يظل البحث عن الأفضل والأجدى هو هم الإنسان في كل الظروف والأحوال وبالذات من الأمور التي تتصل وتؤثر في معيشته، وربما كان هذا هو دافع وزارة الصناعة والتجارة في تبني خطة عملية لإيجاد بدائل للخبز من جراء الاختناق الحاصل في مادة القمح عالمياً مما بدأ يؤثر على أسواقنا المحلية، كما هو حال جميع الدول المستوردة للقمح، وقد تجلت خطة الوزارة في أبعادها الإيجابية التي تصب في خدمة المواطن وذلك من خلال إعادة الروح إلى صناعة خبز أبائنا وأجدادنا، صناعة الخبز الأسمر أو الأحمر والمشهور في اليمن ب «خبز البُر» لما له من فوائد صحية وقيمة غذائية. يشير الأطباء وخبراء التغذية في العالم إلى أهمية تناول الخبز الأسمر لما فيه من أهمية غذائية وصحية، فهو يفيد الإنسان ويساعده على تكوين أجهزة مناعية تساعده على الوقاية من أمراض العولمة الجديدة المتمثلة بمعلبات الأغذية الجاهزة المليئة بالمواد الكيماوية ،بعض المواد المحسنة التي لا يعرف عنها الإنسان أي شيء ولم يسمع بها، وما هي، وما هو تأثيرها على الجنس البشري، وربما هي من إفرازات الهندسة الوراثية التي جاءت بها العولمة. ناهيك عن الأطعمة الجاهزة ومطاعم الخدمة السريعة التي انتشرت في البلد ويرتاداها الكثير من العوائل والشباب وأعمار أخرى دون الانتباه إلى مخاطر بعض الأطعمة التي تقدمها للمستهلك، لأن الهدف الرئيس لمحلات المعلبات والأطعمة الجاهزة التي تغري المستهلك عرض أنواع مختلفة ومغربة من هذه المعلبات التي تحتوي مواداً كيماوية ومحسنات صناعية من الصعوبة معرفة مكوناتها بل نجهلها في كثير من الأحيان ، أما المطاعم التي تقدم الأكلات الجاهزة فإن مهمتها تقديم أطعمة لذيذة تجذب الزبون دون معرفة تأثيره السلبي على صحته، وهنا تأتي حاجة الإنسان للبحث عن دواء «جديد» ورخيص ومتوفر يساعده في التصدي والدفاع عن الأوبئة الفتاكة التي تهاجمه والتي ترده بواسطة هذه المعلبات المغرية والأطعمة الجاهزة، لذا صار من الضروري أن نتحسب لأطعمة العولمة الجديدة والطارئة على مجتمعنا وخلق وتكوين أجهزة مناعية تحمي الإنسان منها، فما هو هذا الجهاز المناعي وما هو هذا الدواء الجديد والمتيسر «ومثلما هو جديد هو قديم حيث كان الغذاء المفضل للأنبياء والأجداد والآباء أنه الخبز الأسمر أو الخبز الأحمر أنه «خبز البُر» الذي يخدم الكبير والصغير والطفل، والعليل والسقيم. ولكن لماذا هذا الإصرار من قبل خبراء التغذية والأطباء على اعتماد هذا الخبز المصنوع من القمح الكامل والذي نطلق عليه «الأسمر» وأفضليته صحياً على الخبز الأبيض؟ في الواقع هناك ميزتان أساسيتان بين الخبز الأسمر والأبيض: الميزة الأولى تكمن في التصنيع والثانية في القيمة الغذائية فالطحين أو الدقيق يصنع من نبات القمح، والقمح يتكون من: 1 النخالة. 2 وجنين القمح. 3 وطبقة نشوية تدعى الأندوسبرم. وهذه الأجزاء الثلاثة تحتوي على العناصر الغذائية المهمة، وإذا بقيت هذه المكونات كما هي عند طحن القمح، فإننا نسميه طحيناً أو دقيقاً كامل القمح، أما الدقيق الأبيض فهو يصنع من القمح بعد إزالة النخالة وجنين القمح ولا يتبقى سوى الطبقة النشوية ما يجعله يفتقد ثلاثين عنصراً غذائياً مهماً للجسم منها الألياف والفيتامينات والحديد، كما أن هذه الطبقة النشوية تتحولفي نهاية الأمر إلى سكر يخزن في الجسم على شكل دهون، ولهذا الفارق تأثير كبير على صحة الإنسان، إذ أن إزالة النخالة وجنين القمح يفقد الألياف المهمة والتي لها فوائد جمة على صحة الإنسان لأنها تساعد في عملية الهضم وخفض امتصاص الدهون، كما أنهاتحمي القولون من الإصابة بالسرطان، وقد أكدت كثير من الدراسات أن الأشخاص الذين يتناولون أطعمة تحتوي نسبة عالية من الألياف يكونون أقل عرضة للإصابة بالجلطات القلبية والدماغية. كما وتوصل العلماء إلى أن إضافة الخبز ذي الحبوب الكاملة إلى نظام الإنسان الغذائي تؤدي إلى الوقاية من الإًصابة بمرض السكري «النوع2» كما يخفف من احتمالات الإصابة ببعض أنواع السرطان وأمراض القلب. ويرى خبراء التغذية أيضاً أن الخبز الأسمر ولما يحتويه من النخالة فهو واحد من أهم المركبات الغذائية الهامة التي تزود الجسم بالكثير من حاجاته الضرورية كما أنه يمتاز بعلاج بعض الأمراض الخطيرة كالسكري والكولسترول والإمساك وعسر الهضم، ويحتوي هذا الخبز على مستويات أقل من السعرات الحرارية الموجودة في الخبز الأبيض حيث تقل نسبة السعرات الحرارية كلما زادت نسبة النخالة والتي لها فوائد كثيرة ومتعددة كونها من الألياف الغذائية سهلة الهضم والتي تساعد على سهولة حركة الأمعاء وسهولة إخراج الفضلات وتقليل بقايا الفضلات في الجسم، وهذا يحول دون الإصابة بالإمساك أيضاً كما وتساعد هذه الألياف على خفض مستوى سكر الدم عند مرضى السكري بشرط الاستمرار في استخدامه، ثم تساهم في تعديل مستوى دهون الدم مثل البليسيدات الثلاثية والكولسترول، أما بالنسبة لزائدي الوزن فإن النخالة تؤثر على دهون وسكر الدم حيث تعمل على عزل الدهون الغذائية وتعوق امتصاص بعضها، ويشير الباحثون إلى أن الدور الأكثر أهمية للألياف في خبز الأسمر «خبز البُر» هو أنها تحلل بواسطة البكتيريا في القولون وتنتج أحماضاً دهنية قصيرة وهذه الأحماض تلعب الدور الأساس في التحكم في دهون دم المريض أو البدين، وقد وجد أن كل أنواع النخالة وكل الأطعمة الغنية بالألياف تلعب دوراً هاماً في عملية التحكم في الوزن حيث إنها تعطي إحساساً بالشبع دون تناول كميات كبيرة منها، مما يفسر سبب انخفاض الإصابة بالسرطان والنوبات القلبية الناتجة عن السمنة عند الشعوب التي يحوي نظامها الغذائي كميات كبيرة من الألياف. وقد تأكد علماء التغذية أيضاً أن النخالة في الخبز الأسمر تقوي الأعصاب والدماغ وأجهزة التناسل والدم والعظام والأسنان والشعر وتعدل وظيفة الغدة الدرقية وتنشط العصارات الهضمية وتحفظ الجسم من عدة أمراض وتعطي الحيوية والنشاط. كما أنها تقي من الإصابة بالتهاب «الردب» وهو مرض معوي يتميز بالتهاب أكياس بارزة من جدران القولون. وهي مفيدة جداً للأشخاص الذي يعانون من البواسير، أما زيادتها عن الحد المقرر فله نتائج خطيرة على صحة الإنسان. كما واثبت العلماء أن الخبز الأسمر يقي الإنسان ومعدته من أي تسمم، حيث إنه القمح الأسمر وبعد تناوله يذوب سريعاً جداً في الدم، بعد ذلك يعمل على تكوين غشاء كروي حول أي مادة من شأنها أن تكون سامة في المعدة ويطردها للخارج كما هي وبدون أي ضرر للمعدة أو الدم. كما وأن للخبز الأسمر مهمة أخرى في حماية الإنسان من فقر الدم وفي نفس الوقت هو واق رئيس من سرطانات المعدة، وله دور في التخفف من آلام قرحة المعدة وفي الجانب الآخر فهو يفيد في علاج وتقوية الأعصاب، إضافة لما تقدم فخبز البُر يغذي الجسم بالسكر الطبيعي غير الضار وذلك لاحتوائه على «سكر نقي وخالص». أما العظام فيغذيها بنسبة لا بأس بها من الكالسيوم، لذلك؛ ينصح به كمادة رئيسة في الغذاء أكثر من الخبز الأبيض. الخبز الأسمر دواء مما تقدم فالخبز الأسمر دواء متعدد الأغراض، وينصح الأطباء بتناوله والمواظبة عليه فهو يقي الإنسان من الأمراض ويغني عن تناول الأدوية لاحتوائه نسبة عالية من فيتامين «ب» والأملاح المعدنية المهمة للجسم فضلاً عن البروتين النباتي والألياف. التي يخلو منها الدقيق الأبيض كما أن النخالة التي توجد الخبز الأسمر تفيد في تهدئة السعال والزكام والحموضة. الخبز الأسمر وقاية للأصحاء وقد ثبت علمياً بأن تناول الخبز الأسمر هو وقاية من أمراض كثيرة وأهمها أمراض العصر المتمثلة بداء السكر وارتفاع الضغط والمخاطر التي فد تستفحل جراء انتقاء واختيار الأغذية المناسبة التي نتناولها، وفي الجانب الآخر فالخبز الأسمر يقوم بوظيفة كبيرة في تكوين جهاز مناعة كفوء يفيد مختلف أجهزة الجسم حيث يرفع من كفاءةجهاز المناعة الموجودة لدى الإنسان، هذا هو الخبز الأسمر إنه وقاية للأصحاء، قبل أن يكون دواءً للمرضى وصدق من قال «الوقاية خير من العلاج»، فالخبز الأسمر يغنيك عن الدواء، صحيح أن مذاقهُ غير مستساغ من قبل البعض للوهلة الأولى، أو لمن لم يعتاد عليه، ولكن إذا تعود الإنسان عليه فسيفضله على الخبز الأبيض، والمطاعم لأنهم على علم بالقيمة الغذائية لهذا النوع من الخبز، خصوصاً الطبقة المترفة وطبقة المثقفين، بعكس بيوتنا ومطاعمنا حيث تتباهى في تقديم الخبز الأبيض لحلو مذاقه ولكن الكثير يجهل مساوءه، وذلك دليل على نقص الوعي الصحي لدى أكثر الناس، حول النتائج السلبية في تناول الخبز الأبيض والمزايا والفوائد الصحية والقيمة الغذائية للخبز الأسمر أو الأحمر أو خبز البُر. مستشار: وزارة الصناعة والتجارة