الخلاف سنة من سنن الله في الحياة، نظراً لاختلاف كل فرد عن غيره من حيث الإدراك والفهم، لكن المشكلة أن يتحول هذا الخلاف إلى فكر قاتل، أو مفهوم يشوّه جمال الحياة الإنسانية، وقد وضع الإسلام قواعد وضوابط لهذا الخلاف، حتى لايؤدي إلى تمزيق النسيج الاجتماعي، وتصحر القيم الإنسانية والتهوين من القضايا الكلية والحقيقية والتهويل للأمور الجزئية والوهمية. ومن هذا المنظور فهناك ثوابت ومتغيرات أو أصول وفروع والخلاف يأتي نتيجة للاجتهاد في كيفية التعامل مع المتغيرات ومايرتبط بها أو في مسائل الفروع ومايتصل بها أما الثوابت والأصول فلا مجال للنقاش فيها أو حولها تحت أي مبرر أو مسمى، وعلى هذا الأساس فالوحدة والأخوة من الثوابت والأصول الإسلامية والاجتماعية والإنسانية والوطنية، وأي خلاف حول بعض القضايا الجزئية والبسيطة ينبغي أن لايتجاوز السقف والخطوط الحمراء. ويأتي هنا دور الأسرة والمدرسة والحزب والمسجد والمنظمة، والمؤسسة والصحيفة، والتلفزيون، في تنمية الوعي بالثوابت والأصول، والمتغيرات والفروع، وبمفاهيم الديمقراطية والتعددية السياسية وحرية التعبير وآداب الخلاف وضوابطه وقواعده حتى لايكون بمقدور البعض خلط الأوراق وتمرير وتسويق بعض المفاهيم التي توحي بالرحمة وفي باطنها العذاب، ولكي تكون قادرة على الاستعصاء أمام كل الدعوات والأفكار التي لاتنسجم مع قيمنا الاجتماعية وثوابتنا الإسلامية والوطنية. كلية التربية جامعة تعز