بدأت وزارة الثقافة مشروع اعادة تأهيل قلعة " القاهرة " بمدينة حجة بتكلفة 50 مليون ريال بتمويل حكومي ومساهمة من شركة التبغ والكبريت الوطنية بمبلغ10 ملايين ريال ويتضمن المشروع الذي بدأ العمل فيه أمس إعادة تأهيل القصر التاريخي للقلعة والمرافق التابعه له والمسجد وبرك المياه والسراديب،وإعادة تأهيل السور الخارجي وحمايته من الاندثار, بحيث يمكن مستقبلا تحويل القلعة إلى متحف للآثار في المحافظة. وتعد قلعة القاهرة في مدينة حجة من أهم المعالم التاريخية، وأبرز المواقع السياحية والشواهد الأثرية في المحافظة، وقد شاركتها التسمية قلاع وحصون أخرى في مختلف محافظات الجمهورية, منها قلعة القاهرة المطلة على مدينة تعز،وحصن القاهرة في مدان بمديرية همدان محافظة صنعاء، وحصن القاهرة في المحابشة, وحصن القاهرة في عراس بيريم. وتدخل قلعة القاهرة بمدينة حجة في عداد القلاع والحصون الدفاعية التي ارتبط نشوءها بوجود المدن ومراكز بعض المحافظات ، وأصبحت جزءاً من معالم المدينة اليمنية تاريخيا وسياسيا, حيث قامت مثل هذه القلاع بإنجاز مهام عسكرية وأمنية مزدوجة تتمثل بصد العدوان الخارجي عن المدينة من جهة بناءها، ومنفى للخصوم السياسيين ومعتقلاً لهم ابان حكم الائمة, الذين اتخذوا منها ايضا ملاذاعند اشتداد ضغط المقاومة على حكمهم الجائر. وتتجلى عملية الازدواج بوضوح في قلعة القاهرة المشيدة على قمة الجبل المسمى باسمها شمال حجة على ارتفاع2000 قدم عن سطح البحر والتي يرجع بناءها إلى القرن الحادي عشر الميلادي أثناء حكم الدولة الصليحية.. وقد تم تجديد بناءها في القرن السادس عشر الميلادي إبان التواجد التركي الاول في اليمن.. كما خضعت للتجديد والترميم خلال فترات متباعدة. مساحة القلعة: وتبلغ مساحة القلعة والسور عند مستوى قمة الجبل شبه المستطيلة700 متر مربع حيث يشكل مبنى القلعة الرئيس المكون من ثلاثة طوابق القسم الداخلي للقلعة. فن العمارة: ويمثل أسلوب فن عمارة القلعة بشكل عام الطراز المعماري القديم, بالرغم من التعديلات التي طرأت على الشكل الخارجي للقلعة, الا ان القلعة ظلت من الداخل محتفظة بالطابع المعماري اليمني الاصيل من حيث تصميم المداخل والمخارج وحجم نوافذ الغرف وأسلوب وضع السلالم وقواعد الحيطان. سبق علمي: وتحتوي قاهرة حجة على بعض الابتكارات اليمنية الدالة على عبقرية الأجداد وقدرتهم على مواءمة السكن في قمم الجبال بالرغم مما يعتريها من مخاطر الصواعق والبروق والتي تعد من اخطر الظواهر الطبيعية من خلال الاهتداء إلى اختراع موانع الصواعق الذي يقوم على فكرة جذب الشحنات الكهربائية إلى قاع بئر ماء عن طريق قضبان حديدية تمتد من قاع البئر الى خارجه, تعمل على جذب شحنات الصواعق وتفريغها في قاع البئر, وهو اختراع علمي سبق عصره. وقد صمم الهيكل الخارجي للقلعة , بشكل علمي, يجعل اجتيازها من الأمور الصعبة كما يوجد فيها نفق يمتد من وسط القلعة إلى خارج أسوارها من الجهة الشمالية. شهرة معاصرة: ونبعت الشهرة المعاصرة لقلعة مدينة حجة كونها احتضنت رواد وقادة الحركة الوطنية المناهضة للحكم الامامي المباد، والتي حولها الثوار من سجن الى مدرسة كبرى خرج منها صوتهم إلى عالم النور، ودونت فيها مذكراتهم السياسية، وصمموا فيها خططهم المستقبلية، وهو ما جعلها في نظر الكثير مدرسة فكر وإشعاع تركت أثارها ليس على قادة ثورة سبتمبر الخالدة فحسب, وانما على كافة المدافعين عنها. سبأنت