تواجه مدينة المخا منذ الأربعاء الماضي موجة رياح شديدة وزوابع ترابية لم تعرف مثلها في أي موسم سابق مما أثر في حياة الناس وأدى بالسكان إلى ملازمة بيوتهم لتفادي كثير من الأضرار التي تسببها قوة هذه الرياح المحملة بالكثبان الرملية التي لا ترحم في طريقها أي شيء والناجي منهاعليه وهو عائد إلى منزله أن يفرغ عند قعر داره حمولة زائدة من الرمال والأتربة وماألقت عليه هذه الرياح من حمولات أخرى.. كما ان هناك تحذيراً من خروج الأطفال والعجزة إلى الشوارع خوفاً من هذه الرياح والزوابع الترابية الشديدة والقاسية التي جعلت مدينة المخا وأهلها تحت رحمة الوضع المناخي المتقلب على موسمه الذي اعتاد عليه الناس والمدينة في كل موسم من مواسم الرياح السنوية. الحزام الأخضر مدينة المخا اليوم كم هي أحوج لحزام التشجير والى كثير من المبادرات الشعبية لإعادة الاهتمام بزراعة النخيل في المنطقة لما لها من فائدة كبيرة في ايقاف الزحف الرملي على المدينة وكذا مقاومة مثل هذه الزوابع الترابية في مثل هذه الموسم الا أن تلك المبادرات غائبة في مدينة المخا.. أهملهاسكانها دون مبالاة بمواسم الرياح مع معرفتهم بهذه المواسم من جيل إلى آخر. أول مشروع تشجير مما يذكر في هذا الصدد ان مدينة المخا هي من عرفت أول مشروع تشجير في الستينيات وأول مدينة يمنية عرفت بيئتها الحزام الأخضر لكن توقف الحال لهذا الحزام الأخضر في منطقة الحالي في الستينيات ولم يمتد إلى بقية المناطق نتيجة إهمال التشجير في مدينة المخا حيث كان الأمل مع قيام المجالس المحلية إلا أن مشروع التشجير في مدينة المخا تقاذفه المجلس السابق واللاحق ليترحل عاماً بعد عام. ريح الحسوم الشيخ محمد يحيى قزعة أحد أعيان مدينة المخا يقول: الرياح هذا الموسم غير المعتاد والمناطق الساحلية من المخا إلى ميدي تتعرض لمثل هذه الرياح الموسمية وتسمى عندنا ب«الحسوم» وفي الآية القرآنية قال الله تعالى «سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوماً» وتستمر سبعة أيام أو سبع ليال ثم تأتي بعدها رياح عاتية تستمر أربعين يوماً وتشتد وقت الساعة الأخيرة من وقت العصر حيث تكون مصاحبة لهذه الرياح غوبة تغطي المخا وتستمر لنصف ساعة أو أقل وقتها الناس يحتمون في بيوتهم من الخروج إلى الشارع وتتوقف الحركة تماماً حتى تخرج الغوبة من المخا ومن المنطقة. مدينة المليون نخلة عماد عبدالله عيدروس يقول: نأمل أن يكون هناك اتجاه من المجلس المحلي بزراعة النخيل أو إعادة الاهتمام بتشجير مدينة المخا وقد تكاد مدينة المخا التي لا توجد فيها شجرة أو نخلة مثل بقية القرى والمناطق الواقعة في الشريط الساحلي للبحر الأحمر بينما يقال وكما يذكره الآباء والمعمرون كبار السن انه كان يوجد بها مليون نخله تشكل حزاماً أخضر على مدينة المخا وحالياً لا يوجد من ذلك شيء.. كما انه كان اهتمام للتشجير ويقال ان الشيخ محمد علي عثمان عضو المجلس الجمهوري أول من نفذ مشروع تشجير في مدينة المخا بعد قيام الثورة تم غرس أكثر من 300 شجرة وما زالت منها باقية في منطقة الحالي عند مدخل المدينة لجهة مدينة تعز وكان يقال ان أشجار النخيل كانت حول كل بيت ولو وجد هذا الحزام الأخضر للمدينة لتفادى الناس أعباء هذه الكثبان الرملية. رياح قوية الأخ محمد عبدالله العسيلي رئيس جمعية الزيادي السمكية يقول: أزيلت أشجار النخيل تماماً من المنطقة وهذا الموسم أتت الرياح قوية لم نعرف مثلها في المواسم الماضية بهذه القوة التي تحمل الأتربة أو الرمال المتدفقة إلى البيوت وإلى الشوارع ونتمنى أن يتم تنفيذ مشروع تشجير حول المخا لمنع زحف الكثبان الرملية على المخا وأن تتجه المحافظة مع مكتب الزراعة بإعداد دراسة متكاملة لتنفيذ مشروع تشجير لمدينة المخا وإدراج هذاالمشروع ضمن خطة استثمارية استثنائية لحماية الناس من زحف الكثبان الرملية. جهود ونتائج المواطن صادق حسن المحجب قال : كان هناك جهوداً في السنتين الماضيتين خلال تنفيذ مشروع الطرقات في المخا حيث تم نزول ميداني للمسئولين من تعز وعلى رأسهم محافظ تعز السابق القاضي الحجري وأعضاء المجلس المحلي بمدينة المخا وقاموا في تلك الفترة بحملة واسعة بنقل أكوام من الأتربة التي ألفتها الكثبان الرملية في مواسم الرياح على مدينة المخا وبالفعل خففت كثيراً على المدينة وكان من ضمن الاتجاه البدء بتنفيذ مشروع تشجير مدينة المخا ونتمنى أن تعود هذه الجهود بتنظيم حملات مماثلة إلى جانب تمويل مشروع تشجير المخا وهذا سيزيل عبئاً كبيرآً على المدينة وسيخفف من وطأة هذه الرياح الموسمية.