عن احتياج التعليم إلى استراتيجية وطنية شاملة.. تحدث الأستاذ/ أحمد علي الوشلي (مدير عام مكتب التربية والتعليم م/ ذمار) فالتعليم - حد وصفه- مسؤولية مجتمعية يشترك فيها الجميع، ولا تقتصر المسؤولية على وزارة التربية والتعليم فحسب، مشدداً على ضرورة إعداد وتأهيل وتدريب للمعلمين والمعلمات، وإخضاع التعليم وأساليبه ووسائله للبحث العلمي، مع إعادة النظر في المناهج الدراسية، من أجل تعليم نوعي يحقق الجودة والكفاءة والحكم الرشيد والديمقراطية والتنمية بمفهومها العلمي الذي يتواكب مع روح العصر والتقدم العلمي الهائل. تقييم الأداء كيف تقيّمون مستوى أداء المكتب ضمن إطار مهامه واختصاصاته ؟ - نستطيع القول إن المكتب يقوم بتنفيذ المهام والواجبات الإدارية والإشرافية التربوية والتعليمية على أكمل وجه في جميع المستويات الإدارية التنظيمية وفق الهيكل الإداري التربوي لوزارة التربية وفروعها بالمحافظات والمديريات والمؤسسات التعليمية وطبقاً للخطط المعتمدة في جميع المجالات التربوية ، يتم التنفيذ والالتزام بالمهام والبرامج الزمنية المحددة والإمكانيات المتاحة . ويأتي ذلك من خلال التعاون والتنسيق والدعم والمساندة لقيادة الوزارة، وكذلك قيادة المحافظة والمجلس المحلي، وتعاون الأخوة رؤساء وأعضاء المجالس المحلية في جميع مديريات المحافظة، وكذلك الأخوة الزملاء النائب ورؤساء الشعب والموظفين بمكتب التربية بالمحافظة ومدراء مكاتب التربية والتعليم بالمديريات والزملاء في الإدارات المدرسية وجميع الجنود المجهولين من الزملاء والزميلات الأساتذة الكرام في جميع عموم مدارس المحافظة وأولياء الأمور ومجالس الآباء . هل قام المكتب برفد كافة مدارس المحافظة بالكتب المدرسية ؟ وهل يوجد نقص في أعداد الكتب؟ - كان هناك مشكلة العجز من الكتب المدرسية خلال الفصل الدراسي الأول وتم معالجة ذلك من الكتب المسترجعة من الطلاب ولذلك قام المكتب برفع خطة الاحتياج من الكتب المدرسية للفصل الدراسي الثاني كاملة في وقت مبكر إلى الوزارة والمطابع المدرسية ، وتم وضع خطة مشتركة مع المطابع المدرسية والوزارة ومكتب التربية بالمحافظة تم تقسيمها إلى مراحل زمنية محددة للطباعة والنقل والترحيل والتوزيع إلى المدارس قبل بداية الدراسة في الفصل الدراسي الثاني، ونستطيع القول إن الكتب المدرسية متوفرة في جميع مدارس المحافظة لجميع المديريات ولا يوجد عجز أو نقص في الكتب المقررة على طلابنا في هذا الفصل الدراسي الثاني. كيف تعامل المكتب مع إشكالية ما تعانيه بعض المدارس من عجز في مدرسي المواد العلمية ؟ والكتب المدرسية ؟ - يقوم المكتب بوضع حلول مؤقتة لمعالجة مشكلة العجز من المدرسين في المواد العلمية ومدرسيّ مادتيّ القرآن الكريم والتربية الإسلامية في بعض المدارس من خلال التوقف عن التوسع في المراحل الدراسية العليا إلا عند الضرورة القصوى، وتبني وتنفيذ سياسة المدارس المحورية لتنظيم مخرجات المدارس المجاورة، وإدراج التخصصات الأكثر احتياجاً في مشاريع الموازنات الوظيفية الجديدة، وإعادة الأعداد الزائدة عن الاحتياج في الأعمال الإدارية والإشرافية إلى الوظائف التدريسية بالميدان، وتكليف العاملين في الإدارات المدرسية للمشاركة في الحصص الدراسية لمواجهة العجز . هل المكتب يولي اهتماماً كبيراً بمسألة تأهيل وتدريب كافة كوادره العاملة في الحقل التربوي ؟ - التدريب والتأهيل من أهم أوليات الوزارة والمكتب بالمحافظة وقد قام المكتب بوضع خطة شاملة طويلة المدى لعملية التدريب والتأهيل وتم اعتمادها من قبل قطاع التدريب والتأهيل بالوزارة ووضع ذلك ضمن خطة شاملة على مستوى الجمهورية وتقسيمها إلى مراحل زمنية للتنفيذ وكنت أود أن يتم الزيارة للأخ / رئيس شعبة التدريب بالمكتب وعميد المعهد العالي للاطلاع على البرامج التدريبية التي سبق تنفيذها وما يتم تنفيذه حالياً والمتبقي في الخطة لهذا العام والمرحل للأعوام القادمة حتى عام 2015م في جميع المستويات والعاملين في التربية . المناطق البعيدة في رأيك هل استخدام العصا في التدريس.. مُجدي؟ - استخدام العصا في عملية التدريس أمر مرفوض تربوياً ويعتبر أسلوباً خاطئاً وكل من يتعامل به يُعرض نفسه للمساءلة القانونية أمام المسؤولين بالتربية وله آثار خطيرة.. ماذا عن تواصلكم مع المناطق البعيدة والنائية؟ - مما لا شك فيه أن المناطق البعيدة والنائية يتم وضعها في الاعتبار عند وضع خطط الاحتياج التربوية والتعليمية من القوة التعليمية ، والمباني ، والمناهج ، والمستلزمات الدراسية بما فيها الأثاث والمعامل وغيرها ويتم مراعاة خصوصية كل مديرية ومنطقة بل كل مدرسة وإعطاء المديريات البعيدة والنائية الأولوية في الدعم المركزي والمحلي والخارجي في جميع المجالات ومنها تعليم الفتاة والتغذية المدرسية والتوظيف وتعتبر في الخطط التربوية استراتيجيات وأهداف بغية الوصول إلى تحقيقها من قبل الدولة ممثلة بوزارة التربية والتعليم والسلطة المحلية بالمحافظة والمديريات . في رأيك الشخصي ما الذي يحتاجه التعليم في بلادنا حتى ينتقل من طور التقليد إلى طور الإرشاد والمتابعة والتقييم والتطبيق على الواقع العملي ؟ - رأيي الشخصي أن التعليم في بلادنا ليس بالمستوى المطلوب، وكون التعليم مسؤولية مجتمعية يشترك فيها الجميع بكل مكوناته وأفراده ولا تقتصر المسؤولية على وزارة التربية والتعليم فحسب بل الدولة والمواطن، فالتعليم يحتاج إلى استراتيجية وطنية شاملة وإعادة النظر في اللوائح والأنظمة وتحديد المسؤوليات والمهام وتوزيع الأدوار وإعادة النظر في المناهج الدراسية والمقررات والسلّم التعليمي من الروضة حتى الجامعة ، نحتاج إلى إعداد وتأهيل وتدريب للمعلمين والمعلمات يشترك فيها التعليم العالي ، والدراسات العليا وإخضاع التعليم وأساليبه ووسائله للبحث العلمي وكذلك المباني والمستلزمات الدراسية بما فيها المعامل للتطبيق العلمي من أجل تعليم نوعي يحقق الجودة والكفاءة والحكم الرشيد والديمقراطية والتنمية بمفهومها العملي الذي يتواكب مع روح العصر والتقدم العلمي الهائل. طموحات ومعوقات ماذا عن الصعوبات والعوائق التي تواجهكم؟ - شحة الإمكانيات المادية والبشرية الضرورية لتطوير العمل التربوي بالمحافظة، والحاجة الكبيرة والماسّة للصيانة والترميم والأثاث للمباني المدرسية القائمة والتجهيزات وعدم إدراجها ضمن الموازنات المالية السنوية للمديريات بالمحافظة، وتنامي العجز من المدرسين والمدرسات عاماً بعد عام بما فيها التخصصات العلمية، وخلو بعض المباني المدرسية من العاملين في الحراسات الأمنية والنظافة وتعرضها للنهب والسرقة وغيرها، ووجود ازدواجية وتداخل في المهام والاختصاصات بين المجالس المحلية في المديريات والعاملين في التربية والتعليم، والتنوع في النقابات التربوية والتأثير السلبي لها في العمل التربوي بالميدان، وانعكاسات العمل السياسي والحزبي في المجال التربوي، افتقار الإدارات المدرسية لنفقات تشغيلية شهرية وشحة نفقات التشغيل الإداري لمكاتب التربية بالمديريات والمحافظة. طموحاتكم المستقبلية لتطوير التعليم؟ - طموحات المكتب كبيرة بحجم العمل والمسؤولية ولقد حرص المكتب لتضمين الخطط السنوية القريبة والمتوسطة وبعيدة المدى، بعض الطموحات بما يتناسب وإمكانات الدولة في الحاضر والمستقبل وتم اعتمادها وجدولتها سواءً من السلطة المحلية أو المركزية ومن أهمها: إعادة النظر في الهيكل التنظيمي لوزارة التربية وفروعها في المحافظات والمديريات والإدارات المدرسية، ومراجعة التشريعات التربوية في مختلف المستويات الإدارية وتنقيحها بما يتناسب وروح العصر الحديث والتطوير السريع في كل مناحي الحياة، كما أن المناهج الدراسية المقررة لجميع المراحل الدراسية في أمسّ الحاجة للمراجعة والتطوير والتنقيح والاستفادة من تجارب بعض الدول المجاورة وغيرها، وتوفير الأثاث والتجهيزات والمعامل المدرسية في جميع مدارس المحافظة خلال الخمس السنوات القادمة وأهمها المقاعد المدرسية، واعتماد الصيانة والترميم للمباني والأثاث في الموازنات السنوية للدولة بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة بالمحافظة والسلطة المحلية والصناديق الداعمة للتعليم، وتبني إنشاء المجمعات التربوية في عاصمة المحافظة وعواصم المديريات وفي المناطق ذات الكثافة السكانية لتلبي التوسع في التعليم وبالذات مدارس الإناث، والاهتمام والتركيز على الكيف وليس الكم وليس الجودة في المدخلات والمخرجات التعليمية، وتفعيل وتطوير التوجيه والموجهين وأساليبه وضمان وصوله إلى كل مدارس المحافظة، الاهتمام بالمعلم إعداداً وتدريباً وتأهيلاً والتنسيق مع الجامعة بالمحافظة ومؤسسات التدريب، إعادة النظر في الإدارات التربوية في العمل الإداري ومنها إدارات المدارس الثانوية والأساسية ذكوراً وإناثاً.