يمثل الكتاب المدرسي أحد المكونات الهامة لأي نظام تعليمي.. وتعتمد مدارس التعليم العام في بلادنا على الكتاب المدرسي بدرجة أساسية، فهو الوسيلة التعليمية الوحيدة للطالب والمعلم على حد سواءً، خاصة بعد التطوير والتحديث الذي طرأ على المناهج الدراسية في السنوات الأخيرة وبات من الضرورة توفر الكتاب في أيدي الطلبة والمعلمين إلى جانب تجزئة العام الدراسي إلى فصلين دراسيين وماتطلبه من تقسيم المنهج الدراسي ايضاً إلى جزئين.وتبرز مشكلة نقص الكتاب المدرسي سنوياً مايؤثر سلباً على سير العملية التعليمية والتربوية وحاولنا من خلال هذا الاستطلاع التعرف عن كثب على الأسباب الكامنة وراء هذا العجز الذي يتكرر بداية كل عام، التقينا بعدد من مدراء مكاتب التربية والمدير العام لمطابع الكتاب المدرسي وخرجنا بالتالي. التعاقد مع مطابع تجارية بداية التقيناالأخ/أمين صالح الغذيفي مدير مكتب التربية والتعليم بمحافظة عمران والذي أفاد بأن نقص الكتاب المدرسي من المشكلات الأساسية التي يعاني منها نظامنا التعليمي سنوياً ولم توضع الحلول والبدائل المناسبة لتلافي العجز. ويضيف الغذيفي قائلاً :لدينا 30 عنواناً لم تصل حتى الآن وماهو موجود في المخازن تم توزيعه على مختلف المدارس والمناطق التعليمية مايعرضنا دوماً إلى الانتقادات من بعض قيادات السلطة المحلية والتربويين في الميدان والتي تحملنا المسئولية عن عدم توفير الكتاب. وحول الحلول والبدائل المناسبة لتغطية العجز وحول الاشكالية قال الغذيفي: يتوجب على الوزراء اجراء دراسات وتنظيم ورش عمل تشارك فيها الجهات المعنية لبحث المشكلة وعمل الحلول بمشاركة الجهات ذات الصلة بالشأن التربوي إلى جانب تنظيم حملات توعوية في مختلف وسائل الإعلام بأهمية الحفاظ على الكتاب المدرسي بالاضافة إلى عمل لوائح تنظم عملية استعادة الكتاب المدرسي سنوياً بما يضمن استراجاعه واستخدامه مرة أخرى. ويقترح أمين الغذيفي :أن يتم التعاقد مع مطابع تجارية تسهم جنباً إلى جنب في توفير النواقص من الكتب تحت إشراف المؤسسة. نقص في العناوين أما الأخ الدكتور/علي فضل السلامي مدير مكتب التربية والتعليم بمحافظة لحج فيؤكد: أن نقص الكتاب المدرسي مشكلة موجودة في المحافظة كغيرها من المحافظات إلا أنه يرى أن هذه المشكلة تقلصت كثيراً هذا العام مقارنة بالأعوام السابقة. وأردف قائلاً : لدينا نقص في إحدى عشر عنواناً في جميع المراحل ونغطي احتياجاتنا من فرعي المؤسسة في عدن والمكلا حيث تم تزويدنا ب 20 عنواناً مع نهاية شهر رمضان الوقوف بجدية فيما يرى الأخ/ محمد نسر الآنسي مدير مكتب التربية والتعليم بمحافظة المحويت: أن مشكلة نقص الكتاب المدرسي تؤثر بشكل خاص على تلاميذ المرحلة الأساسية وخاصة الصفوف الأولى من 13 حيث تصل نسبة العجز إلى 26 عنواناً وهو رقم كبير لاشك سيؤثر سلباً على سير أداء العملية التعليمية لاسيما في الصفوف الأساسية التي تعتمد اعتماداً رئيسياً على الكتاب في حل التمارين وعمل الواجبات. ويضيف الآنسي قائلاً: على وزارء التربية والتعليم الوقوف بجدية لحل هذه الاشكالية التي تتكرر سنوياً حيث أن الكتاب المرتجع في الصفوف الأساسية يكون معظمها تالفاً وغير صالح للاستخدام نتيجة لأن الواجبات تحل فيها إلى جانب عدم إدراك الأطفال بأهمية الحفاظ عليها. تأخر الكتاب يربك العملية التعليمية من جانبه يؤكد الأخ/أحمد المعلمي مدير مكتب التربية والتعليم بحجة: أن المشكلة تتمثل في سوء التوزيع وعدم وصول الكتب دفعة واحدة في بداية الفصل الدراسي ممايسهل علينا توزيعه ليكون في متناول أيدي الطلاب مع أول يوم في الفصل الدراسي. ويضيف المعلمي قائلاً: إن عدم إرسال الكتب دفعة واحدة يضيف أعباء مالية على المكاتب والمراكز التعليمية التابعة له ناهيك عن الضغوط النفسية التي تصاحب عملية التأخير في وصول الكتب. ويتفق معه في الرأي الأخ ناجي الغيثي مدير مكتب التربية والتعليم بصعدة والذي يضيف قائلاً: لدينا نقص في 40 عنواناً في مختلف المراحل ونأمل من الوزارة اتخاذ الإجراءات الكفيلة بحل هذه المشكلة المحورية التي تمثل صلب العملية التعليمية. الشمسي نطبع أكثر من 56 مليون كتاب سنوياً وحول طباعة وتوزيع الكتاب المدرسي أكد الأخ محمد الشمسي المدير التنفيذي لمطابع الكتاب المدرسي: أن المؤسسة تلبي احتياجات وزارة التربية والتعليم من الكتاب المدرسي وفقاً للخطة المرفوعة بالاحتياج سنوياً حيث يتم طباعة أكثر من 56 مليون كتاب سنوياً وهي الكتب المقررة لجميع المراحل وعبر فروعها الثلاثة في صنعاء وعدن والمكلا. واذا كان هناك نقص في الكتاب المدرسي في بعض المحافظات فنحن غير مسئولين، فكما أشرت سابقاً نقوم بتنفيذ الخطة السنوية للوزارة دون أية قصور في عملية الطباعة ومن ثم نقوم بعملية التوزيع إلى المحافظات وفقاً للخطة المقدمة ايضاً من الوزارة باحتياج كل محافظة والمحافظات بدورها تتولى عملية التوزيع على المديريات والمدارس، فإذا كان هناك أي نقص يذكر في بعض العناوين فهو عائد إلى سوء عملية التوزيع في بعض مكاتب التربية مايؤدي إلى الاختلال والنقص في بعض العناوين في تلك المحافظات.