أبوبكر بن محمد بن ناصر بن الحسين الحميري. عاش في القرن 7ه / 13م تاريخ الميلاد 587 ه / 1191 م وتوفى 10 3 646 ه / 3 7 1248 م أبوالعتيق؛ عاش وتوفي في (الذنبتين)، وهي قرية عامرة مشهورة في بادية (الجند) في الشمال الغربي منها، على بعد خمسة عشر كيلو مترًا من مدينة تعز تقريبًا. عالم، ورع، فقيه، شاعر. أخذ الفقه عن (حسن بن راشد)، وأخيه (عبدالله بن راشد)، و(محمد بن أسعد بن ظاهر بن يحيى)، وغيرهم، وتفقه على يده جماعة من طلبة العلم؛ منهم: (منصور بن محمد الأصبحي)، و(عبيد الله بن أحمد الهشامي)، و(محمد بن أحمد بن خديل)، وغيرهم. استدعاه الملك (عمر بن علي بن رسول) من قريته إلى عاصمة حكمه مدينة (الجند)، وطلب منه أن يدّرس الفقه في مدرسته (المنصورية) هناك؛ فاعتذر بانشغاله، وبأنه بدوي لا يحتمل عيش المدينة؛ فطلب منه الملك بيع كتبه؛ فامتنع، فقال له الملك: تخرج من بلادنا؛ فقال: نعم، وخرج من مجلسه، وكان الأمير (علي بن يحيى العنسي) موجودًا، فقال للملك: الله الله، رجل علامة عصره، تأمره بالخروج من بلدك، ومثله يُطلَب من أقاصي البلاد! قال الملك: فما وجد لنا جوابًا إلا قول: "لا"، قال الأمير: يا مولانا؛ إن أشق الأمور على الفقيه بيع كتبه؛ فرأى أنك سألته أمرًا عظيمًا، فأجاب بأشق جواب، فأمره الملك بردِّه، وقال له: "قف في بيتك، فما لأحدٍ إليك تعرض، وادع لنا". كان معروفًا بقناعته، وزهده في المطعم والملبس، وكانت له أرض ورثها عن أبيه يعيش عليها. وله شعر حسن، ومنه قوله لبعض أقاربه ممن نزلوا عدن: سلامٌ على الأحباب حيث توجهوا وحيث أقاموا في العرائس من عَدَنْ أرى النهر قد يرمي اجتماعًا بغرفة ويورث في الأحشاء ما يذهب الوَسَنْ وتبدي لنا الأيام ما لم يكنْ لنا ببالٍ من الأفراح أو لوعة الحَزَنْ فما كلُّ محزونٍ بها دام حزنه ولا كلُّ مسرور بها تمَّ في الزَّمَنْ