عدن.. تبقى هي الأفضل من بين عواصم ومدن محافظات الجمهورية لقضاء إجازة عيد الأضحى المبارك، أو غيرها من المناسبات ؛ وذلك لما تمتاز به من مميزات طبيعية وحضارية وتاريخية واحتضانها للشواطئ الجميلة والمتنزهات والحدائق والملاهي التي تتوفر فيها كافة وسائل الراحة وألعاب الأطفال والخدمات الفندقية والمطاعم السياحية التي تنتشر في كافة شواطئ المحافظة ، ناهيك عن الأجواء المناخية المتميزة التي تعيشها المدينة في هذه الأيام ، حيث تمتزج زرقة البحر بأشعة الشمس الهادئة ، الأمر الذي يجعل الكثيرين من أبناء الوطن والخليج يفضلونها عن غيرها من المحافظات السياحية في هذا الموسم على وجه الخصوص.. ونتيجة لهذا التميز الذي تحظى به مدينة عدن.. هناك كثير من الإجراءات التي اتخذتها قيادة السلطة المحلية لإيجاد كافة التدابير الكفيلة بتوفير أجواء الطمأنينة والراحة لكل الزائرين الذين يتوافدون إلى عدن سواء خلال المناسبات والأعياد أو في بقية أيام السنة ، وذلك من خلال تكثيف الجهود الهادفة إلى توفير وسائل الراحة وإظهار المدينة بالمظهر اللائق بها سواء من حيث النظافة أو الخدمات الفندقية والسياحية أو الخدمات الصحية إلى غير ذلك. ثغر اليمن الباسم يتزين للعيد «الجمهورية» رصدت العديد من المحطات التي تهيأت فيها عدن ويتهيأ فيها أبناؤها لاستقبال هذه المناسبة الكريمة. في البداية تحدث الأخ محمد علي موظف عن استعدادات أبناء عدن لاستقبال عيد الأضحى فيقول: عدن اليوم غير الأمس وصدق الشاعر بمطلع هذه القصيدة الغنائية التي أنشد بها الفنان العملاق أيوب طارش عبسي «وكانت عدن»، وهذا أقل شعور نعبر فيه عن فرحتنا بعيد الأضحى أو غيره من الأعياد والمناسبات بعد أن تنفست هذه المدينة بهذه التطورات والحركة الحيوية النهضوية على مختلف المجالات ومختلف الأصعدة إلى ماجعلها أكثر تميزاً ليس على مستوى وطننا الغالي بل تجتاز هذا المستوى بمنافسة قوية مع بقية المدن المماثلة لها في دول الخليج من حيث المتنفس السياحي ومستوى البنية الخدمية السياحية الشاملة ومتطلبات الخدمات للحركة السياحية الداخلية والخارجية.. فعدن نالت اهتماماً واسعاً من التخطيط وتحقق لها مئات المشاريع الخدمية العملاقة ، وزادت فيها الحركة التجارية والاقتصادية والنشاط السياحي ، وهذا ينعكس كثيراً على الحياة العامة بشكل عام، ومن هنا يمكن أن تقاس فرحة العيد؛ لأن عدن وأبناءها أكثر فرحة بالحياة الجديدة المزدهرة التي تشهدها عدن ثغر اليمن الباسم. للعيد نكهة خاصة أما الأخ عرفان فيروز يقول : إن متطلبات العيد كثيرة ولاتنتهي ، ومع ذلك تبقى للعيد فرحته ونكهته التي تظهر على المستوى العام ، فتجد الأطفال يهللون بقدوم العيد والأسواق مكتظة بالباعة والمشترين سواء أسواق الملابس أو الأغنام ، كما نشاهد فرزات البيجو والباصات يتزاحم عليها المواطنون الذين يريدون مغادرة المدينة لقضاء إجازة العيد في قراهم ومناطقهم ، هذا الحراك يجعل المرء يشعر بأهمية هذه المناسبة الدينية والعظيمة. ويضيف الأخ عرفان: نحن نفضل قضاء إجازة العيد هنا في عدن ؛ وذلك لما تمتاز بها من شواطئ وحدائق ومتنزهات جميلة ، بالإضافة إلى أنه في هذه الأيام الأجواء جميلة جداً ، مما جعل كافة مقومات السياحة تتوفر في هذه المحافظة ، لذلك الكثير من المواطنين يفضلون مدينة عدن عن غيرها من المحافظات ، حيث نشاهد خلال أيام العيد مئات السيارات تدخل إلى عدن ، فيما تزدحم كافة الأماكن السياحية في العيد خاصة الشواطئ في الفترتين الصباحية والمسائية.. عدن دائماً نظيفة استعدادات الجهات المعنية لاستقبال الوافدين إلى المحافظة خلال أيام العيد قد بدأت منذ وقت مبكر سواء من حيث تكثيف أعمال النظافة والخدمات الأخرى التي يتطلب توافرها خلال أيام العيد.. حيث يقول المهندس قائد راشد ،المدير التنفيذي لصندوق النظافة : إن جهود النظافة تتم بشكل يومي في كافة المناطق ، لكن هذه الجهود تتضاعف في المناسبات والأعياد ، وذلك لكثرة الوافدين إلى المدينة وشواطئها ومتنفساتها ، وهذا يتطلب أعمال نظافة على مدار الساعة . لذلك قمنا بوضع خطة خاصة بذلك خلال أيام العيد من حيث زيادة أعداد العاملين في خدمات النظافة وتوزيعهم على كافة المناطق خاصة المناطق التي يزداد فيها تواجد المواطنين ، وخلال هذه الأيام نقوم بتزيين المدينة من حيث التشجير والإنارة وأعمال الطلاء للواجهات السياحية والمجسمات التي تحسن المظهر الجمالي لمدينة عدن. كذلك هناك أعمال مكثفة لتنظيف الشواطئ وعمل الترتيبات الخاصة بذلك. يقضة أمنية الجهات الأمنية استعدت منذ وقت مبكر لاستقبال عيدالأضحى المبارك من خلال اتخاذ العديد من الإجراءات التي تضمن توفير الراحة والطمأنينة لأبناء المحافظة والوافدين إليها خلال أيام العيد ، وذلك بالتنسيق مع قيادة العميد عبدالله عبده قيران مدير أمن المحافظة الذي يقوم بالإشراف المباشر على كافة الإجراءات المتخذة ومواجهة أي طارئ ، وذلك من خلال التنسيق مع مديري المديريات ومديري المناطق الأمنية ومديري الشرطة ، وبما يسهم في التقليل من الحوادث سواء المرورية وغيرها.. بالإضافة إلى توفير الأجواء الأمنية لآلاف المواطنين الذين سيتوافدون خلال أيام العيد ، والذي يتوقع أن يصل عددهم إلى نحو مليون زائر ، وذلك من خلال حراسة ممتلكاتهم وتأمين أماكن تواجدهم خاصة في الشواطئ. الأمن السياحي ومن الأشياء الملفتة للانتباه هو تواجد أفراد الأمن السياحي على مدار الساعة خاصة في المناسبات إلى جانب المرشدين السياحيين ، بالإضافة إلى تواجد رجال المرور المنتشرين على طول الطرقات والجولات لتنظيم حركة المرور والتخفيف من حدة الازدحام خلال أيام العيد، بالإضافة إلى النزول المباشر إلى محطات النقل للتأكد من مدى سلامة وسائل النقل وتوعية السائقين على الالتزام بالسرعة المحددة ، وذلك للحد من الحوادث المرورية. الحجز مسبقاً ينتشر في محافظة عدن أكثر من «150» فندقاً بمختلف درجاتها السياحية ، بالإضافة إلى الشقق المفروشة والشاليهات وغيرها.. وقد بدأت عملية الحجوزات في هذه الفنادق منذ وقت مبكر ، والبعض منها قد استكملت عمليات الحجز ، وذلك بسبب الإقبال الشديد على الفنادق من قبل الوافدين إلى محافظة عدن ، ومع ذلك فإن هذه الفنادق لاتستوعب إلا القليل ممن حالفهم الحظ في عملية الحجز ، وأما بقية الوافدين يلجأون إلى المبيت في الشواطئ ودور العبادة والمباني غير المجهزة. فيما يلجأ البعض إلى المبيت عند أقاربهم في المحافظة. مراقبة الأسعار مكتب الصناعة قام بعمليات رقابية واسعة من خلال إنزال المفتشين إلى الأسواق بما فيها أسواق اللحوم والمواد التموينية للتأكد من مدى التزام التجار بالأسعار وضبط المخالفين.. يقول الأخ فؤاد أحمد سعيد من مكتب الصناعة والتجارة بمحافظة عدن إنه تم تكثيف الجهود الرقابية من خلال التنسيق مع مديري المديريات ومديري المناطق الأمنية ومديري الشرطة من خلال النزول المشترك إلى جميع الأسواق بما فيها أسواق اللحوم وهناك تعاون من قبل الجهات الأمنية لتذليل كافة الصعوبات ، بالإضافة إلى أنه تم إنشاء مراكز تموينية ، وقد تم إحالة العديد من المخالفين إلى النيابة خلال الفترة الماضية لعدم التزامهم بالأسعار ، كذلك تم إنشاء مجلس تمويني برئاسة الأخ أحمد محمد الكحلاني محافظ المحافظة وعضوية كل من مكتب الصناعة والتجارة والغرفة التجارية والمواصفات والمقاييس ومدير الأمن ومكتب الزراعة ، وذلك لمواجهة أسباب المشاكل التموينية وتثبيت الأسعار. سهرات فنية على شواطىء عدن مكتب الثقافة نظم العديد من الفعاليات الثقافية خلال إجازة عيد الأضحى المبارك. حيث نظم مكتب الثقافة على مدى ثلاث ليالٍ مجموعة من الفعاليات الاحتفائية بعيد الأضحى و تنشيطاً للسياحة الداخلية ،حيث تم تنشيط الفعاليات والسهرات الفنية في كل من كورنيش جزيرة العمال وساحل أبين بفعاليات مختلفة ، شارك فيها كبار الفنانين ، كما تخلل هذه الفعاليات ألعاب البلياتشو والأكروبات والفقرات التمثيلية الهادفة إلى توجيه السياح بالتعامل مع الشواطىء الجميلة بشكل حضاري ، بالإضافة إلى فقرات من الفلكلور اليمني ، والعديد من الأسئلة والحوارات بهدف تفاعل الجمهور مع المسرح لاسيما الأطفال ، بالإضافة إلى استيعاب أصحاب المواهب الفنية منهم بهدف تشجيعهم وإعطاء الثقة لهذا الجيل. وقد شاركت في هذه الفعاليات مجموعة من الفرق الموسيقية منها فرقة مكتب الثقافة والغرفة التابعة لمعهد جميل غانم للفنون الجميلة وفرقة الشرق بقيادة الفنان محمد خليل وفرقة باهيصمي ، بالإضافة إلى الفرق الخاصة بالمنتديات الثقافية ؛ بهدف إشراك كافة المعنيين بهذه المناسبة. رقصات شعبية وأضاف الأخ مدير عام الثقافة: كذلك أقيمت في شواطئ جولد مور وكورنيش المنصورة وكود النمر فعاليات شعبية ، شاركت فيها مجموعة من الفرق الشعبية في تقديم رقصات الليوة ورقصات البحر والدان وتقديم ألوان الرقصات الشعبية اليمنية المختلفة، حيث تم من خلال هذه الفعاليات إعادة العصر الذهبي لمدينة عدن التي تألقت في خمسينيات وستينيات القرن الماضي وهاهي عدن اليوم تستعيد تألقها برعاية الأخ أحمد محمد الكحلاني محافظ المحافظة.