يعتبر مرض البلهارسيا من أقدم وأخطر الأمراض التي عرفتها البشرية على مر التاريخ ويرتبط المرض مع بعض الأمراض الناجمة عن الديدان والطفيليات المتصلة بالتربة من ضمن الأمراض التي تسبب الفاقة والفقر، كما أن المضاعفات الخطيرة الناجمة عن الإصابة بالبلهارسيا تتسبب في حدوث الكثير من الوفيات على مستوى العالم أجمع هذا بالإضافة إلى أنها وبفعل التفاقم المستمر لحالات الفقر والفاقة تكون سبباً من ضمن الأسباب التي تعمل على إضعاف الأداء الإدراكي «التبلد وضعف الذكاء» والحد من نمو الأطفال وبالتالي خفض قدرة الأشخاص على العمل مما يتسبب في انخفاض ملحوظ على معدلات الإنتاج لدى الشباب والبالغين، وهذا بالطبع ينعكس بالسلب على أوجه التنمية المختلفة، ولأن مرض البلهارسيا الذي ينتشر انتشاراً سريعاً في المجتمعات الفقيرة وعلى وجه الخصوص في المناطق الريفية ذات الافتقار الشديد للبنى الصحية والبيئة الأساسية وأهمها سبل ووسائل التصريف الصحي. بالإضافة إلى انعدام المياه المأمونة للاستخدام المثالي سواء كان ذلك لغرض الشرب والغسيل أو الري فإن حالات الإصابة تزداد حدة واتساعاً مما يسبب الكثير من الإعياء على الدول والمجتمعات، ويكفي الإشارة فقط إلى أن هذا المرض الخطير والفتاك بمضاعفاته الحادة والجسيمة يقتل مئات الآلاف سنوياً في العديد من الأقطار وخصوصاً في القارة الإفريقية، حيث يقدر عدد المصابين بالبلهارسيا والديدان المنقولة بواسطة التربة في العالم حوالي بليونين شخص أي ثلث سكان العالم تقريباً 50% منهم من الأطفال في سن الدراسة من 6-18 عاماً، ولهذا السبب الذي لم يأت بمحض الصدفة ولكن بمزيد من البحث والمتابعة عبر الخبراء والاختصاصيين في القنوات والمنظمات ذات العلاقة وفي مقدمتها منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة والمكاتب والفروع التابعة لها انبعاث السياسات والاستراتيجيات الناجعة والفاعلة المتمثلة بالعلاج الجماعي لطلاب المدارس من 6 -18 عاماً باعتبارهم الفئة المستهدفة والأكثر عرضة للإصابة بالبلهارسيا جراء اللعب واللهو في أماكن الانتشار للمرض إضافة إلى السباحة «العوم» في الغيول والسدود والبرك الملوثة بالمرض، مما يجعلهم أكثر عرضة للإصابة بالمرض والذي يتوسع ويتفاقم ويزداد حدة وضراوة في حالة التقصير والاهمال في سرعة المعالجة إما بسبب الفقر الشديد أو بسبب التدني الملحوظ في الثقافة الصحية وربما الأمية الثقافية عند بعض الشعوب وفي هذا السياق وفي إطار المكافحة الفاعلة للمرض وكماهو الحال بالنسبة للأمراض والأوبئة الأخرى فإن بلادنا الجمهورية اليمنية وفي ظل القيادة الحكيمة لفخامة الرئيس علي عبدالله صالح قد أولت عملية المكافحة والتصدي للأمراض المعدية والفتاكة جل الرعاية والاهتمام ليس فقط من خلال الدعم المادي والمعنوي ولكن من خلال الدعم السياسي أيضاً والذي ساعد إلى حد كبير في تحقيق الكثير من النجاحات خلال المحطات المنصرمة لجملة من الحملات الوطنية التي انطلقت وتواصلت منذ منتصف العقد الأخير للقرن المنصرم عبر الحملات الوطنية لاستئصال ومكافحة شلل الأطفال ومن ثم الحملات المماثلة، حيث كان فخامته يحرص شخصياً على حضور التدشين والذي يغب عنه قط في عموم الحملات الشاملة وقد كان لذلك الدعم والحضور الرئاسي أثره المباشر في نجاح وتميز الحملات الوطنية المكافحة بعد أن حظيت برعايته واهتماماته وتوجيهاته المسئولة والصادقة لكل رؤساء المجالس المحلية في المحافظات على ضرورة التعاون المطلق مع القائمين على تلك الحملات والمشتغلين في الميدان، ولأني شخصياً قد شاركت بفاعلية في مجمل الحملات المذكورة كمنسق للتثقيف والإعلام الصحي بمحافظة تعز حتى أواخر العام 2007م إضافة إلى اسهاماتي الإعلامية المرافقة للمهام الميدانية كعملية التواصل المباشر مع الوسائل الإعلامية المسموعة والمقروءة «إذاعتي البرنامج العام والثاني إذاعة تعز صحيفة الجمهورية» فإني أود الإشارة إلى ضرورة اتباع الآتي خلال ماتبقى من المرحلة الأولى للحملة الحالية وباقي المراحل والحملات المماثلة: 1 ضرورة الإعداد والتأهيل الأمثل لمنسقي التثقيف والإعلام الصحي على مستوى المحافظات والمديريات حتى يكونوا عند مستوى المهام المناطة بهم. 2 منسقو التثقيف والإعلام بعضهم تخصصه في واد والمهام الموكلة إليه في واد آخر أي أن علاقتهم بالمجال المذكور هشة وركيكة وهذا مايجعل البعض منهم مع بعض المشتغلين في الميدان خصوصاً أولئك المتطوعين والمتطوعات يقفون عاجزين أمام الدعايات والإشاعات الحاقدة والمريضة التي يبثها المعارضون لحملات التحصين في أوساط البسطاء وهذا ماجعل البعض من أولئك المفتقرين للولاء الوطني والحس الإنساني يواصلون نهجهم المريض. 3 على مشرفي الفرق التعامل بمسئولية مع مثل هذه الحالات بالتعاون مع منسقي التثقيف ومن خلال التواصل مع المجالس المحلية والجهات الأمنية والتبليغ عن كل مروج للإشاعات الهدافة. 4 ضرورة إعادة النظر في حجم المخصصات الإعلامية المواكبة للحملات، حيث مايصرف للوسائل الإعلامية المسموعة والمقروءة مقارنة مع ما يصرف للإعلام المرئي هو عبارة عن فئات. 5 ضرورة إعادة النظر في صياغة بعض الرسائل والتنويهات الصحية المصاحبة للحملات وحبذا لو تركت الفرصة للقادرين على إعداد وإنتاج تلك الرسائل في المحافظات وبما يتلاءم مع اللهجات السائدة في كل محافظة وللقادرين فقط. 6 مضاعفة الحملات التوعوية التي تسبق الحملات الوطنية مع إلغاء الإشراف المركزي الذي يعتبره البعض كنوع من السياحة والنزهة إن لم نقل الجباية مع أطيب الأمنيات للمشتغلين في حملة المكافحة للبلهارسيا بالتوفيق والنجاح.