استأصل أطباء أمريكيون في إحدى مستشفيات فلوريدا، ورما نادرا من دماغ طفلة كمبودية، بعد نقلها من العاصمة بنوم بنه، للولايات المتحدة الأمريكية في مسعى لإنقاذ حياتها.. الطفلة (12 عاما) بونتيب تشان، التي كانت في عهدة مدرسة كمبودية تساعد الأطفال المحرومين في بنوم بنه، بدأت في أكتوبر/تشرين الأول الماضي تعاني من مشاكل في الرؤية، فيما أرجع أحد الأطباء المحليين السبب إلى كسل في نشاط العين، ناصحا باستخدام نظارة، إلا أن حالة الفتاة ساءت ما استدعى إجراء مزيد من الفحوص التي كشفت عن وجود ورم ضخم في رأسها.. وبعد توفر أموال تبرعت فيها جهات عدة نقلت مديرة المدرسة جيويا ميشالوتي الطفلة إلى مستشفى "ولفسون" للأطفال في ولاية فلوريدا، حيث قام الأطباء والممرضات بتقديم خدماتهم مجانا في جراحة كانت ستكلف مليون دولار، وفق ما أكده مسؤولو المستشفى.. وخلال مكوثها في المستشفى، شخص الأطباء إصابتها بورم حميد نادر، كبر لدرجة تسبب فيها بكسر الغشاء العظمي الذي يحمي الدماغ.. وقال جراح أعصاب طب الأطفال فيليب ألدانا "وضعها كان خطيرا جدا. كانت عمياء في عينها اليمنى، فيما الرؤية في العين اليسرى بدأت بالتدهور، بالإضافة إلى احتلال ورم ضخم مقدمة الدماغ، ضاغطا على الأوردة الدموية الرئيسية المؤدية للدماغ وعلى أعصاب الوجه.". وخلال جراحة استغرقت 20 ساعة في السادس من ديسمبر/كانون الأول الماضي، اضطر الأطباء إلى نزع غطاء الجمجمة والقسم العلوي من محجر العينين، وقاعدة الجمجمة والعظام الأنفية والجيوب، والغشاء الفاصل، لكي يصلوا إلى الورم.، هذا وفي الحادي عشر من يناير/كانون الثاني المنصرم، نقلت الطفلة إلى نزل "رونالد ماكدونالد" الخيري في فلوريدا حيث ستمضي فيه الصغيرة فترة ثلاثة أشهر من النقاهة وتحت إشراف الأطباء.. ووفق ما نقلته وكالة أسوشيتد برس فإن الطفلة استعادت القدرة على البصر في عينها اليسرى، على أمل أن تتحسن الرؤية في عينها اليمنى.. يُشار إلى أن الطفلة الكمبودية كانت في سن الثالثة عندما فقدت والدها، وهو جندي، إثر مقتله على يد لص خلال محاولة سرقة دراجته النارية. وتحت هذه الظروف أجبرت الوالدة على بيع منزلهم كي توفر الطعام لصغارها، لينتهي بهم المطاف في الشارع. ولاحقا قررت الأم إرسال الصغيرة للإقامة مع بعض الأقارب.