الاحتلال يواصل توغله برفح وجباليا والمقاومة تكبده خسائر فادحة    صعقة كهربائية تنهي حياة عامل وسط اليمن.. ووساطات تفضي للتنازل عن قضيته    في عيد ميلاده ال84.. فنانة مصرية تتذكر مشهدها المثير مع ''عادل إمام'' : كلت وشربت وحضنت وبوست!    انهيار جنوني للريال اليمني وارتفاع خيالي لأسعار الدولار والريال السعودي وعمولة الحوالات من عدن إلى صنعاء    حصانة القاضي عبد الوهاب قطران بين الانتهاك والتحليل    نادية يحيى تعتصم للمطالبة بحصتها من ورث والدها بعد ان اعيتها المطالبة والمتابعة    باستوري يستعيد ذكرياته مع روما الايطالي    فودين .. لدينا مباراة مهمة أمام وست هام يونايتد    انهيار وافلاس القطاع المصرفي في مناطق سيطرة الحوثيين    "استحملت اللى مفيش جبل يستحمله".. نجمة مسلسل جعفر العمدة "جورى بكر" تعلن انفصالها    اكتشف قوة الذكر: سلاحك السري لتحقيق النجاح والسعادة    مدرب نادي رياضي بتعز يتعرض للاعتداء بعد مباراة    فضيحة تهز الحوثيين: قيادي يزوج أبنائه من أمريكيتين بينما يدعو الشباب للقتال في الجبهات    خلافات كبيرة تعصف بالمليشيات الحوثية...مقتل مشرف برصاص نجل قيادي كبير في صنعاء"    الدوري السعودي: النصر يفشل في الحاق الهزيمة الاولى بالهلال    في اليوم ال224 لحرب الإبادة على غزة.. 35303 شهيدا و79261 جريحا ومعارك ضارية في شمال وجنوب القطاع المحاصر    الطرق اليمنية تبتلع 143 ضحية خلال 15 يومًا فقط ... من يوقف نزيف الموت؟    الدكتور محمد قاسم الثور يعزي رئيس اللجنة المركزية برحيل شقيقه    الحوثيون يتكتمون على مصير عشرات الأطفال المصابين في مراكزهم الصيفية!    رسالة حاسمة من الحكومة الشرعية: توحيد المؤتمر الشعبي العام ضرورة وطنية ملحة    منظمة الشهيد جارالله عمر بصنعاء تنعي الرفيق المناضل رشاد ابوأصبع    بن مبارك يبحث مع المعهد الملكي البريطاني "تشاتم هاوس" التطورات المحلية والإقليمية    السعودية تؤكد مواصلة تقديم المساعدات والدعم الاقتصادي لليمن    الحوثيون يعلنون إسقاط طائرة أمريكية MQ9 في سماء مأرب    قيادي حوثي يسطو على منزل مواطن في محافظة إب    المطر الغزير يحول الفرحة إلى فاجعة: وفاة ثلاثة أفراد من أسرة واحدة في جنوب صنعاء    مسيرة حاشدة في تعز تندد بجرائم الاحتلال في رفح ومنع دخول المساعدات إلى غزة    رئيس مجلس القيادة يناقش مع المبعوث الخاص للرئيس الروسي مستجدات الوضع اليمني مميز    ميسي الأعلى أجرا في الدوري الأميركي الشمالي.. كم يبلغ راتبه في إنتر ميامي؟؟    تستضيفها باريس غداً بمشاركة 28 لاعباً ولاعبة من 15 دولة نجوم العالم يعلنون التحدي في أبوظبي إكستريم "4"    بيان هام من وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات من صنعاء فماذا قالت فيه ؟    وباء يجتاح اليمن وإصابة 40 ألف شخص ووفاة المئات.. الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر    تدشيين بازار تسويقي لمنتجات معيلات الأسر ضمن برنامج "استلحاق تعليم الفتاة"0    شاب يمني يساعد على دعم عملية السلام في السودان    أعظم صيغ الصلاة على النبي يوم الجمعة وليلتها.. كررها 500 مرة تكن من السعداء    الخليج يُقارع الاتحاد ويخطف نقطة ثمينة في الدوري السعودي!    مأرب تحدد مهلة 72 ساعة لإغلاق محطات الغاز غير القانونية    اختتام التدريب المشترك على مستوى المحافظة لأعضاء اللجان المجتمعية بالعاصمة عدن    يوفنتوس يتوج بكأس إيطاليا لكرة القدم للمرة ال15 في تاريخه    النقد الدولي: الذكاء الاصطناعي يضرب سوق العمل وسيؤثر على 60 % من الوظائف    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    600 ألف دولار تسرق يوميا من وقود كهرباء عدن تساوي = 220 مليون سنويا(وثائق)    وعود الهلآّس بن مبارك ستلحق بصيف بن دغر البارد إن لم يقرنها بالعمل الجاد    المملكة المتحدة تعلن عن تعزيز تمويل المساعدات الغذائية لليمن    وفاة طفل غرقا في إب بعد يومين من وفاة أربع فتيات بحادثة مماثلة    سرّ السعادة الأبدية: مفتاح الجنة بانتظارك في 30 ثانية فقط!    شاهد: مفاجأة من العصر الذهبي! رئيس يمني سابق كان ممثلا في المسرح وبدور إمراة    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    قصص مدهشة وخواطر عجيبة تسر الخاطر وتسعد الناظر    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    دموع "صنعاء القديمة"    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



شخصيات ل «الجمهورية » :13 يناير مأساة كبرى خلَّفت آثاراً عميقة في نفوس أبناء الشعب
كارثة 13 يناير 1986م .. ألم يتعظوا ؟!
نشر في الجمهورية يوم 13 - 01 - 2008

- دعوات التصالح والتسامح الهدف منها طمس جريمة يناير وإثارة النعرات والفتن ضد الوحدة
أكد عدد من الشخصيات والفعاليات الوطنية والاجتماعية ومواطنين أن أحداث 13 يناير التي حدثت قبل 22 عاماً في جنوب الوطن سابقاً مثلت كارثة ومأساة كبرى مازالت آثارها في نفوس أسر وضحايا تلك المجزرة البشعة التي راح ضحيتها أكثر من 10 آلاف نسمة..واعتبر هؤلاء وهم يتحدثون مع الصحيفة أن الوحدة اليمنية المباركة التي قامت في 22 مايو 90م قد جبت ما قبلها ودفنت ملفات الماضي ومآسيه مستنكرة ما تقوم به العناصر الانتهازية في أحزاب المعارضة وغيرها من فتح هذا الملف الأسود بدعواتها لمهرجانات التصالح والتسامح لما ارتكبته أيديها من جرائم بشعة بحق الإنسانية في تلك الأحداث الأليمة..وأكدت تصديها لكل المخططات التآمرية ضد وحدة الوطن وأنها ستقف بقوة ضد كل من يحاول إشعال الفتن والنعرات والتعبئة والتحريض وخلق الأزمات للوصول إلى المخططات والأهداف الانفصالية المقيتة ، معيدة إلى الأذهان فشل هذه العناصر في مؤامراتها التي أجهضت في صيف 94م ولن تحقق مطامعها في ظل اصطفاف وتلاحم أبناء شعبنا اليمني الأبي.
الوحدة راسخة وجبّت ما قبلها
النائب البرلماني قاسم محمد قاسم الكسادي تحدث قائلاً:
- لاشك أن مرور 22 عاماً على المجزرة الدموية البشعة التي ارتكبت بحق شعبنا اليمني في جنوب الوطن سابقاً في 31 يناير 68 وقيام الوحدة اليمنية المباركة في 22 مايو 90م بقيادة ابن اليمن البار فخامة الأخ الرئيس علي عبداله صالح - حفظه الله - الذي أعلن أكثر من مرة وفي أكثر من مناسبة وحدث وطني أن الوحدة جبّت ما قبلها ونسيان الماضي الأليم والنظر إلى الحاضر والمستقبل، إلا أنه وللأسف كل ذلك العفو والتسامح لم يرق للقوى والعناصر التي فقدت مصالحها الشخصية وعاشت وحكمت على موجة الدماء والتآمرات، الأمر الذي جعلها ومنذ فترة تثير مشاريع تآمرية مشبوهة ومكشوفة بغرض إعادة تمزيق الوطن وتحقيق أهدافها الانفصالية المريضة، وذلك من خلال الإساءة والإضرار بالوحدة، ومنها ما تفتعله اليوم بتأليبها البسطاء في دعواتها لمهرجانات التصالح والتسامح.
وحذّر النائب الكسادي مما تقوم به وتثيره وتروّج له العناصر الانفصالية، ومنها قيادات المشترك المعارضة ضد البلد.. معبراً بأن نبشها للماضي ستكون هي الهدف، كونها من ألحق الضرر والظلم والاغتيالات في الماضي التشطيري بحكمها وتاريخها الحافل بالمآسي الوحشية التي لا تغتفر.
الوحدة جسّدت قيم التلاحم والتسامح
أما الأخ العقيد الركن أحمد سالم الوادي أحد القيادات العسكرية الوطنية فقد قال:
- لقد جسّد قيام الوحدة اليمنية المباركة في 22 مايو 90م أسمى قيم التلاحم والتصالح والتسامح بين أبناء الشعب اليمني الذي تجاوز مآسي وملفات الماضي التشطيري البغيض، وتلك الأنظمة الشمولية السائدة في شطري اليمن.. وبالوحدة تدفق الخير والتنمية والاستقرار، وأعيد الاعتبار لأبناء الوطن المشردين.
وحقيقة إن ما نلاحظه اليوم ونتابعه من تحركات ودعوات لعقد مهرجانات التصالح والتسامح لا يعبّر عن الخط الوطني والاستشعار بالمسئولية، بل إن هؤلاء من يقودون هذه الفعاليات غير القانونية لا يعبرون إلا عن نظرتهم ومصالحهم الضيقة، ولديهم مشاريع وأهداف لا ترتقي إلى حجم الوطن والوحدة المباركة التي تمثل الهدف الأسمى للثورة اليمنية المباركة.. ونحن نرفض هذه الدعوات، كونها تهدف الوصول إلى مكاسب شخصية وإثارة فتن ونعرات بين أبناء شعبنا اليمني الذي ينعم بإنجازات الوحدة والديمقراطية بقيادة فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح - حفظه الله.
مصّاصو الدماء ونبّاشو القبور
الأخ حسين محمد البهام مدير مكتب الشباب والرياضة م / أبين، وابن شقيقة المناضل الوطني الراحل محمد علي هيثم تحدث قائلاً:
- من الطبيعي أن يحتفل مصاصو الدماء بعيدهم الوطني الذي راح ضحيته كوكبة من كوادر اليمن الوطنية، لأنهم لاتوجد لديهم أعياد وطنية يدافعون عنها أو ثوابت وطنية يستطعيون الوقوف عليها، فأعيادهم هي يوم أن يجتمع المكتب السياسي واللجنة المركزية على تصفية مجموعة من الشرفاء والمناضلين، فهذا اليوم هو عيدهم الوطني الذي يتفاخرون به.. وإنها لجريمة أن يحوّل من قاموا بالذبح والسحل والتشريد لأبناء اليمن في المحافظات الجنوبية والشرقية، أن يحوّلوا يوم 13 يناير إلى عيد وطني لما يسمى بالتصالح والتسامح، حيث إن من يتداعون للقيام بهذا العمل من الطرفين هم من قاموا بتلك التصفيات.
أما أبناء الشهداء فقد تمسكوا بقرار فخامة الأخ رئيس الجمهورية بالعفو العام.. إلا أن تلك العناصر، التي لا تستطيع العيش إلا في حمامات الدماء، تعمل على إثارة النعرات لمثل هذه الأعمال الشنيعة، وإثارة أبناء الشهداء للانتفاضة ضدهم بعد أن حاولوا أن يتناسوا الماضي، ويعيشوا في عهد الوحدة اليمنية المباركة التي جبّت ما قبلها.. وإننا ومن منطلق حرصنا على ترك الماضي ندعوهم للعيش في إطار النسيج الاجتماعي والمناخ الذي هيأته لنا الوحدة اليمنية بقيادة الرئيس علي عبدالله صالح - حفظه الله - قبل أن يأتي يوم لا ينفع فيه الندم.. وخلاصة القول لهؤلاء: دعوا ضحاياكم يرقدون في قبورهم، إن وُجدت لهم القبور.
أغلقت ملفات الماضي بقيام الوحدة
الأخ الأستاذ علي ناصر الهدار مدير عام مكتب الخدمة المدنية م أبين اعتبر أحداث 13 يناير 86م مأساة دفع ثمنها شعبنا اليمني في الجنوب سابقاً، حيث وصلت هذه المأساة إلى كل بيت، وتجاهلت القيادة السياسية التي كانت تحكم الجنوب سابقاً ما خلفته تلك الأحداث من جرائم في حق المواطن والجندي والموظف، مع أنها كانت السبب في إيصال الأمور إلى هذا الحدث والكارثة، وتتحمل مسؤوليتها تلك القيادات التي تورطت بتلك الأحداث.
وأضاف الهدار: إن حدث 13 يناير حدث خطير كان حينها للصراعات السياسية، لكن هذا الحدث كان بين طرفي الحكم، أحدهم بسط على الحكم، والآخر نزح إلى شمال اليمن آنذاك.. مشيراً إلى أن ما يدعون إليه حالياً من تسامح وتصالح هو موضوع انتهى منذ إعلان الوحدة المباركة في 22 مايو 90م، وبقيامها أغلقت جميع ملفات الماضي، ولكن دعوتهم هذه هي لأناس لهم مصالح لا تعود بالخير والفائدة لا على الوحدة ولا على الوطن، لأن يوم إعلان الوحدة المباركة هو يوم للتصالح والتسامح والوحدة هي المكسب التاريخي للشعب اليمني العظيم.
إثارة الفتن وإشعال الحرائق
من جانبه قال الأستاذ محمد صالح لهطل عضو المجلس المحلي م أبين:
- إن يوم 13 ينايو يمثل أكبر مأساة وجريمة بحق الإنسانية، دفع ثمنها أبناء الشعب الجنوبي سابقاً، وراح ضحية تلك الكارثة الكبرى عشرات الآلاف من الأبرياء والقادة، وكل ذلك من قبل أطراف الحكم المتناحرة على كراسي السلطة.. واليوم وبعد مرور 22 عاماً على تلك الأحداث التي خلّفت جراحات عميقة في النفوس نرى من كانوا السبب في تلك الجريمة النكراء يعلنون مهرجانات للتسامح والتصالح.. وحقيقة القول: إننا نعرف أنه بقيام الوحدة اليمنية تم إغلاق ملفات الماضي، وكما أكد مراراً فخامة الأخ رئيس الجمهورية أن الوحدة جبّت ما قبلها.
واعتبر لهطل كل هذه التداعيات والفوضى والمهرجانات التي تقوم بها عناصر معروف بأن هدفها إثارة الفتن والنعرات وتعبئة الناس وتأليبهم ضد المسار الوحدوي العظيم لتنفيذ مخططاتهم الانفعالية التي بدأت منذ 94 وتصدى لها شعبنا وأفشلها وسيُفشل كل مراميهم الحاقدة التي يرسمون عليها مشاريعهم في الوقت الحالي.
اليمن لن يرجع إلى الوراء
كما تحدث الأخ عبدالكريم قاسم أكاديمي في محافظة أبين، وعضو سابق في الحزب الاشتراكي اليمني فقال:
- ألم يتعظ أولئك الذين رفعوا شعارات الأممية بالأمس كغطاء لتمزيق اليمن وقتل الناس الأبرياء في شوارع عدن، ليس برصاصة بندقية، بل بتصويب مدفعي لمحو آدميته من الأرض.. ألم يتعظوا فيما فعلوه بعنفهم لضحاياهم الأبرياء، ولم يكتفوا بهذا بل طال حقدهم الدموي ذويهم وأسرهم وأطفالهم ذلك المصير اللا إنساني، الذي مازالت آثاره مستمرة حتى اليوم.. إننا عرفنا في أحداث 13 يناير عام 1986م الوحشية التي لم تعرفها الشعوب إبان الحربين العالميتين الأولى والثانية.
وأضاف: لن يرجع اليمن إلى الوراء، لأن اليمن اليوم يمتلك الحوار ولغة التفاهم بثوابت الديمقراطية والانتخابات، ويسود فيه مبدأ التداول السلمي للسلطة.. 13 يناير كان حدثاً مأساوياً ستظل آثاره تشهد على الحقبة الدموية جيلاً بعد جيل.
أصوات نشاز
أما المواطن حمود محمد مثنى في السبعينيات من العمر فيقول:
- أولئك من هم اليوم بيننا أصوات نشاز، من هم بالأمس رفعوا شعارات الضم والإلحاق بعد إعادة تحقيق الوحدة وأعلنوا فيما بعد الانفصال، وهم من رفعوا شعارات المناطقية والعصبية صبيحة 13 يناير عام 1986م لإبادة الناس الأبرياء في شوارع عدن بتلك الأحداث الدامية الذي إزاءها انقسمت فئات الشعب والمجتمع ما بين طغمة وزمرة، وكانت عذراً لملاحقة الأبرياء إلى حرماتهم ليأخذوهم من بين أولادهم إلى ذلك المصير المجهول وإلى تلك التصفيات الدموية، وإزاءها تشردت أسرهم بنزوح فوق نزوح إلى المحافظات الشمالية.. إنها أحداث مأساوية لن ننساها أبداً، وستظل هي الزمن الذي يشهد على تلك الحقبة التشطيرية التي دفع أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية ثمناً غالياً افتقدوا فيها شبابهم وآباءهم إزاء هذا الصراع الدامي المدمر للأخضر واليابس.
ومن هذه المأساة والصراعات الدموية تنفست الصعداء المحافظات الجنوبية والشرقية بعد أن ساد منطق الحوار والتفاهم بتلك المرحلة التاريخية التي شهدها الوطن في طريق تحقيق وإعادة الوحدة اليمنية يوم ال22 من مايو عام 1990م بزعامة ابن اليمن البار فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح الذي له الفضل بعد الله تعالى في لملمة جروح اليمنيين واحتواء كل الآثار الدموية والصراعات ليأخذ اليمن إلى بر الأمان.. هذا ما يجب أن يقال للتاريخ وللأجيال بأن أحداث 13 يناير 1986م كانت المأساة الحقيقية التي سادت في حقبة التشطير بسلسلة من الصراعات الدموية والتي لم تتوقف إلا بعد أن أنجز الوطن الوحدة اليمنية عن طريق التوافق السياسي، وهذه المرحلة حمل رايتها باني نهضة اليمن الحديث فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح - رئيس الجمهورية - حفظه الله، الذي بحنكته السياسية أقفل كل أبواب الصراعات والاقتتال بتمسكه بالحوار لتجنيب اليمن التمزق والشتات.. فكان العاقل والحكيم صاحب الحكمة لإسكات الفتن بتلك المواقف الكبيرة التي سار في موكبها اليمن واليمنيون إلى يمن ال22 من مايو عام 1990م.. ولهذا لن يرجع اليمن إلى الوراء، ومثلما دافع الشعب اليمني على وحدته في حرب الانفصال، فإنه قادر أيضاً على إسكات تلك الأصوات النشاز مهما كانت التضحيات.
13 يناير التاريخ الأسود
الأخ دهمس أحمد أحد الشخصيات الشبابية بمحافظة أبين تحدث إلينا عن ذكرى أحداث 13 يناير الدموية، قائلاً:
- لقد فُجعنا في ذلك اليوم المشئوم والدموي الذي افتعلته القبائل الماركسية، والتي كانت تحكم المحافظات الجنوبية والشرقية من أجل الحفاظ على كراسيها المهترئة، حيث أقدمت هذه الشلة الحاكمة على ارتكاب أكبر الجرائم المأساوية بحق خيرة رجال وشباب الوطن في مجزرة دموية استمرت أكثر من عشرة أيام، جرى فيها ارتكاب أشنع المجازر بحق الأبرياء من قبل طرفي الصراع السياسي آنذاك، وبالهوية ودون أن يعرف هؤلاء سبباً لهذه الإعدامات الجماعية.. وهنا أروي فاجعتي وإخوتي بأخي الأكبر محمود دهمس أحمد، الذي انتقل من عمله المدني في محافظة أبين «الإدراة المحلية» إلى السلك العسكري، وبالذات فيما يسمى جهاز أمن الدولة، وكانت فترة خدمته في هذا العمل لا تتجاوز ثمانية أشهر قبل 13 يناير، حيث كان في معسكر الصولبان، وتفجر الوضع هناك، وحسب الإفادات التي تلقيناها فإنه تنقل في مدينة عدن في بعض الأماكن لمدة عشرة أيام وتم اعتقاله بعد هذه الأيام من قبل الطرف المنتصر في الصراع وهو ما سمي آنذاك الطفحة، وكنا نتوقع بأنه سيكون ضمن المتعلقين، حيث بحثنا عنه في جميع السجون حتى وصلنا إلى الضالع ولم نجد جواباً شافياً عن أخينا وقد كنا نشاهد عبر شاشة تلفزيون عدن بعد فترة طويلة من الأحداث الإفراج عن عدد من المحتجزين وأهاليهم تستقبلهم وهم ينزلون من على الباصات ويعانقهم أهلهم وذووهم، وكنا نتمنى أن يكون أخونا أحدهم، وطالت الفترة علينا وبعد يأسنا أوكلنا أمرنا إلى الله، بعد أن يئسنا من الجهات المسؤلية التي تسلمت الحكم بعد الانتصار، فلم نجد لديهم أي حل، حتى أولاد الشهيد لم يتم صرف رواتبهم إلا بعد مرور فترة تجاوزت السنة، وكان المرتب ضئيلاً جداً، حيث اعتمد له معاش 70 % فقط بعكس شهداء الطرف الآخر الذين منحوا معاشات وترقيات وتكريمات وعقدت لهم الاحتفالات، ونحن وأهلنا نحمل حسرتنا على أخينا الذي ذهب دون ذنب اقترفه في هذا اليوم الأسود.
تسامح.. حق يُراد به باطل
كما تحدث إلينا في هذه المناسبة الأخ محمد عباد سالم أحد الشخصيات الاجتماعية في منطقة المخزن قائلاً:
- أحداث 13 يناير تعتبر ذكرى مأساوية بكل ما تحمل الكلمة من معنى لأنها جاءت بأحداثها الدموية بكوارث وويلات على أبناء شعبنا اليمني في الشطر الجنوبي من الوطن سابقاً من قبل قوى السلطة المتصارعة على الحكم والتي أجرمت بحق الكثير من المواطنين الأبرياء والقادة والكوادر الذين حصدتهم فرق الموت دون أدنى ذنب اقترفوه.. لقد فقدت المدن والقرى العديد من أبنائها الذين يجهلون اليوم مصيرهم وأين تم دفنهم؟ إن هذه الأحداث يجب أن تقف الدولة اليوم لتسأل هؤلاء المتصالحين والمتسامحين أنهم حقاً يبحثون عن الحق والحقيقة، وإلى أين هم ذاهبون بهذه المسرحية التي نشعر أنها قضية حق يراد بها باطل، فالأمهات والآباء والإخوان الذين ذهب أبناؤهم هم من يحب أن تبذل هذه القوى الجهود من أجل أن التئام جراحهم خلال تلك السنوات الماضية بلم الصف والعمل على رفع أوضاعهم ومن يعولونهم، لا أن يذهبوا بالبلاد إلى أوضاع يعلم الله أين سنكون فيها خاصة أن الفوضى والاضطراب عندما تبدأ لا نعرف متى تنتهي..؟! فنحن قلقون على أوضاعنا اليوم من هكذا تحركات مشبوهة تريد إعادتنا إلى أوضاع الماضي الأليم وانقلابات الرفاق المشئومة.
الشعب مع الوحدة
وقال الأخ علي محمد الدماني:
- إن ذكرى أحداث 13 يناير ذكرى مأساوية، نتمنى ألاتتكر في أرضنا اليمنية مرة أخرى، لأن آثارها كبيرة ومازالت إلى اليوم.. والحمدلله أن الوحدة اليمنية جاءت لتمسح دموع الأمهات والآباء الذين ظلوا محرومين من لمسة حنان ورعاية الدولة في ظل الحكم الشمولي.. وتم معالجة أوضاع هؤلاء باللفتة الكريمة من فخامة الرئيس علي عبدالله صالح.. وما هو مطلوب هو العمل نحو رص الصفوف ومعالجة أوضاع البلاد بالحوار والعمل الجدي نحو تصحيح أوضاعنا الاقتصادية والاجتماعية وتغيير واقعنا بحق لا بالبحث عن الصراع والاختلاف.. وهذه اللقاءات التي تذهب بأصواتها النشاز للحديث عن الانفصال والفرقة يجب أن تسكت وتخرس لأن الناس شبعت شعارات وخطابات ظلت عقود طويلة تنتظر نتائجها وكانت هذه الخطابات والشعارت عبارة عن انقلابات وتصفيات ثورية يدفع ثمنها الشعب المسكين .. فنحن مع الوحدة والاصلاح الحقيقي والبناء لا مع الهدم والشعارات الزائفة التي أكل منها الشعب ويلات الدماء والدمار.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.