إن ولادة طفل جديد قد تعني غيرة بالنسبة إلى طفلك الأكبر ولكن مع بعض الأدراك تستطيعين أن تمهدي الطريق لإقامة علاقة من المحبة وافضل طريقة لتجنب الغيرة الأخوية هي العمل على تهيئة طفلك لفكرة مجيء طفل آخر إلى المنزل منذ اشهر حملك الأولى ومن الطبيعي أن يهتم الطفل بالاشياء الجديدة ويتعلم كيف تبدأ الحياة وينمو الطفل ثم يرى النور لذلك عليك أن تشرحي له هذه الأمور بطريقة سهلة وبسيطة كأن تقولي له بأن الجنين ينشأ ثم يترعرع ويكبر وبعد تسعة اشهر ستضطرين إلى دخول المستشفى لتلدي الجنين ، وبهذه الطريقة سيألف طفلك فكرة ابتعادك عنه لبضعة أيام وقد يشعر بالقلق للابتعاد عنك فلا تهملي ايضاح شعورك نحوه وبأنك أنت أيضاً ستفتقدينه وأنت في المستشفى ثم اشرحي له دور الطبيب والعناية التي يجب احاطة المولود الجديد بها ليضل صحيحاً معافى.. كوني صريحة مع طفلك وعوديه على الكشف عن احساساته لك وبنوع خاص عن التغيرات التي طرأت على حالاته بعد مجيء شقيقه. وفضلاً عن ذلك وأنت في المستشفى لاتتسرعي بالاتصال بطفلك الأكبر لتقولي له بأن شقيقه أو شقيقته قد ولدت وأنها جميلة جداً وهي تحبه وتود مشاهدته لتقدم له هدية هذه الأمور قد لايستوعبها الطفل وقد يتساءل في نفسه كيف تحبني شقيقتي دون أن تراني ومن أين لها الهدية ؟ جميع هذه العوامل تجعل من الأولاد دون السنة الثالثة من أعمارهم قابلين للغيرة الأخوية ، وكلما كان الفرق بين عمر طفلك ومولودك الجديد كبيراً كلما كان الأمر عليك في معالجة الغيرة. وإياك ايضاً أن تقولي لطفلك الأكبر بأن السبب الوحيد لإحضار شقيق آخر هو لكي يلعب معه في البيت ، فهذا خطأ كبير لأن الطفل يعرف حق المعرفة بأن شقيقه لم يأت ليلعب معه بل ليقاسمه العابه . إن الصدق في التعامل مع طفلك وعدم التفرقة في المعاملة هو أكبر دعامة لخلق جو من الثقة المتبادلة بينه وبين سائر افراد العائلة. اترك طفلك يبكي إن أجمل لحظات الطفل هي لحظة وضعه في سريره استعداداً للنوم فهو في تلك اللحظة يكون في اوج نضارته بعد الحمام ، فهل هذه حالة عارضة جميلة هيأتها الطبيعة لهذه المناسبة كلا.. فالطفل يعلم بغريزته أن الأم في تلك الساعة تكون قد استنفدت كل طاقتها في اعمال اليوم ..لذلك فإن مقاومتها تكون معدومة ، وهو يعلم أن ابتسامة منه تكفي لإبقاء الأم إلى جانبه وقد تسمع الأم صوتاً فيخيل إليها أن الصغير قد سقط على الأرض وتدخل إلى غرفته فزعة فلا ترى إلا وجها بللته الدموع فإذا أشعلت الأنوار بطل البكاء وأطلت تلك الابتسامة العريضة وهكذا تفقد الأم مقاومتها. والطريقة الوحيدة هي أن تقسي الأم قلبها ولاتبالي.