تولي السياسات التعليمية والسياسات المتعلقة بالتنمية البشرية الاهتمام بالمعلم كونه المعني بتقدم ونجاح المسألة التعليمية طالما هو في موقع من التأهيل والتدريب والكفاءة المستمرة القادرة على تحسين التعليم الذي يعد المدخل الأساسي للنهوض والتنمية وبهذا لا يمكن تحسين التعليم الا بتحسين وضع المعلم من خلال إكسابه المهارات والتدريب والتأهيل .. ولهذا فإن الاهتمام بإعداد المعلم يعتبر حجر الزاوية في العملية التعليمية. «الجمهورية» سلطت الأضواء على دور واتجاه المعهد العالي لتدريب وتأهيل المعلمين في محافظة حضرموت حيث التقت الأستاذ سالم عمر المحمدي عميد المعهد العالي لتدريب وتأهيل المعلمين بحضرموت والذي تحدث في هذا الجانب قائلاً: اعداد المعلم حقيقة المعهد العالي عمل على الدفع بعملية التعليم إلى الأمام من خلال تغطية الاحتياجات المهمة في مدارس المحافظة لأن حضرموت بحاجة إلى معلمين أكفاء.. فالمعهد في ضوء خطة وزارة التربية والتعليم لرفد العملية التعليمية من خلال المعاهد بإعداد معلمين أكفاء وتأهيلهم واكسابهم المهارات والأهداف والوسائل التعليمية فقد حقق نجاحات ملموسة على الصعيد التعليمي المعرفي وغطى احتياجات أكثر المدارس. فكرة إنشاء المعهد طبعاً أنشيء المعهد العالي لتدريب وتأهيل المعلمين في حضرموت «المكلا» بقرار وزاري عام 2000م بناءً على قرار رئيس مجلس الوزراء السابع لسنة 1999م بشأن انشاء المعاهد العليا لإعداد وتأهيل المعلمين نظام عامين بعد الثانوية وقد أنشيء هذا المعهد بجهود كبيرة ومتواصلة لمكتب التربية كحق لمحافظة حضرموت كبقية المحافظات بعد أن أصبح المعهد العالي بسيئون يتبع محافظة حضرموت الوادي نتيجة قرار التقسيم الإداري إدراكاً من مكتب التربية بأهمية المعهد في تحسين نوعية التعليم وذلك بتأهيل المعلمين ذوي المؤهلات الثانوية والرفع من قدراتهم المهنية والشخصية في التخصصات المطلوبة. ان نظام التأهيل في المعاهد يتلاءم والفئات المستهدفة من حيث السن والانشغالات ويسمح النظام أيضاً بتأهيل أعداد كبيرة من المعلمين دونما عرقلة أو توقف الدراسة في المدارس وقلة نفقات التأهيل للدارس وقد أثمرت تلك الجهود باستصدار قرار بإنشاء المعهد. تخصصات المعهد هل تم فتح تخصصات في المعهد؟ في عام 20002001م تم افتتاح خمسة أقسام في المعهد لتخصصات الإسلامية واللغة العربية والرياضيات والانجليزية والاجتماعيات .. بدأت الدراسة بالدفعة الرابعة طلاب دبلوم منتظم تخصص دراسات إسلامية وتخصص لغة عربية وتحولت الدفعة الخامسة دبلوم عن بعد تخصص دراسات اسلامية وتخصص لغة عربية من آلية التربية العليا بالمكلا إلى المعهد لمواصلة دراستها. بعد ذلك أوقفت الوزارة قبول الطلاب أو التأهيل قبل الخدمة برسالة رقم «365» بتاريخ 15102001م المبينة علي القرار رقم «409» لسنة 1999م والذي قضى بتحويل المعاهد العليا إلى تأهيل وتدريب المعلمين اثناء الخدمة، وبرغم رسالة التوثيق بقبول الطلاب فقد تم قبول دفعة طلاب في تخصص رياضيات بعد موافقة الوزارة نظراً لطلب مكتب التربية بالمحافظة وحاجته لسد النقص في المناطق الريفية. 184مدرساً مخرجات المعهد ماهي مخرجات المعهد في جانب التأهيل قبل الخدمة وأثناء الخدمة؟ طبعآً مجال التدريب والتأهيل ينقسم إلى قسمين.. الأول: التأهيل قبل الخدمة نظام دراسة منتظم وفي هذا القسم تم تخرج عدد من الطلاب واجمالهم «184» في تخصص اللغة العربية «63» والدراسات الإسلامية «64» والرياضيات «57». أما القسم الثاني .. التأهيل أثناء الخدمة فقد بدأ التأهيل للمعلمين بنظام عن بعد بالدفعة الخامسة ثم تلتها السادسة والسابعة والتاسعة أما الثامنة فهي بنظام منتظم والدفعتان الثامنة والتاسعة مازالت تواصل الدراسة حتي اليوم بعدد 60 دارساً أي أن عدد الخريجين من الطلاب المؤهلين قبل الخدمة والمعلمين أثناء الخدمة «203» منهم «155» خريجاً و«48» خريجة ، بينما بلغ عدد الطلاب الخريجين قبل الخدمة والمعلمين أثناء الخدمة «387» منهم «339» خريجاً و«48» خريجة. فيما بلغ عدد المعلمين والطلاب تخصص رياضيات »82« خريجاً وجميع هؤلاء يعملون في الميدان وخصوصاً في الأرياف. تجدر الاشارة أيضاً إلى أن هناك ثلاث دفع من المعلمين المؤهلين في أثناء الخدمة بنظام دبلوم عن بعد هم الأولى والثانية والثالثة قد تخرجت من كلية التربية العليا بالمكلا تخصص معلم عام 4001 وإجمالهم »175« خريجاً منهم »157« ذكور و18 إناث. وفي جانب التأهيل في أثناء الخدمة نرى أن يتم التأهيل في اتجاهين المنتظم للمعلمين في المدن القريبة من المعهد والتأهيل عن بعد للمناطق البعيدة وحسب خطة التدريب والتأهيل التي يتم بموجبها تأهيل جميع خريجي الثانوية بحلول 2015م حسب الاستراتيجية الوطنية. لتطوير التعليم الأساسي. أهمية التدريب وماذا عن التدريب؟ تنفيذاً للقرار رقم 425 لسنة 2003 بشأن اللائحة الداخلية للتدريب اللامركزي القائم على نظام المدرسة المحورية والذي تضمن الفصل الثالث منها المادة «5» هيكلية التدريب اللامركزي والتي أعدت الإدارة العامة للتدريب والتأهيل وادارات التدريب بالمحافظات وأقسامها بالمديريات والمعاهد العليا أساس نظام المدرسة المحورية بالاضافة للمدرسة المحورية والمحورة. ماذا عن العلاقة بين المعهد ومكتب التربية والوزارة والمجتمع؟ طبعاً ونظراً لأن من يستهدفهم المعهد للتأهيل والتدريب هم عاملون يتبعون مكتب الوزارة فإنه من غير الممكن أن يعمل المعهد بدون دعم واشراف مكتب التربية والتعليم.. وفي إطار هذه المسلمة فإن ادارة المعهد قد نسجت علاقة وثيقة وجيدة مع قيادة المكتب بالمحافظة وطرح مشاكله وصعوباته عليه وخاصة دائرة التدريب للارتباط المباشر في العمل وانتمائها لقطاع التأهيل والتدريب وقد جنى المعهد فوائد من تلك العلاقة.. وفي جانب العلاقة مع الوزارة وقطاع التأهيل بشكل خاص فإنه يرتبط بعلاقة طيبة ممثلة في الجانب الأكاديمي من ارسال وتعميد الشهادات والسجلات الأكاديمية والمناهج .. بينما تربط المعهد علاقة بالمجتمع وذلك ادراكاً من ادارة المعهد بدور المجتمع ومؤسساته في المشاركة في دعم التعليم ومؤسساته باعتباره صاحب المصلحة والحق فضلاً عن علاقتنا مع فاعلي الخير لتقديم الدعم. رؤية مستقبلية في ضوء ما سبق حول واقع المعهد فإن هناك جهوداً كبيرة متواصلة تبذل لتطوير المعهد وزيادة دوره في تحسين نوعية التعليم بالمحافظة.. الا أننا ما زلنا نطمح إلى الرقي بالمعهد ليواكب متطلبات التطورات الجديدة في مجال العمل التربوي والتي تصفها الاستراتيجيات الوطنية لتطوير التعليم. لذا فإننا نرى في جانب قبول الطلاب والطالبات قبل الخدمة السماح لقبول الفتاة خصوصاً فتاة الريف خريجات الثانوية العامة في مواصلة الدراسة بالمعهد لنيل شهادة الدبلوم باعتبار ذلك حقاً مشروعاً وتوظيفهن تشجيعاً لهن وتشكيل عنصر جذب لالتحاقاً بنات الأرياف بالدراسة واستمرارهن فيها. السماح بقبول الطلاب من المناطق الريفية في التخصصات التي تعاني منها لسد النقص وتحقيق الاكتفاء الذاتي في المناطق الريفية. وبتحقيق هذين الهدفين يتطلب جهوداً ومتابعة مع الوزارة والمجلس المحلي لاستصدار قرار يسمح بقبول الطلاب والطالبات كما ان هذين الهدفين سيؤديان إلى شغل الوظائف المعتمدة التي تأتي لخريجي الدبلوم المتوسط وعدم تركها شاغرة. عميد المعهد العالي لتأهيل المعلمين بحضرموت: التعليم عن بعد أداة فاعلة ومخرجات غطت احتياجات مدارس المحافظة