لا للإشهار ولا للاستثمار، فقد كان 'نهر السين' شاهداً على نوبات الجنون التي تعتري العشاق على ضفافه.. إلا هي... هي العاشقة الوحيدة التي تزور باريس لصلة الشبه التي تربط أواصر المحبة بين مدينة وعاشقة. الصدفة جعلتها تقطن غرفة لها شرفة تطل على نهر السين، الذي أحبته كما أحبتك، واستخدمها كما استخدمتها... على ضفاف 'السين' بَنَت عقدُ قرانها بمن بحثت عنه ولم تعثر عليه، لكنها دوما تتعثر به.. دقات قلبك تدق في معصمها كأن الخداع بنا ميثاق الاشتياق. غرام غابرٌ حاضر كمناضل سيق إلى الشنق، يرفع رأسه بوقار مُدعي أن تضحياته في محلها... غرام عابرٌ عاثر كاد أن يذوب تحت درجة حرارة العتاب وتراكم الجليد، بفعلٍ مستتر يدعى الغياب. بكاءٌ مدفون تحت رماد الكتمان وسطوة جمر الهجران، يمزق وداعة أنثى، زخات دموعها ووخزات الندم لم تفارقها حين تراكمت فيها الخطايا، ودعتها إلى تمزيق أوراقك وسكب الشاي على قصائد حبك، ثم أجبرتها على رمي نفسها في أحضان ذكراك حيث لا ذكرى.. ولم تأمرك بعدم لومها على جنون ترتكبه كل الكائنات الحية، حين ترصد بعينيها خسارات مكاسبها العاطفية في خزانة من أحبت. أنثى' يكفي أن تضحك ليكون'، صوتها لك جسد وجسدها لك دار.. من أجلك عاشت فاكهة مجففة، كما أطلقوا عليها نقداً وحقدا ًأولئك الذين أوصدت دونهم قلبها، وحرمت عليهم رضاها، إلى أن تسارع بها الخريف وطعناتك إلى نفيها، حتى تحنطت على شرفة تطل على 'نهر السين' كمعَلم من معالم باريس.