في الثامن من مارس، الذي أضحى مناسبة عالمية لمناقشة واستعراض الإنجازات التي تحققت للمرأة والطموحات المستقبلية، احتفلت النساء في أرجاء المعمورة بيومهنّ الذي لا زلنّ يُعلنّ فيه عن رفضهنّ لكل أشكال القمع وانعدام المساواة والتمييز الجنسي بحقهن، في ظل غياب صريح للمرأة العربية..! وهذا الغياب الصريح للمرأة العربية في اليوم العالمي لها ليس بالغريب، فعلى الرغم من تباين الآراء واختلاف المدلولات حول واقع المرأة العربية، إلا أنّ ثمة شبه توافق أو إجماع على أنّ المرأة العربية ما تزال مسلوبة الحقوق في معظم المجتمعات العربية، والأدهى والأمر أنها تنظر برضا إزاء اعتبارها مواطناً من الدرجة الثانية في بعض هذه المجتمعات التي يُهمش فيها دور المرأة، بل ويُحصر بالأعمال المنزلية وتربية الأطفال..!! ومن المؤسف، أنّ ما يجعل هذه العلاقة القهرية القائمة بين الرجل والمرأة في المجتمعات العربية "الذكورية" متينة ومحافظة على توازنها على الرغم من اختلاف الموازين، هو استخدام الدين كغطاء لسلب المساواة بين الرجل والمرأة ومصادرة حرية المرأة وحقوقها، لتصبح بذلك سلوكاً دينياً وتقليداً اجتماعياً يخنق المرأة ويقمعها في مجتمع يرزح تحت وطأة الطغيان الذكوري، على الرغم من اهتمام الإسلام بالمرأة وإعطائها حقوقها التي كانت مسلوبة قبل الإسلام..! وعند الوقوف على الأثر الذي يتركه هذا اليوم في المجتمعات العربية بشكلٍ عام، وفي المرأة العربية بشكلٍ خاص، فإنه ينحصر في إطار ضيق، إذ أنه لم يتمكن من إدخال تغيرات على مستوى المجتمع - وهذا ليس إغفالاً لإدخاله تغيرات في بعض الأفراد، ولعلّ ذلك يعود إلى تدني وعي المجتمعات العربية - والمرأة خصوصاً- بالثقافة الحقوقية، إلا أنه سيكون من الإجحاف إنكار تأثير هذا اليوم على المجتمعات العربية.. ولتفعيل هذا اليوم في مجتمعنا، لا بد أن تلعب وسائل الإعلام دورها المناط بنشر ثقافة حقوق المرأة التي هي جزء لا يتجزأ من حقوق الإنسان، والتعريف بالمواثيق الدولية لحقوق الإنسان والميثاق العربي لحقوق الإنسان وغيرها من المعاهدات والمواثيق التي صادقت عليها بلادنا، كما يتوجب على اتحاد نساء اليمن الاضطلاع بدوره في إقامة الفعاليات والندوات والمحاضرات والأنشطة والتي يؤطرها المطالبة بما لم يتحقق للمرأة اليمنية، وكذا، توعية المرأة اليمنية وتثقيفها.. [email protected]