي» كان يُبث من قناة عُمان الفضائية.. فسلطنة عُمان من بلدان الخليج التي تضع للفن والموسيقى اهتماماً خاصاً مدعوماً بإمكانيات هائلة.. ففي عمان معهد لتدريس الموسيقى يعد الأهم في الخليج العربي.. فلم يقتصر اهتمام عمان بالفن والموسيقى على الذكور بل الإناث لهن حظ وافر من هذا الاهتمام.. ولعل أبرز شاهد على ذلك هو مجموعة الفتيات اللاتي يعزفن في البرنامج السالف الذكر.. يعزفن مقاطع لأجمل الأغاني والألحان العربية الأصيلة.. وكم كان اندهاشي كبيراً حين عزفن إحدى أغاني الفنان اليمني الكبير محمد سعد عبدالله.. كم نتمنى أن نجد معاهد موسيقية مشابهة في بلادنا.. خاصة وأن اليمن بلد الفنون.. فما أحوجنا لمعاهد متخصصة تصون تراثنا وتحفظه وتعمل على تطويره.. كيني ميني.. وشر البلية.. مسلسلان هامان في الدراما اليمنية.. يُبث الأول من قناة السعيدة ويبث الآخر من الفضائية اليمنية.. القضايا المطروحة والمعالجة في المسلسلين لا تكاد تختلف كثيراً عن الأعوام السابقة.. غير أن ما يثير الإنتباه هذا العام هو.. ايغال المسلسلين في القدرة على الغوص في قضايا المجتمع.. لا سيما «كيني ميني» الذي استطاع وبجرأة نادرة أن ينتقد كثيراً من الممارسات والعادات السلبية التي تطفو على سطح الواقع.. فمن سلبيات التعليم الخاص والعام إلى المأساة المستديمة للكهرباء إلى الرشوة والفساد المستشري في أوساط المؤسسات والمصالح الحكومية.. إلى كثير مما ينغّص حياة الناس المعيشية.. استطاع أن يلتقط كل هذه الأمور وغيرها.. ويعالجها معالجة درامية ناجحة.. بفضل تألق واقتدار نادرين أبداهما: عبدالكريم الأشموري- وعادل سمنان- ويحيى الحيمي- وصلاح الوافي.. قناة السعيدة.. بدأت قناة «السعيدة» في بثها التجريبي بالترويج للأغنية اليمنية من خلال بث أغانٍ يمنية.. وإن كان اختيارها عشوائياً- إلا أنها استطاعت أن تعمل توليفة لأساتذة الأغنية اليمنية الكبار وبدأنا نعلّق الأمال العريضة على قناة السعيدة باعتبارها رديفاً للفضائية اليمنية في أنها ستفتح أفقاً واسعاً تطل منه فنوننا بأشكالها المتنوعة.. خاصة وأن القناة استطاعت في وقت وجيز أن تحظى بمتابعة جماهيرية واسعة ،فكم نتمنى أن تقوم بما لم تقم به الفضائية اليمنية خلال سنوات عديدة في التعريف بالأغنية اليمنية وإشهارها على نطاق واسع في هذا المد الفضائي الواسع.. والأهم هو أن تحسن اختيار الأغاني اليمنية التي ستقدمها للمستمع والمشاهد العربي في كل مكان.. بيرم التونسي.. هو واحد من أهم شعراء الأغنية المصرية ذات الطابع الشعبي.. لم يكن في سيرة الرجل ما يغريني على نبش سيرته الفنية.. غير أن معرفة «متأخرة» بتأليفه نصيين غنائين جميلين كانت كافية بأن تجعلني واحداً من ملايين المعجبين بعبقرية هذا المبدع الذي استطاع ملحن نصيه الغنائيين أن يضعه في مصاف الكبار.. يكفي أن يكون بيرم التونسي مؤلف اغنيتي «غنّي لي شوية شوية- والورد جميل» دون سواهما من عشرات الأغاني الأخرى.. ليستحق- وبجدارة- كل الإنصاف والإعجاب.. فلم تحظ أغنية عربية بالذيوع والإنتشار اللذين حظيت بهما أغنية «غني لي شوية شوية» وهذا وحده كافٍ لجعل الرجل رائداً من رواد الأغنية العربية الأصيلة..