يعلق المجتمع آمالاً كبيرة على الشباب في غرس مفاهيم الوحدة الوطنية والحفاظ عليها والحد من استهدافها أو المس بها باعتبارها تشكل العنصر الأساسي في أمن واستقرار الوطن وحركة اقتصاده ودفعه إلى الأمام.ويعول الكثير على الشباب في حماية أمن واستقرار الوطن باعتبارهم الشريحة الأكبر في المجتمع والتي تشكل ما نسبته 54 بالمئة من السكان حسب الإحصائيات غير الرسمية والإسهام في تعزيز روح الانتماء والوعي الوطني وقيم الاندماج والتوحد بين أبناء المجتمع. وكالة الأنباء اليمنية /سبأ/ استطلعت آراء الشباب وبعض المختصين والمعنيين بقضايا الشباب حول دورهم في حماية الوحدة الوطنية والحد من استهدافها. وكيل وزارة الأوقاف والارشاد لقطاع الحج والعمرة الشيخ حسن الشيخ أكد أن دور الشباب في الحفاظ على الوحدة الوطنية مهماً وفاعلاً ومؤثراً وليس ذلك فحسب بل في مختلف نواحي الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسلوكية والأخلاقية ومنها حماية وترسيخ دعائم الوحدة بين أبناء الوطن . مشيراً إلى أن تقدم الشعوب وتطورها مرهون بالشباب باعتبارهم الشريحة الكبرى في المجتمع. وقال: " لاشك أن الوطن يمر بتحديات كبيرة لاستهداف الوحدة بين ابنائه وذلك باستغلال عدة قضايا وتجنيدها ضد مصلحة الوطن العليا لكن على الشباب مواجهة تلك التحديات بكل عزيمة واصرار وإرادة وأخذ العبرة بما يدور على أمتنا من محاولة لتمزيق صفها واستهداف عقيدتها ". واضاف قائلاً " توجد باليمن تجاوزات ومظالم والتي يجب على قيادتنا السياسية ممثلة بفخامة الرئيس علي عبدالله صالح التنبه لهذه الحقوق بإعادتها لأصحابها وايصالها الى أهلها لكن ليس معنى ذلك ان التعبير عن تلك الحقوق والمظالم يتم بالعنف والانفعالات وتمزيق وحدة الصف الوطني بل هناك قنوات اخرى يستطيع الناس إعادة كل شيء إلى نصابه".ولفت الشيخ إلى تلك التصرفات العشوائية التي افتعلها قلة من الناس حول قضية المتقاعدين استغلها ضعفاء النفوس لتأجيج الوضع داخل الوطن لخلخلة الوحدة بين أبناء الوطن الواحد وتحقيق مآرب وأغراض خارج نطاق تلك الحقوق التي يطالبون بها .. معتبراً أن تلك الأغراض اتضحت للعيان بأنها ما ان تسد ثغرة حتى تفتح ثغرة أخرى. وأشار إلى أن الشباب يعول عليهم المجتمع كثيرًا بعد الله تعالى أن يكونوا حماة الامة واستقرارها وامنها وتطورها وتقدمها كون الأمن والاستقرار منبع ابداع الشاب للبناء والتنمية مستدلاً على ذلك بقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم الذي يقول: " من اصبح آمنًا في سربه معافى في بدنه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها " والأمن والاستقرار احدى عناصر الحديث الشريف لتقدم الامة وتطورها.واردف قائلاً :" دور الشباب ليس محصوراً على التحصيل العلمي والبناء الجسدي والتنمية الفكرية باعتبارها أموراً مطلوبة لكن واجب الشباب بناء الحياة الانسانية البعيدة عن كل المؤثرات الشخصية والمعايير المناطقية والقيم الخارجة عن إطار قيم الأمة القائمة على الحق والعدل والصدق".. مشيراً الى أن الأمة بشبابها تثبت أقدامها وترسخ مبادئها وتتوحد كلمتها وتقوى مواجهتها امام اعدائها الذين ينالون من امنها واستقرار وحدتها. واكد وكيل وزارة الاوقاف والارشاد الشيخ حسن الشيخ ان الوزارة تولي اهتماماً كبيراً بوحدة الصف الوطني ووحدة الأمة عبر الخطب المنبرية.وقال:" إن الخطباء في اليمن معظمهم شباب ونحن دائماً نوجههم الى دعوة الامة للم شملها وجمع كلمتها ليس ذلك في بلادنا فحسب بل للامة جمعاء انطلاقاً من قول المولى تبارك وتعالى:" يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن الا وانتم مسلمون" وقوله تعالى:" واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا " آل عمران الآية " 102 وعملاً بقول الرسول عليه الصلاة والسلام " مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد اذ اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى". من جانبه يؤكد الوكيل المساعد لوزارة الشباب والرياضة لقطاع الشباب أحمد العشاري ان الشباب حجر الزاوية في عملية تكريس الوحدة الوطنية وتعزيزها وتعميق جذورها بين مختلف فئات المجتمع اليمني .. مشيراً الى ان الملتقيات والمنتديات الشبابية والانشطة والفعاليات التي تقيمها الوزارة والتي تستهدف الشباب اقتصادياً واجتماعيًا تعزز من الولاء الوطني فيما بينهم وتغرس المحبة والسلام في نفوسهم.وقال العشاري:" ان وزارة الشباب والرياضة لا تألو جهدًا في تسخير امكاناتها ودعمها المادي لاقامة انشطة وبرامج خاصة بالشباب لتدريبهم وتأهيلهم علميًا وثقافيًا على اجهزة الحاسوب واللغات من خلال المنتديات الثقافية والملتقيات الشبابية والمراكز الصيفية التي تساعد على إطلاق طاقاتهم الابداعية في مختلف المجالات ". وأشار إلى ان الوزارة شكلت لجنة مكونة من جميع الوزارات لاعداد برنامج توعوي وثقافي عام وشامل على مستوى الوطن يركز في مضمونه تعريف الشباب بأهمية الوحدة والانتماء والهوية والشخصية الوطنية .. مؤكداً ان قضية الوحدة الوطنية تعني الشباب بدرجة أساسية اكثر ما تعني المجتمع باعتبار أن المستقبل سيكون لهم. ونوه بأن خطة الوزارة للعام الجاري تتضمن برامج ثقافية وعلمية ورياضية ومنتديات وملتقيات شبابية وتأهيل وتدريب كوادر على اجهزة الكمبيوتر واللغات والمواد العلمية .. مشيراً الى تنظيم عدد من المحاضرات الدينية والوطنية المعنية بالولاء الوطني والهوية الوطنية من خلال المراكز الصيفية لاسهام الشباب في الابداع والابتكار في العملية التنموية للوطن. اما عضو مجلس النواب الشيخ حميد محمد شعبين فيشير الى ان الشباب هم العمود الفقري للوحدة الوطنية كونهم يمثلون عنصراً هامًا في المجتمع والتنمية .. مشيراً الى ضرورة الاهتمام بشريحة الشباب ودفعهم الى المدارس والجامعات والمعاهد وتدريبهم وحل مشاكلهم حتى يكونوا شباباً صالحين محافظين على مقدرات ومكتسبات الوطن والتي بناها وعمل على ايجادها منذ ال 22 من مايو 1990م.وقال شعبين :" مجلس النواب له دور كبير في التوعية الوطنية وغرس مفاهيم الولاء الوطني بين مختلف شرائح المجتمع بما فيهم الشباب من خلال تعريفهم بأهمية الوحدة وانجازاتها ومستقبل الوطن في ظلها " .. منوهاً بأن لجنة التعليم والشباب بمجلس النواب تعمل على استقبال شكاوى الشباب وتقضي اجراءات حلها وايجاد بدائل لها كما أنها تقوم بزيارات ميدانية الى مكاتب الشباب والتعليم العالي بالمحافظات وتحثهم دائماً لتدريب وتأهيل الشباب حتى يكونوا قادة رأي وعنصراً فاعلاً في التنمية . ويرى عميد كلية الإعلام الدكتور محمد عبدالجبار سلام ان الشباب هم الركيزة الاساسية الوحيدة التي تعتمد عليها الامم والشعوب في حماية وحدتها ومجدها وتأريخها وحضارتها وصناعة مستقبلها وبناءها وتطويرها وتقدمها وزدهارها .. مشيرًا الى المسؤولية التي تقع على عاتقهم تجاه الشعوب في حركة اقتصادها وتطورها وازدهارها وتنمية مواردهاواكد سلام ان الشباب صمام امان الوحدة الوطنية باعتبارهم صناع المستقبل وعماد التنمية وأحد أجيال الوحدة الواعدين للوطن بالخير والنماء .. منوهاً بانجازات الوحدة اليمنية المباركة والتي يلمسها كل مواطن ويشهد لها جميع الناس .وقال عميد كلية الاعلام " إن الوطن اليوم ينعم بالوحدة بين كل ابنائه ومختلف شرائحه الاجتماعية وكذا نعمة الامن والاستقرار التي نقلت الوطن نقلات نوعية من التطور والنماء بالرغم من الصعوبات التي واجهت الوطن ومازالت الى الآن تعيق حركة الاقتصاد وتعطل مساراته. لافتا الى دور مخرجات التعليم بالمدارس والجامعات العلمية المنتشرة في انحاء الوطن في تنشئة الاجيال وتعليم الشباب على حب الوحدة الوطنية والحفاظ على مبادئها.واشار الى ان كلية الاعلام احدى الكليات العلمية والثقافية التي تعمل على تنفيذ مصفوفة برنامج فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية الانتخابي في ترسيخ دعائم الوحدة الوطنية بين الشباب والطلاب الدارسين فيها من خلال المحاضرات العلمية والثقافية الهادفة. ويشير رئيس اتحاد شباب اليمن بمحافظة عدن منصور الحريري الى ان دور الشباب في الحفاظ على الوحدة الوطنية يكمن في نشر المحبة بين أبناء الوطن ورفض المناطقة والعنصرية فيما بين المجتمعات وتعميق أواصر الإخاء لدى الابناء وتوفير الحياة الاقتصادية السعيدة لكافة ابناء الوطن المعطاء .. مؤكدا واجب الشباب الديني والانساني حماية مكتسبات ومقدرات الوطن وامنه واستقراره باعتبار ذلك من مقومات الوحدة الوطنية.وقال الحريري: " ان من الحفاظ على الوحدة الوطنية نبذ العنف والشقاق والخلاف داخل الوطن ونشر لغة المحبة والسلام والتسامح والترابط والتكاتف بين المجتمعات باعتبار ذلك جزء من القيم الوطنية التي يحتاجها الناس جميعا .. منوها بأن الاسرة لها دور كبير وتقع عليها مسؤولية عظيمة في تنمية الوحدة الوطنية وغرسها في قلوب الابناء وتنشئتهم على قيم التصالح والتسامح. اما الشابان منير السوادي وتمام الفقيه الطالبان بكلية التجارة جامعة صنعاء أشارا إلى أن دور الشباب في حماية الوحدة الوطنية ينطلق من وحدة الأفكار والرؤى العلمية فيما بينهم وضرورة أن تكون الانشطة الشبابية والثقافية الهادفة احدى البرامج التي ترسخ مبادئ وقيم الوحدة بين أبناء الوطن. وبينا ان التعليم والثقافة لهما دور كبير في ترسيخ دعائم الوحدة الوطنية وغرس مفاهيمها بين الاطفال والشباب والفتيات .. مؤكدين ضرورة تدريس مناهج ومواد خاصة بالوحدة واهميتها في حياة البشر بالمدارس والجامعات لما لها من تأثير على أفكار الأطفال والشباب وكذا الفتيات. واعتبرت الشابتان الهام حمود وشذى حسن الطالبتان بكلية التربية جامعة صنعاء ان الشباب يمثلون أدوات أو فرسان التغيير باعتبارهم شركاء حقيقيين في عملية البناء والتنمية وتقدم وتطور الأوطان.واشارتا إلى ضرورة الاهتمام بالشباب والفتيات والعمل على تدريبهم وتأهيلهم علمياً وثقافياً وتشجيع وتكريم المبدعين والمبرزين حتى يتسنى لهم التأثير على المجتمعات بخطر استهداف وحدة الصف الوطني واهميتها في حياة الناس. كما يشاطرهن الرأي الطالبان مازن عثمان وياسر عبدربه أن الشباب هم أداة لتغيير الأمة في حاضرها ومستقبلها .. مؤكدين ان دورهم فاعل ومؤثر داخل المجتمعات الامية خصوصاً وان شريحة الشباب أو الفتيات تعد من أكبر الشرائح الاجتماعية داخل الوطن، التي ينبغي أن يعطى الاهتمام بشبابها أكثر في مختلف المجالات