إلى وقت ليس ببعيد كنا واثقين ثقة كبيرة بأن ظهور الأحزاب السياسية باختلافها على السطح وممارستها لأنشطتها وبرامجها وخططها السياسية البناءة بكل حرية وحماس واطمئنان سيسهم إلى حد كبير في صنع الغد المنشود للمجتمع اليمني وفي النهوض الحضاري الفكري المعاصر بالإنسان اليمني وبكل المؤسسات الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية وكذا وبالأخص المؤسسات التربوية والتعليمية الأكاديمية إلى الأمام لكننا للأسف الشديد اكتشفنا العكس وهو التشكيك والاستهانة وعدم الاعتراف بكل ما تحقق من منجزات في تلك المجالات المذكورة أنفاً، مهما كان حجمها وكأنها وجدت من أجل ذلك فقط وليس من أجل ما كان يتوقعه منها كافة أبناء الشعب اليمني، وهو المساهمة الفاعلة والبناءة الجادة في بناء الوطن والحفاظ على وحدته وأمنه وسلامته بقول الحقيقة المتجردة والمحايدة بكل صدق عما يتحقق أويحدث في الوطن في خدمة الصالح العام وليس خدمة المصالح الضيقة التي ما كانت غالباً في خدمة المصلحة العامة وأيضاً ما أدت إلى إيجاد الصراعات والخلافات والاشتقاقات في الرؤى . الأمر الذي عكس نفسه في انتقال تلك الخلافات والصراعات إلى أتباعها وعناصرها في كل المؤسسات الحكومية وغير الحكومية ومنها بالأخص مؤسسات التعليم العالي -الجامعات اليمنية - حيث تسعى كل من تلك الأحزاب الموجودة في الساحة الوطنية إلى تعزيز مكانتها في الجامعات عن طريق السيطرة على الاتحادات الطلابية ونقابات أعضاء هيئات التدريس ونقابة الموظفين بل والسعي إلى تعيين بعض أعضائها لشغل المناصب الحساسة العليا المساعدة في رئاسة وقيادة الجامعات، وذلك بهدف تمرير أهدافها الخاصة وتحقيق مصالحها الحزبية على حساب تلك المؤسسات العلمية والتعليمية العليا والإدارة التعليمية في البلاد ...... ومن هنا نود القول بأن الكثير من منتسبي الجامعات اليمنية من الطلاب والطالبات والأساتذة وغيرهم يؤكدون أن ممارسة الأحزاب لأنشطتها السياسية داخل الحرم الجامعي أمر غير مرغوب فيه مطلقاً كونها تثير النعرات والنزاعات والتفرقة، التي تؤدي إلى استمرار الخلافات بين الطلاب في جميع المستويات وبالتالي تؤثر على التحصيل العلمي المطلوب، وعلى علاقاتهم الطيبة وزمالتهم الطلابية مع بعضهم البعض والتي يسود بدلها الأحقاد والنميمة والكراهية والتكتلات والتجمعات والشللية وإثارة المشاكل في الكليات والقاعات الدراسية وبدلاً من ذلك كله نأمل أن يكون التنافس بين الطلاب على البرامج الثقافية وفي المسابقات العلمية ويلجأون إلى مساعدة بعضهم بالآراء وتبادل الكتب والمراجع المتصلة بالدراسة بدلاً من ضياع وقتهم وطاقاتهم وجهودهم الشابة في الصراعات الحزبية لأن المطلوب منهم قبل كل شيء تطوير مداركهم وقدراتهم العلمية التطبيقية وفهم كل ما يتلقونه من معارف وعلوم مختلفة تساعدهم على اتباع التفكير والتصرف السليم والسلوك الجامعي الواعي والراقي في تعامله مع الآخرين. إن الشباب في الجامعات اليمنية هم عماد الأمة وجيل المستقبل الذي سيحمي وسيدافع عن وطنه وأمته بكل ما يملك وهذا معناه الولاء للوطن وأسمى معانيه الذي يجب أن يتمثل في الكثير من التصرفات والواجبات التي من المقرر أن يقوم بها تجاه وطنه لا بما تتطلبه مصالح الأحزاب السياسية وأهواءها .. وعلى ذلك أرى بأنه نتيجة للصراعات والخلافات والمشاكل التي تحدث بين طلاب الجامعات اليمنية من حين إلى آخر أن يصدر قانون من مجلس النواب يمنع ممارسة النشاط الحزبي داخل الحرم الجامعي لإنقاذ أبنائنا الطلاب من حالة الضياع والتخبط وما هم فيه من تناحرات ذهبت بهم بعيداً عن الهدف الأساسي، وهذه كارثة حقيقية سنعاني من آثارها السلبية مستقبلاً ... رائد الشباب في كلية الإعلام