ولما كان الأمر كذلك ، فإن المكتبة تستحوذ على حيز واسع من اهتمام عشاق القراءة الذين يجيدون القيام بما أسماه الكاتب الألماني شتيفان فايدنر Stefan Wedner بالانحناء أمام الكتاب .. وهو فن إنساني رفيع حاولنا استكشاف واقعه من خلال محاورتنا للأخ ردمان الأديب مدير عام فرع الهيئة العامة للكتاب بمحافظة إب، التي كشفت واقع بساتين المعرفة وحدائق الفكر والثقافة. التأسيس والافتتاح في بداية حوارنا تحدث الأخ ردمان الأديب مدير فرع الهيئة العامة للكتاب بمحافظة إب عن نشأة الفرع بقوله : لقد كانت فكرة طموحة تمحورت حول السعي لتأسيس المكتبة العامة بمحافظة إب وهي الفكرة التي طرحت في العام 1996م ، وكثمرة للجهود التي بذلت في سبيل تنفيذها جاء افتتاح فرع الهيئة العامة للكتاب رسمياً في مايو 2000م. حدائق الفكر والثقافة وفي رده على سؤالنا المتعلق بالمهام التي يضطلع فرع الهيئة العامة للكتاب بتنفيذها يقول الأديب : - ينهض الفرع بتنفيذ العديد من المهام التي يتقدمها فتح أبواب المكتبات العامة في إب وجبلة ويريم بشكل يومي وفي فترتي الصباح والمساء ، وأعتقد أن هذا العمل في حد ذاته يمثل أهمية بالغة في خدمة المجتمع؛ حيث تستغل أوقات الفراغ في القراءة وتغذية العقول بالعلوم والآداب وبالتالي خلق وعي فكري ومعرفي لدى الأفراد ، وقد قمنا في سبيل ذلك بتشجيع وتكريم عدد من القراء المبرزين من رواد المكتبة العامة ، كما أقمنا العديد من الصباحيات الشعرية والقصصية لعدد من مبدعي رواد المكتبة وتم تكريمهم أيضاً ، بالإضافة إلى ذلك يعمل الفرع بالتنسيق مع ديوان عام الهيئة على طباعة عدد من المؤلفات المتخصصة بشؤون المحافظة أو التي ينتجها أبناء المحافظة ، ورفد المؤسسات التعليمية بمجموعات من الكتب ، وسنسعى من أجل اعتماد المعرض الوطني للكتاب بمحافظة إب سنوياً بالتزامن مع أيام إقامة المهرجانات السياحية خصوصاً بعد نجاح المعرض الأول الذي أقيم في العام 2006م ، كما سنسعى جاهدين للبحث عن الموهوبين وإبرازهم على الساحة الثقافية. مشروعات الكتاب أما واقع البنية التحتية لمؤسسات الفرع قال : - لقد افتتحت المكتبات العامة في جبلة ويريم ، ولعلّ من أهم المشاريع المنفذة ، مشروع مبنى المكتبة العامة بمدينة جبلة، حيث أصبح المبنى جاهزاً للافتتاح رسمياً في مايو القادم بعد أن تم تجهيزه بأحدث المعدات والتقنيات الحديثة التي تتناسب مع طبيعة المبنى ومهامه ، هذا من ناحية ، ومن ناحية أخرى ، فقد تم اعتماد مشروع مبنى المكتبة العامة بمدينة إب ضمن مشاريع الخطة الاستثنائية لمحافظة إب بمناسبة احتضانها احتفالات العيد الوطني السابع عشر ، وتم إقرار هذا المشروع من قبل مجلس الوزراء ورصدت ميزانية لتنفيذه، وسيتم خلال الأشهر القادمة وضع حجر الأساس لهذا المشروع من قبل رئيس الهيئة وقيادة المحافظة. المكتبات العامة وفيما يتعلق بالمكتبات العامة في المحافظة يقول الأديب : - يوجد اليوم في محافظة إب ثلاث مكتبات عامة ، الأولى في مدينة إب وتضم 11900 عنوان ، والثانية في مديرية جبلة وتضم 5000 عنوان ، أما المكتبة الثالثة ففي مديرية يريم وبها 4200 عنوان، ويتم حالياً الإعداد والتجهيز لإنشاء مكتبة عامة في مديرية النادرة. عشاق القراءة أما عن رواد المكتبات العامة فيقول : - يزداد عدد رواد المكتبات في أيام الدراسة الجامعية بحيث يصل عددهم إلى 240 قارئًا وقارئة ولوحظ ارتفاع معدل إقبال الإناث على القراءة بدرجة أكبر من معدل إقبال الذكور ، وبحسب احصائياتنا فقد استقبلت هذه المكتبات منذ إنشائها في العام 2000م حوالي 359700 قارئ وقارئة. دعوة مفتوحة وفي رده على سؤال حول مستوى التنسيق بين الفرع وبين الجهات الأخرى ذات العلاقة يقول المدير العام : - نسعى إلى خلق تنسيق بيننا وبين مؤسسات التعليم؛ نظراً لأن معظم رواد المكتبات من منتسبي الجامعات والمعاهد والذي عملنا على مراعاة ظروفهم الدراسية بتبسيط إجراءات الاستعارة ، ولكن للأسف فقد وجدنا بين هؤلاء من لايقدر جهودنا حيث يتجاهلون واجبهم من خلال عدم إعادة الكتب التي استعاروها ، وهنا نتمنى ألاّ تستنكف الجامعة من الدعوة للتنسيق معنا حتى لا يؤخذ كافة أبنائها بجريرة البعض ، ولابد لي من الإشارة إلى تميز مستوى تنسيقنا مع كوكبة رائعة من عشاق القراءة ، ونحن مستعدون للتنسيق مع أية جهة فيما يخص تطوير الأداء وخدمة القارئ. ملامح الغد ورسم مدير عام فرع الهيئة العامة للكتاب ، ملامح مستقبل أعمال الفرع بقوله : - لعل أهم عناوين خطتنا المستقبلية هو تنفيذ مشروع المكتبة العامة بعاصمة محافظة إب الذي يعد أهم مشروع ثقافي تنتظره المحافظة. عوائق وصعوبات وتطرق المدير العام إلى الصعوبات التي يواجهها فرع الهيئة العامة للكتاب بمحافظة إب حيث قال : - يواجه الفرع ثلاث صعوبات رئيسة تتمثل الأولى في عدم وجود مقر لهذا الفرع، ولذلك فقد كان لابد من التكيف مع الواقع الذي فرض تواجد هذا الفرع ضمن مبنى نادي الاتحاد الرياضي بصورة مؤقتة منذ سبع سنوات، وهو ما يؤثر على أداء الفرع لدوره التنويري خصوصاً في ظل انتشار المكتبات التابعة لبعض الجماعات ، ولذلك فنحن نستغرب من خلو الوطن من المكتبات الوطنية ذات المباني المؤهلة باستثناء ذمار، فلماذا لا تشيد مكتبة وطنية في كل محافظة في سبيل تطوير العمل الثقافي وتوحيد الفكر المعرفي. أما ثاني الصعوبات فتأتي من القراء الذين يعبثون بالكتاب من خلال الكتابة على صفحاته الداخلية أو نزع بعض أوراقه. وتتمثل الصعوبة الثالثة بعدم اعتماد ميزانية تشغيلية كافية للمكتبات العامة تمكنها من أداء دورها على أكمل وجه في سبيل بناء الإنسان اليمني في هذه المحافظة.