أقيمت في جامعة إب أمس ندوة ثقافية وفكرية سياسية بعنوان «اليمن الكبير تاريخاً وحضارة - أرضاً وإنساناً - ثورة ووحدة»، نظمها المركز اليمني للدراسات التاريخية واستراتيجيات المستقبل، بمناسبة الاحتفال بالعيد الأربعين للاستقلال، الثلاثين من نوفمبر المجيد..وفي بداية الندوة ألقى الأخ محافظ محافظة إب علي بن علي القيسي كلمة رحب في مستهلها بعقد الندوة في هذه المحافظة الوفية مع الثورة والجمهورية والوحدة، والتي قدم أبناؤها قوافل من الشهداء على طريق ثورتي سبتمبر وأكتوبر، والتي احتضنت المناضلين من شمال الوطن وجنوبه بحكم موقعها الجغرافي، وكان لها دور في صنع الأحداث التاريخية القديمة والمعاصرة والحديثة..مشيراً إلى أن ذلك الدور أهّلها لأن تكون في مصاف المحافظات التي أثرت في حركة التحرر الوطني وفي الإسهام في تحقيق الهدف الاستراتيجي لشعبنا اليمني المتمثل بإعادة تحقيق وحدة الوطن وقيام الجمهورية اليمنية في ال22 من مايو 1990م.. أشار المحافظ القيسي إلى ضرورة أن ترتقي كافة أطراف المنظومة السياسية إلى مستوى التحديات التي تواجه البلاد، واستشعار المسئولية الوطنية لاسيما في هذه المرحلة التي تقتضي التواصل والتفاهم بين شركاء الحياة السياسية في الساحة اليمنية وبما يصب في صالح الجميع سلطة ومعارضة، وقبل هذا وبعده تحقيق المصالح العليا للوطن والحفاظ على وحدة الأمة وأمن الوطن واستقراره. منوهاً بدعوة فخامة الأخ رئيس الجمهورية إلى الحوار حول كل القضايا الموضوعات كبديل منطقي للتشنجات والمكايدات التي عادة ما تخرج عن الفهم الصحيح وتخلق صورة مشوهة لطبيعة وحجم القضايا والتحديات التي قد تبرز في سياق العمل الديمقراطي، ويكون حلها سهلاً إذا وجدت الإرادة وامتلاك الحقيقة. لافتاً إلى أن استجابة الأحزاب السياسية للحوار تعني أن هناك استيعاباً مشتركاً لضرورة الحوار المتبادل في هذه المرحلة التي يجد فيها الوطن أبناءه قادمين على استحقاقات دستورية بدءاً من التعديلات الدستورية بناءً على مبادرة الأخ الرئيس القائد، التي جاءت ملبية لآمال وطموحات أبناء شعبنا، ومنها ما يخص الحكم المحلي الواسع الصلاحيات، وانتهاءً بانتخابات مجلس النواب المقبلة..وألقى الأخ رئيس جامعة إب الأستاذ الدكتور أحمد محمد شجاع الدين كلمة أوضح فيها الدور الذي يمكن للجامعات اليمنية ومنها جامعة إب أن تلعبه في احتضان مثل هذه الفعاليات الثقافية واستجلاء حقائق التاريخ اليمني عبر مراحله وحقبه المختلفة من خلال جمع وتحقيق وتوثيق ونشر الدراسات والوثائق والمخطوطات ذات الصلة بالتاريخ اليمني، والاضطلاع بإجراء الدراسات والبحوث العلمية التاريخية والاجتماعية في المجالات ذات الصلة بمتطلبات النهوض الاجتماعي والاقتصادي إسهاماً في تحقيق المشروع الحضاري لليمن الحديث..وألقى الأخ رئيس فرع اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين في المحافظة عبدالإله البعداني كلمة أشار فيها إلى أهمية الندوة في إبداع فكر جديد متطور وثقافة متحررة مستنيرة من كل قيود الفكر والثقافة الماضوية المتخلفة، والعمل على إنتاج ثقافة وطنية وحدوية متكاملة ومتوازنة من خلال التجديد في التراث المنقّى من شوائب التعصب والذاتية..منوهاً بترحيب القيادة السياسية وتشجيعها لكل الفعاليات الثقافية والإبداعية ولكل المنابر والأصوات التي تعبر عن طموحات وهموم أبناء المجتمع وكذا معاناتهم المعيشية اليومية، وسعة صدر فخامة الأخ رئيس الجمهورية لأي انتقاد صريح وبناء. وعن المركز اليمني للدراسات التاريخية واستراتيجيات المستقبل ألقى الأخ رئيس قطاع العلاقات والإعلام الثقافي المهندس عبدالرحمن العلفي كلمة استعرض فيها نبذة عن الندوة التي تأتي في إطار الورقة المحورية لموسم منارات الثقافي الذي بدأ في مدينة عدن في 28 من شهر نوفمبر الماضي ومروراً بعواصم محافظات أبين، لحج، والضالع، وصولاً إلى محافظة إب، وتتواصل عقب إجازة عيد الأضحى المبارك في بقية عواصم المحافظات..ووفقاً لبرنامج الموسم تنتهي هذه الندوات في المحافظات متوجة بالفعالية الأخيرة في أمانة العاصمة للإعلان عن نتائج واستخلاصات تمخضت عن سير تنفيذ الفعالية الثقافية في ضوء الورقة المحورية والتعقيبات والمداخلات والمناقشات، وأصداء الفعالية لتمثل الرؤية الفكرية الفاعلة والمعبرة عن رؤية واستخلاص اللجنة التحضيرية ومجموعات العمل..بعد ذلك استمع الحاضرون إلى قراءات لثلاثة محاور للندوة (اليمن الكبير)، قدم من خلالها الأخ سالم أحمد الخنبشي إطلالة تاريخية على وحدة اليمن أرضاً وإنساناً، وتناول فيها الشواهد الجغرافية والتاريخية والحضارية على وحدة اليمن أرضاً وإنساناً، ووحدة اليمن في الأدب العربي القديم، ودور ومكانة اليمنيين في نصرة الإسلام ونشر تعاليمه، وتضمنت إطلالته مشاهد ومواقف من وحدة اليمنيين في مقاومة المحتلين ومجابهة الغزاة..وقدم الأخ سالم محمد حسن المحور الثاني بعنوان (واحدية ثورة وأصالة شعب)، استعرض المجال السياسي والاجتماعي في اليمن بعد الثورة، وقسّمها إلى ثلاث فترات، الأولى من 1970-62م، الفترة الثانية من 1990-1970م، والفترة الثالثة من 2007-1990م، والتي أورد فيها بعض أوجه القصور التي رافقت الوحدة منذ الأيام الأولى لتحقيقها سياسية واقتصادية، كما أورد بعض المقترحات لمعالجة أوجه القصور تلك. أما المحور الثالث، الذي قدمه الأخ الدكتور حمود صالح العودي، فكان حول دور اليمن في سياق المتغيرات التاريخية (رؤية مستقبلية)، استعرض فيها دور اليمن في سياق متغيرات الماضي والحاضر، وملامح الدور المستقبلي، وشروط ومقومات نجاح هذا الدور المستقبلي، أوجزها الدكتور العودي في خمسة شروط، هي: حماية الوحدة والثوابت الوطنية، وسيادة النظام والقانون، واعتماد العلم كآلية وحيدة لبناء وإدارة شئون الحاضر والمستقبل، وإقامة مبدأ الثواب والعقاب، وحماية الحرية والديمقراطية بمصداقية تامة. ثم أسهم الحاضرون بمداخلات وتعقيبات وأسئلة حول محاور الندوة، أكدت في مجملها أهمية عقد مثل هذه الندوات كوسيلة لحراك ثقافي مجتمعي، يتناول القضايا الوطنية، ويرفع الوعي بأهمية التمسك بالثوابت والحفاظ على المصالح العليا للأمة وفي مقدمتها الوحدة الوطنية.. وطالبت بالاهتمام أكثر في إيجاد وعي كافٍ لدى الشباب والطلاب بالثورة وأعلامها، وتسمية الميادين والشوارع الهامة في عواصم المحافظات بأسماء رموز الثورة والجمهورية والوحدة. حضر الندوة الاخوة أمين عام المجلس المحلي بالمحافظة أمين علي الورافي، ومستشار رئيس الجمهورية لشئون الشباب عبدالعزيز الحبيشي، ووكلاء المحافظة، ورئيس محكمة الاستئناف، وأعضاء المجلس المحلي والمكتب التنفيذي، واللجنة الأمنية، والعلماء، وقادة فروع الأحزاب ومنظمات المجتمع المدن، ورؤساء الجمعيات الجغرافية في عدد من محافظات الجمهورية، وأساتذة الجامعة والمهتمون.