في قلب العاصمة صنعاء يقع مبنى كليتي الآداب والعلوم والذي يعرف بالجامعة القديمة بأقسامها وكلياتها المختلفة والمنتشرة في فنائها كمبانٍ مستقلة تتوسطها الحدائق الجميلة.. هنا في فناء الجامعة والذي يحيطه سور من الجهات الأربع يبدو الوضع أحسن حالاً من الخارج، فكل ما يحيط بسور الجامعة من الخارج عبارة عن منظر سيئ ومقزز لا يستحقه هذا الصرح العلمي ويشوه منظره الجمالي. وهذه المناظر التي تحيط بأسوار الجامعة القديمة تبدو بارزة للعيان، لكن للأسف لا يوجد أحد من قيادة الجامعة القديمة أو أمانة العاصمة قد لفت انتباهه تلك المناظر المقززة أو الروائح الكريهة التي تنبعث من محيط سور الجامعة، خاصة الجهة الجنوبية والشرقية لسور الجامعة في «حي القاع»، ليعمل على إيقاف العبث وهذا التشويه لسور هذا الصرح العلمي المقدس، وإعادة الاعتبار لكل ماهو جميل في هذا المكان ليس للجامعة الأولى في اليمن فحسب وإنما لأمانة العاصمة على اعتبار أن العاصمة صنعاء هي الوجه الحضاري والثقافي لليمن. مشردون على السور صحيفة الجمهورية زارت محيط الجامعة القديمة وسجلت هذه الانطباعات بصحبة عدستها، فلاحظنا أن الجهة الشرقية من السور أصبحت ملاذاً آمناً ومأوى لكل المشردين الذين ينامون على الرصيف المحاذي للسور ويمارسون حياتهم اليومية بشكل طبيعي وبكل أريحية، وعلى ما يبدو أن هذا المنظر أصبح مألوفاً لكل من يمر بجانب السور في هذا الحي، رغم انبعاث الروائح الكريهة التي تزكم الأنوف وتسبب الكثير من الأمراض والأوبئة. الحاج أحمد حسين أحد المواطنين أبدى انزعاجه الشديد من هذا المنظر في العاصمة صنعاء وبالقرب من الجامعة الأولى في اليمن.. وقال لنا: الغريب في الأمر أني لم أشاهد هؤلاء المشردين أيام عيد الفطر المبارك أو عيد الأضحى وكأنهم في إجازة من الدوام بجانب السور والالتصاق به، لكن ما إن انقضت الإجازة حتى عادوا للحضور إلى هذا المكان مجدداً.. متسائلاً عن السر الغريب الذي يجذب المشردين للسكن بجانب سور الجامعة، وأيضاً لماذا السكوت المطبق من قيادة الجامعة ومن أمانة العاصمة إزاء هؤلاء المشردين الذين لم يكتفوا بافتراش رصيف سور الجامعة طوال اليوم، وإنما لطخوا الجدران بالقاذورات.. أيضاً تم تشويه الجدران بالدخان جراء إحراق المشردين للكراتين ليلاً كي تقيهم من برد شتاء العاصمة القارس. مكتب الاتصالات على متر واحد فقط من مكتب الاتصالات السلكية واللاسلكية خدمات المشتركين ويمن موبايل فرع الجامعة وهو المكتب الذي اقتطع جزءاً من الحرم الجامعي يوجد هؤلاء المشردون والمخلفات والقمامة بكميات كبيرة، الغريب في الأمر أن مسئولي المكتب لا يلاحظون ذلك أو بالأصح لا يعيرونه أدنى اهتمام لما طرأ على جدار المكتب الملتصق بالجامعة القديمة، رغم أن بوابة المكتب يرتادها الكثير من الطلاب والزوار والضيوف، وكما نعلم أن مختلف مكاتب الاتصالات تولي اهتماماً كبيراً لمظهر مكاتبها سواء من الداخل أو الخارج خلافاً لمكتب الاتصالات فرع الجامعة القديمة الذي تتكدس المخلفات بجانب البوابة من الجهة اليسرى، ومن الجهة اليمنى ينام المشردون في منظر مقزز ومزعج جداً.. لكنهم على مايبدو قد تعودوا معايشة هذا الوضع غير الحضاري أوغير الأخلاقي، وكما نعلم أن ديننا الحنيف قد أمرنا على إماطة الأذى من الطريق. سوق قات عندما انحرفنا نحو الجهة الجنوبية من الجامعة وجدناه أسوأ حالاً من الجهة الشرقية، فهناك تتجمع المخلفات وتتراكم على جدار السور وعندما تشتد ساعة النهار تتحول هذه الجهة إلى سوق لبيع القات، فوجدنا أن سيارات الباعة ملتصقة بالسور، وباعة آخرون يفترشون الأرض لبيع مابحوزتهم من حزم وريقات القات، الأمر الذي أدى إلى إغلاق الشارع المؤدي إلى الخط الدائري تماماً كما التقطت عدسة الجمهورية صورة لأحد عمال النظافة وهو يرمي المخلفات عند البوابة الجنوبية للجامعة وكأنه مأمور بأن يرميها هناك حتى تتكدس ومن ثم يتم إحراقها. هذا المنظر الذي يحيط بالجامعة القديمة يفرض علينا طرح أكثر من سؤال، وفي مقدمة هذه التساؤلات هو لماذا الصمت الرهيب لكل مايخدش جمال العاصمة صنعاء أولاً ويسيء إلى جامعة صنعاء والمكاتب المحيطة بها ثانياً كمكتب الاتصالات ومكتب كهرباء الأمانة..؟ ثم إن هذه المناظر موجودة في قلب العاصمة وليس في ضواحي العاصمة صنعاء. بوفيات ومطاعم أيضاً في هذا الحي يوجد العديد من المطاعم والبوفيات.. ومرتادو هذه المطاعم هم الطلاب بشكل أساسي وكذلك موظفو المكاتب المجاورة التي ذكرناها وكذلك الباحثون عن فرص عمل مثل السباكين أو الفنيين الكهربائيين وغيرهم، ولاشك ان هذه المطاعم والبوفيات تسهم بشكل أساسي في تكدس هذه المخلفات جوار سور الجامعة وبوابتها الجنوبية.. واللافت للنظر أن هناك روائح مزعجة تنبعث من هذه المخلفات ويستنشق رائحتها حتى من هو داخل هذه المطاعم، ومع ذلك صحة البيئة لم تتدخل لإنقاذ الموقف، لأن قطع السندات يبدو أهم من صحة المواطن، وكأنه لا يساوي شيئاً، مع أن المواطن هو العمود الفقري للتنمية. الجهات الأخرى بعد ذلك قمنا بجولة حول السور من جهتيه الشرقية والغربية، وبالرغم من أن الجهة الشرقية لسور الجامعة تطل على الخط الدائري والذي يعتبر من أهم الشوارع في العاصمة صنعاء، إلا أنه والجهة الشمالية لم يكونا أحسن حالاً من الجهات الأخرى، حيث وجدنا العديد من المخلفات خاصة مخلفات المشردين وكذلك قوارير زجاجية لمشروبات محرمة دينياً، طبعاً وجدنا ذلك بالقرب من البوابة الرئيسية للجامعة على الخط الدائري. الجامعة في إجازة بعد ذلك حرصنا على لفت انتباه مسئولي الجامعة القديمة حول هذا الوضع المقرف، لكن ما إن دخلنا إلى الحرم الجامعي حتى وجدنا إعلاناً ورقياً على أحد الجدران يؤكد أن الجامعة بطلابها وأساتذتها وموظفيها جميعهم في إجازة حتى 29122007م مع أن الإجازة الرسمية انتهت يوم 23122007م، لكن يبدو أن تعميم وزارة الخدمة المدنية لا يعنيهم.