يبدأ فريق أثري وهندسي من الهيئة العامة للآثار والمتاحف والمخطوطات الأسبوع القادم عملية ترميم وتأهيل قلعة القاهرة التاريخية في محافظة حجة التي يعود تاريخها إلى قرابة ألف عام. وقال مدير عام الآثار والمتاحف والمدن التاريخية في وزارة الثقافة أحمد سعد الروضي إن الفريق الأثري والهندسي المختص المكلف بترميم قلعة القاهرة بحجة قد انتهى من إعداد الخطة التنفيذية لترميم القلعة وسيباشر العمل الأسبوع القادم. مبيناً أن عملية الترميم ستشمل كل محتويات القلعة بما فيها القصر الذي يتوسط القلعة والأجزاء الآيلة للسقوط من سور القلعة وغيرها من الملاحق، وذلك بتمويل من الهيئة العامة للآثار والتي خصصت «50» مليون ريال لعملية الترميم، كمرحلة أولى، إضافة إلى مساهمات أخرى من محافظة حجة والمؤسسة العامة للتبغ والكبريت. وقال مدير الآثار: "إن الفريق الأثري والهندسي المكلف التابع لهيئة الآثار قام الأسبوع الماضي بنزول ميداني لقلعة قاهرة تعز التاريخية، وذلك بغرض التعرف على طبيعة وآلية عملية الترميم التي جرت لها مؤخراً، وكذا التعرف على نوعية المواد المستخدمة في الترميم، وغيرها من الأشياء الفنية، لتلافي الأخطاء والاستفادة من تجربة قلعة قاهرة تعز". وأفاد الروضي الذي رأس فريق النزول الميداني لقلعة قاهرة تعز أنه تم ملاحظة بعض الأخطاء والمخالفات الأثرية أثناء زيارتهم للقلعة، من أبرزها ازدواجية العمل الترميمي وغير المتخصص، وإسناد عملية الترميم لمقاولين وعمال أهملوا بعض المعالم التاريخية في القلعة وطمسوها، وأدخلوا استحداثات جديدة على القلعة التاريخية، إلى جانب استخدام مواد وأحجار غير مطابقة للمواصفات الأثرية والتاريخية للقلعة. مشيراً إلى أنه وفريقه سيعملون على تلافي تلك الأخطاء التي يرجعها الروضي إلى ازدواجية العمل وقيام مقاولين وعمال غير مختصين بترميم قلاع تاريخية وأثرية، وذلك من أجل الحفاظ على الطابع المعماري القديم لقلعة قاهرة حجة وضمان عدم تشويه المعالم الأثرية والتاريخية التي تحتويها القلعة، كونها ستسهم من خلال تحويلها إلى متحف تاريخي في إبراز معالم التراث الحضاري والتاريخي للمحافظة. يُذكر أن قلعة القاهرة من أبرز المواقع السياحية في المحافظة، ويرجع تاريخ التأسيس الأول للقلعة إلى بداية (القرن الحادي عشر الميلادي) أثناء فترة حكم الدولة الصليحية، أما تاريخ البناء الحالي فيعود إلى (القرن السادس عشر الميلادي) خلال الحكم العثماني الأول لليمن، وتطل قلعة القاهرة على مدينة حجة من الناحية الشرقية، وتعتبر حارسها وحاميها المنيع عبر التاريخ.