المطالبة بإفراد مساحة واسعة من الدراما لقضايا المرأة والشباب والطفولة عبر المشاركون في الملتقى الأول لكتاب الأعمال الدرامية الإذاعية و التلفزيونية عن عميق الوفاء و الامتنان لباني نهضة اليمن الحديث فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية مجددين العهد بأن يظلون على الدوام في ذات الخندق المنافح عن قيم الانتماء الوطني و الحضاري و الإنساني . و أكد المشاركون في توصياتهم الصادرة في ختام أعمال الملتقى أمس عن قناعتهم المطلقة في تمثل كل ما هو إنساني خلاق ينبع من القيم الأصيلة لديننا الإسلامي الحنيف الذي يدعو إلى التسامح و الإخاء و يرفض التعصب بكل أشكاله و يحرم الإرهاب و التطرف .. معتبرين ذلك رسالة نبيلة من شأنها خلق مزيد من الوعي المجتمعي الذي تقدر على تمثله الدراما باعتبارها الأقرب الى عقل ووجدان المستمع والمشاهد . كما أكدوا التزامهم الكامل بالثوابت الوطنية وفي مقدمتها الدستور و احترام سيادة القانون و التعددية السياسية و الحزبية وحقوق و حريات الإنسان و التداول السلمي للسلطة و التمسك بقواعد و أخلاقيات الممارسة الديمقراطية الهادفة إلى تمتين الوحدة الوطنية و بما من شأنه تقدم الوطن و سيادته و استقلاله .. مشددين على أهمية الأعمال الدرامية التي تجذر قيم الانتماء الوطني والعربي والإسلامي والإنساني واستلهام كل ذلك في أعمال إبداعية تستهدف مقاومة الاستلاب من الوافد الفضائي الذي يأتينا مليئاً بالمحاذير الأخلاقية ويخدش الذوق والحياء ويخل بقيم الأسرة والمجتمع . و طالب المشاركون بضرورة تعزيز دور المرأة من خلال معالجات درامية تبرز فاعليتها كإنسانة أولاً لها حقوق وعليها واجبات بما يؤكد التعبير عن قضاياها وتطلعاتها وتمكينها من المشاركة السياسية و الثقافية والاقتصادية ومساواتها في هذا المضمار كشريك لأخيها الرجل وفق بنية درامية . داعين إلى إفراد مساحة واسعة من الدراما تستهدف فئة الشباب وقضاياه و تطلعاته بما يؤدي الى تعزيز دورهم في البناء والتنمية ويدفعهم الى حب العمل وقيم الفضيلة ويرسخ في وجدانهم ثوابت الانتماء الأصيل بعيداً عن الغلو والتطرف و كل ما من شأنه إقلاق السلم الاجتماعي . وأوصى المشاركون بضرورة العمل على ايجاد كتابة درامية تعني بالطفولة و تخاطب عقل ووجدان الطفل برؤية فنية ذات مضامين راقية تغرس قيم الفضيلة وتجذر هوية الانتماء الديني و الوطني وتنمي مدارك الطفل ومواهبه الابداعية. ودعا المشاركون في الملتقى الى اهمية التخطيط لإنتاج أعمال درامية متميزة بعيداً عن الأعمال الموسمية التي اتسمت غالباً بالعشوائية والارتجالية والنمطية . كما أكد المشاركون في الملتقى أهمية توفير الدعم المالي السخي لإنتاج دراما نوعية قادرة على المنافسة و الابداع وعلى ضرورة تجاوز القصور الفني و التقني في إنتاج الأعمال الدرامية و توفير بنية أساسية تشكل منطلقا لتجويد الأداء في هذا المنحى و تلبي الطموحات المستقلة . و في هذا الصدد أوصى الملتقى بإيجاد هيكلية إدارية تتناسب و الامكانات المتاحة، وتحقق قدراً من الاستقلالية المالية و الادارية في اتخاذ القرارات الصائبة للعملية الانتاجية الهادفة الى الاستثمار وتلبية رغبات المستمعين والمشاهدين . و دعا إلى ضرورة ايجاد شراكة انتاجية تحقق انتاجاً درامياً مشتركاً وتفعيل أية اتفاقيات وعمل مشترك في هذا الجانب و تطوير الكفاءات من العناصر البشرية في كافة مراحل الانتاج الدرامي و ايجاد الكادر النوعي المتخصص في النواحي الفنية والإدارية و اقامة الدورات التدريبية المتخصصة . و حث الملتقى على تشجيع الكتاب في مجال الدراما من خلال التعامل المؤسسي القادر على منحهم أجور التأليف بالشكل المرضي والمشجع واقامة دورات تدريبية لتطوير مهارتهم في كتابة السيناريو والعمل على ايجاد قنوات انتاج مشترك بين المؤسسة و القطاع الخاص والاستفادة في هذا المضمار من تجارب الدول الشقيقة . وطالب المشاركون بضرورة ايجاد تنسيق مشترك بين وزارتي الإعلام والثقافة لإصدار مجلة فصلية تعني بالكتابات السردية والأعمال الدرامية وتقديم الجوائز التشجيعية المحفزة لكتابة الدراما بكل مقوماتها الفنية والموضوعية من خلال لجنة خاصة تعني بذلك وتشجيع المسرح التلفزيوني وتقدم الأعمال المسرحية في هذا الجانب و الاستفادة القصوى من المخزون المسرحي الذي يحتاج الى غربلة و إعادة إنتاج تتوافق وخاصية العمل التلفزيوني شكلاً ومضموناً . كما أوصوا بالبحث الجاد عن الأعمال الدرامية للأدب اليمني كالرواية والقصة وإنتاجها كعمل تلفزيوني و إذاعي و إنشاء مكتبات في القنوات الإذاعية و التلفزيونية تختص بالأعمال السردية لتمكين المختصين من الاطلاع عليها لاختيار ما يمكن انتاجه درامياً وإحياء المكتبة الدرامية في الإذاعة والتلفزيون من خلال برنامج شامل لترميم و إعادة عرض الأعمال المسجلة و توسيع لجنة النصوص الدرامية لتشمل الكتاب المختصين في هذا الحقل بما يحقق أهداف الملتقى . و عبروا عن تقديرهم لحسن الإعداد والتنظيم للملتقى، داعين إلى ضرورة اعتباره تقليدًا سنوياً على ان تطور آلياته بحيث يتحول الى مهرجان درامي شامل يكرم من خلاله المبدعين المتميزين في هذا الحقل على مختلف التخصصات في العملية الإنتاجية وتنوع آفاق الإنتاج الدرامي بحيث لا يقتصر على المسلسلات الطويلة . وأوصوا بوضع آلية عمل مناسبة تشترك فيها الجهات المختصة في ديوان المؤسسة العامة للاذاعة والتلفزيون وقطاعاتها لتنفيذ هذه التوصيات.وكان وزير الإعلام حسن أحمد اللوزي قد رأس على هامش الملتقى لكتاب الدراما الإذاعية والتلفزيونية صباح أمس جلسة عامة للاستماع الى تجارب عدد من الفنانين و المخرجين والمؤلفين من ضيوف الملتقى العرب واليمنيين. و في الجلسة أكدت وكيلة وزارة الثقافة لقطاع الفنون والمسرح نجيبة حداد أهمية هذا الملتقى باعتبار أن الأعمال الدرامية تحتاج الى وقفة تقييمية بهدف التواصل و الارتقاء بمستوى هذه الأعمال. و طالبت بضرورة الوقوف والتقييم لفتح آفاق رحبة بالحوار والنقد البناء أمام أهم مشكلات ومعوقات الفنان والعمل الدرامي و الممثل والمخرج وديكورات الأعمال والمؤتمرات الفنية وأدوات العمل وتقنية العصر .. مشيرة الى اهمية الاستفادة من المبدعين العرب المشاركين في الملتقى بهدف تطوير العمل الدرامي الإبداعي الناهض بالإنسان والأمة العربية والإسلامية. و استمع المشاركون في الجلسة العامة إلى تجارب عدد من النجوم العرب ومنهم المخرج والممثل السوري ياسر العظمة ووداد الكواري والمؤلف المصري أحمد خضر ومدير مدينة الإنتاج الاعلامي المصري سيد حلمي السيد والمخرج السعودي عبدالخالق الغانم والفنان السعودي حبيب الحبيب ومحمود علي صلاح وأحمد البرمادي من الإمارات الذين تحدثوا عن واقع الدراما العربية وأهمية النهوض بها والاستفادة من تجارب الدراما العربية فيما بينها. كما تحدث في الجلسة عدد من الكتاب والمخرجين ومؤلفي الدراما اليمينة عن كيفية النهوض بها وتسويقها الى القنوات العربية للتعريف بواقعها ومن خلالها بتراث وتقاليد الشعب اليمني. وكان الملتقى قد ناقش على مدى يومين أربعة محاور حول الكتابات السردية في اليمن وتحويلها الى سمعية وبصرية ، والدراما وشروط انتاجية اذاعياً وتلفزيونياً، وأولويات القضايا التي تعالجها الدراما ، وواقع الدراما في اليمن.. تخللتها 30 مداخلة قدمها عدد من المؤلفين والمخرجين والفنانين اليمنيين وعدد من نجوم الفن العربي.