مدير المديرية : ماتتعرض له الآثار من طمس جريمة ضد التاريخ دعا أمين عام المجلس المحلي في مديرية حيس إلى الحفاظ على الصناعات الفخارية قبل انقراضها وهي أهم الصناعات الحرفية التقليدية داعياً الجهات الحكومية وغير الحكومية إلى الاتجاه لدعم وتشجيع الحرفيين أصحاب هذه الصناعات لما لها من خواص صحية وقيمة اقتصادية. وضمان استمرار إنتاجها يحافظ على أهم موروث حرفي لليمن. تميز جغرافي وقال الأخ يحيى طالب مغميرة الأمين العام للمجلس المحلي بمديرية حيس ان مديرية حيس مثلما تميزت بالصناعات الفخارية تميزت أيضاً بالموقع الجغرافي.. فهي تقع بالمثلث التهامي الرابط بين ثلاث محافظات وتتحكم في العديد من المداخل والمنافذ والطرق ذات الاستراتيجية بالاضافة إلى أن أبناء المديرية ما زالوا محافظين على تراثهم وعاداتهم التهامية وموروثهم الشعبي والصناعات الحرفية التقليدية منها على سبيل المثال اشتهار المديرية بالصناعات الفخارية التي تبقى منها بعض المعامل وبرغم كل الظروف وانصراف الناس إلى الصناعات الحديثة البلاستيكية الا أن أصحاب هذه الحرفة مازالوا يحتفظون بها.. وقد اشتهرت حيس بانتاج وصناعة الأواني الفخارية التي تستعمل في كافة الأغراض وهي ماتسمى عند عامة الناس في مختلف انحاء الجمهورية بالحياسي .. إلا أن هذه الصناعة والحرفة بدأت تنقرض تدريجياً لعدم وجود المشجعين لها؛ ولأن أصحابها بحاجة إلى من يقف إلى جانبهم ومساندتهم وعلى الجهات المختصة دعم هذه الصناعات وحتى يستطيع أصحابها والقائمون عليها الاستمرار في صناعتها والحفاظ عليها. سلوكيات الزنط الحيسي وحول الزنط الحيسي وارتباطه بسلوكيات أبناء المديرية قال: حيس عرفت ببلاد الزنط الحيسي ويضرب بها المثل في ذلك ولكن في حقيقة الأمر أهلها ليس بزناطين ولا يعرفون الزنط.. بل يمتازون بالطيبة وكذا بالبساطة والتواضع، وإنما هنا يقصد بالزنط نوعين من الزهور الأول هو عبارة عن نوع من الزهور امتاز بجمال مظهره ولونه الأحمر وهو الذي يضاف إلى عقود الفل فيزيدها جمالاً ولكن لا ريحة له يعني زناط بمظهره فقط ولذلك يطلق عليه بالزنط.. أما النوع الثاني ويقصد به نبتة تنتشر في القرى والأرياف وحول المدينة وهي تزهر وتخرج ثماراً منفوخة على الفاضي كلها هواء بحجم البرتقالة أو البطيخة الشمام الصغيرة وذات مظهر مغر وعند لمسها تتحول إلى هواء مثل البالونة ويطلق عليها «زنط» وبهذا نسب الزنط إلى حيس. مديرية تاريخية عريقة فيما تحدث الأخ عبدالولي عبدالله السنباني مدير عام مديرية حيس عن موقعها الجغرافي وأهميتها في التاريخ حيث يقول: مديرية حيس تعتبر من أقدم المديريات التاريخية وهي أقدم مدن تهامة وأقدم تاريخاً ونشأة من مديرية زبيد، وكانت في الماضي تسمى ويطلق عليها مدينة السلامة والتي ما زالت بقايا هذه المدينة قائمة وأطلالها موجودة كما عرفت هذه المدينة بأنها كانت محطة لاستراحة المسافرين والقوافل التي كانت تأتي محملة بالبضائع والبن اليمني الذي اشتهرت به اليمن ليتجهوا ويقصدوا ميناء المخا لتصديره فكانت حيس أو ما كانت تعرف بالسلامة محطة للاستراحة والتزود بما يريدون.. وللمديرية موقع جغرافي مميز فهي تقع في المنتصف تماماً مابين محافظة الحديدة ومحافظة تعز 136 كيلو متراً إلى تعز و136 كيلو متراً إلى الحديدة وهي تعتبر بوابة الحديدة الجنوبية وتطل علىها العديد من المحافظات ونقطة ربط بين ثلاث محافظات تعز والحديدة وإب وهي تعتبر المرتكز لمثلث تهامة فهي تحيط بها من الشمال مديرية جبل راس والجراحي من الجنوب مديرية مقبنة والمخا ومن الشرق مديرية العدين التابعة لمحافظة إب ومن الغرب البحر الأحمر ومديرية الخوخة فهي اذاً جبلية ساحلية، ويعود تاريخ بنائها لمؤسسها «حيس بن يريم بن ذي يزن الحميري السبئي، والذي يعد أحد الأمراء الحميريين.. وتطل على شواطئ هامة مثل أبو زهر والقطابة والمخا والخوخة ومنها ينطلق المسافر إلى الخوخة والمخا.. وهي من المدن الهامة في تهامة ومركز تسوق للعديد من المديريات المجاورة مثل جبل راس والبراشة والمضروبة والخوخة وبعض القرى المجاورة. المعالم الأثرية وحول أبرز معالمها وآثارها يضيف مدير المديرية قائلاً: تنتشر في مديرية حيس العديد من المواقع الأثرية الهامة والمساجد القديمة حيث يتوزع في نواحي المديرية أكثر من ثلاثين مسجداً قديماً.. وفيها العديد من القلاع والحصون الأثرية التي تعود لحقب زمنية قديمة.. وأيضاً لعهد الأتراك والمماليك الذين حكموا اليمن ومعظم منازلها قديمة وتزين واجهاتها بالنقوش والرسومات التي مازالت بارزة معالمها إلى اليوم ومعظم منازلها يتم رشها بمادة «النورة» والجبس الأبيض وتوجد في أطراف المدينة الكثير من القرى التي تحتفظ بكنوز أثرية هامة وتم التنقيب عنها من قبل البعثة الكندية واكتشفوا بعد التنقيب في قرية كيدة كهوف، وجدت فيها رسوم ومقتنيات أثرية وكتابات ستعود إلى العصر الحجري ورسومات للحيوانات وحروب وأوان أثرية وطلاسم ومن أشهر معالمها التاريخية الجامع الكبير الذي مازال محافظاً على هيئته وتكوينه وزخارفه وهو الجامع أو المسجد التوأم لجامع المظفر بتعز بنيا معاً في القرن السابع الهجري .. وهذا الجامع يعد تحفة معمارية رائعة التكوين وبه سراديب داخلية سرية تسمح بمرور المياه الخاصة بالأمطار فيها وفق خطة هندسية فائقة إذ عهد يوسف بن عمر «العاهل الرسولي» إلى أمير حيس في ذلك الوقت «مبارزين برطاس» بإنشائه فأكمل بناءه سنة 686ه وهو كذلك شبيه ونسخة بجامع أحمد بن طولون في القاهرة بمصر ويتكون هذا المسجد من ثماني قباب اسطوانية الشكل منها ست تقع في الجهة الغربية واثنتان في الجهة الشرقية وبها ثماني عرائش، وفي واجهات المسجد رسمت وكتبت عليها نصوص قرآنية للمصحف كاملاً وأخرى لأسماء الملوك وألقابهم في عهد الدولة الرسولية مكتوبة بخط النسخ وذات ألوان زاهية بعضها طمست آثارها نظراً للترميم الخاطئ غير المدروس.. كما انه قبل مجيئي لمديرية حيس وجدت القلعة الخاصة بالأتراك وبعض الأسوار والحصون قد تم هدم بعضها وإقامة مبنى المالية على أنقاضه وهذه جريمة ضد التاريخ يجب أن يعاقب مرتكبوها وكذا انقاذ ما تبقى من القلعة وأسوارها وحصونها. الواقع التنموي والخدمي وعن الواقع التنموي والخدمي في المديرية وما تحقق لها من انجازات أوضح السنباني قائلاً: أولاً في المجال التعليمي والتربوي فقد تم بناء ما يقارب من 41 مدرسة في المدينة والقرى والعزل التابعة لها تستوعب 11 ألف طالب وطالبة ويقوم بالتدريس في هذه المدارس من الجنسين قرابة 782 مدرساً ومدرسة وفي الآونة الأخيرة تم بناء مجمع 7 يوليو التربوي على حساب الصندوق الاجتماعي للتنمية بمبلغ تجاوز 60 مليون ريال وكذا في هذه السنة تم الانتهاء من المجمع التربوي الثاني وهو مجمع خولة التربوي بمبلغ وصل إلى 58 مليون ريال وقد كانت على حساب الصندوق الاجتماعي وبإسهام من المجتمع ومتابعة المجلس المحلي إضافة إلى أن هنالك العديد من المدارس ما زالت قيد التنفيذ.. ومن المشاريع كذلك المجمع الحكومي الذي يضم كل المكاتب التنفيذية وادارة المجلس المحلي بمبلغ يفوق المئة المليون. الطرقات وفي مجال الطرقات يجري حالياً العمل في الخط الدائري بتكلفة مليار ومائتي ألف ريال الذي أوقف العمل فيه منذ قرابة عدة أشهر وهذا المنجز سينعش المديرية وسيعمل على زيادة الحركة التنموية فيها وكذلك سوف نبدأ العمل في الخط الخاص بمدخل المدينة المزدوج مع الجزيرة وأعمدة الإنارة فيه والذي يكلف ما فوق الخمسين مليوناً وقد حصلنا على وعد من الأخ محافظ المحافظة القاضي أحمد الحجري على أن يتم استكمال الخط الدائري ومدخل المدينة في هذا العام وكذلك المشاريع المتعثرة سوف يبدأ العمل فيها من هذا العام. مستوى الخدمات الصحية وما يخص الوضع الصحي بالمديرية فالمديرية تمتلك مستشفى متكاملاً من وإلى وعيادات خارجية وسكناً للأطباء وماينقصنا إلا الكادر الصحي المتخصص في كافة الأقسام التي تفتقر إلى تواجد الكوادر الصحية وهذا من أبرز الاحتياجات التي تنقصنا لكي نعمل على تحسين الوضع الصحي بالمديرية والرقي بمستوى الخدمات الصحية.. كما ان المديرية حصلت على نصيب لا بأس به في ضم وتسجيل حالات كثيرة في الضمان الاجتماعي تصل إلى مافوق السبعة الآلاف حالة بالاضافة إلى الحالات المستجدة. الشباب والرياضة وفي مجال الشباب والرياضة فلديهم بيت الشباب الذي تم تجهيزه مؤخراً وقد شارك منتخب المديرية في المباريات على مستوى المديريات بالمحافظة وفاز وحاز على المركز لثاني.. وكذلك المرأة فقد استطعنا محو أمية قرابة ألف امرأة في السنة الأخيرة بالإضافة إلى النشاطات الخاصة بهم عبر جمعية تظلهم وتعمل على صقل مواهبهم في مختلف المجالات.