الالتزام بتعزيز التضامن العربي التمسك بالمبادرة العربية لحل الأزمة اللبنانية رفض ما يسمى بقانون محاسبة سوريا الإشادة بجهود اليمن للمصالحة الفلسطينية التشديد على وحدة العراق وإنهاء الاحتلال التأكيد على وحدة السودان والصومال وجزر القمر اختتمت بعد ظهر أمس الأحد أعمال القمة العربية العادية العشرين في العاصمة السورية دمشق والتي استمرت أعمالها على مدى يومين. وتلا الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى إعلان دمشق الذي صدر في ختام أعمال القمة والذى أكد فيه قادة الدول العربية عزمهم على الالتزام بتعزيز التضامن العربى بما يصون الأمن القومى العربى ويكفل احترام سلامة كل دولة عربية وسيادتها وحقها فى الدفاع عن نفسها وعدم التدخل فى شئونها الداخلية . وعبر إعلان دمشق عن الدعم والتقدير للجهود العربية وبخاصة الجهود اليمنية لتحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية تاكيداً لوحدة الصف الفلسطينى .. مؤكداً ضرورة استمرار الجهود العربية وكذلك استمرار التنسيق مع الأمين العام لتحقيق هذا الهدف. وأكد إعلان دمشق أن استمرار الجانب العربى فى طرح مبادرة السلام العربية مرتبط ببدء تنفيذ إسرائيل التزاماتها فى إطار المرجعيات الدولية لتحقيق السلام فى المنطقة وعلى القيام بإجراء تقييم ومراجعة شاملة للاستراتيجية العربية ولخطة التحرك إزاء مسار جهود إحياء عملية السلام تمهيداً لإقرار خطوات التحرك العربي المقبلة فى ضوء هذا التقييم. كما أكد الإعلان مواصلة تقديم كل أشكال الدعم السياسي والمادي والمعنوي للشعب الفلسطيني ومقاومته المشروعة ضد الاحتلال الإسرائيلي وسياساته العدوانية التي تقوض حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف بما فيها حقه فى تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس وتأمين حق العودة للاجئين الفلسطينيين والإفراج عن المعتقلين والمختطفين العرب من السجون الإسرائيلية كافة والتأكيد على وحدة الصف الفلسطينى لتمكينه من صون قضيته وحقوقه. كما قرر القادة التحذير من تمادى سلطات الاحتلال الاسرائيلي فى سياسة الحصار وإغلاق المعابر وتصعيد الاعتداءات وبشكل خاص على قطاع غزة واعتبار هذه الجرائم الاسرائيلية جرائم حرب تستدعي اتخاذ الاجراءات اللازمة ازاءها ومطالبه اسرائيل الدولة القائمة بالاحتلال بالوقف الفوري لهذه الممارسات العدوانية ضد المدنيين وكذلك ممارساتها فى القدس المحتلة ودعوة مجلس الأمن الى تحمل مسؤولياته ازاء هذا الوضع وحث كل الأطراف المعنية للعمل على فك الحصار وفتح المعابر لتوفير المتطلبات الإنسانية للشعب الفلسطيني. واتفق القادة على العمل على إحلال السلام العادل والشامل فى منطقة الشرق الاوسط والذى يستند الى قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ومبدأ الارض مقابل السلام ومرجعية مدريد بما يكفل استعادة الحقوق العربية وعودة اللاجئين الفلسطينيين وإقامة الدولة المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس وانسحاب اسرائيل الكامل من الجولان العربي السوري المحتل حتى خط الرابع من يونيو عام 1967م وكذلك الانسحاب الاسرائيلى مما تبقى من الاراضي اللبنانية المحتلة . وأكد الزعماء في إعلان دمشق الذي صدر في ختام أعمال القمة ضرورة التمسك بالمبادرة العربية لمساعدة لبنان على الخروج من أزمته السياسية. وحثوا الفرقاء اللبنانيين على دعم جهود الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى وتشجيع الأطراف اللبنانية على تجاوز الأزمة السياسية في لبنان بما يصون أمن ووحدة لبنان وازدهاره. وشدد القادة على الحفاظ على وحدة العراق أرضاً وشعباً والتمسك بهويته العربية والاسلامية وضرورة تحقيق المصالحة الوطنية الشاملة والاسراع بإنهاء الوجود الأجنبى وضمان الامن والاستقرار والسيادة الكاملة للعراق ودعوة الاشقاء فى العراق الى الوقف الفوري لإراقة الدماء والحفاظ على ارواح المواطنين الأبرياء ومصالحهم الوطنية العراقية . وبشأن العقوبات الامريكية أحادية الجانب المفروضة على سوريا اكد الإعلان رفضه ما يسمى بقانون “محاسبة سوريا” واعتباره تجاوزاً لمبادئ القانون الدولي وقرارات الامم المتحدة. وحول احتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وابو موسى أكد الاعلان ضرورة تشجيع الاتصالات الجارية بين الامارات وايران لحل قضية الجزر عبر الاجراءات القانونية والوسائل السلمية لاستعادة الامارات لهذه الجزر حفاظاً على علاقات الاخوة العربية الايرانية ودعمها وتطويرها. وشدد الاعلان على وحدة السودان وسيادته واستقراره وعدم التدخل في شؤونه الداخلية ودعم جهود تنفيذ اتفاق السلام الشامل ومعالجة الاوضاع في دارفور ودعوة كافة الاطراف الاقليمية والدولية الى مساعدة الحكومة السودانية وتحقيق السلام واعادة الأمن والاستقرار فيه. واكد الاعلان وحدة الصومال وسيادته واستقراره ودعم المصالحة الوطنية ومساعدته على تجاوز هذه الازمة كما أكد حرصه على الوحدة الوطنية لجمهورية جزر القمر المتحدة وسلامة أراضيها وسيادته الإقليمية ودعم جهود التنمية فيها.. من جانب آخر دعا الزعماء العرب الى تضييق الفجوة التي تتسع بين الثقافات والحضارات في ظل تصاعد الهجمة الشرسة على الاسلام وتنامي العداء له من قبل بلدان كانت تتسم بالتعددية وتقبل الآخر. وقالوا :إن التعاون بين الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي والمنظمات ذات الصلة أمر مهم في مواجهة هذه الظاهرة وكذلك في مواجهة الجهل والعنصرية المتزايدين تجاه الإسلام الذي يدعو الى الاعتدال والتسامح وتقبل الآخر.. وجدد القادة التأكيد على إدانة الارهاب في كافة أشكاله وصوره ومواصلة التصدي للارهاب وإزالة أسبابه وإدانة الافتراءات والمحاولات المشبوهة للربط بين الارهاب والعرب والمسلمين. ودعوا مجدداً الى عقد مؤتمر دولي بإشراف الأمم المتحدة لتعريف الارهاب وتبيان أسبابه ودوافعه وضرورة التمييز بينه وبين حق الشعوب في مقاومة الاحتلال والعمل على جعل منطقة الشرق الأوسط منطقة خالية من اسلحة الدمار الشامل وفي مقدمتها الأسلحة النووية. وطالبوا المجتمع الدولي بإلزام اسرائيل بالانضمام الفوري الى معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية وإخضاع منشآتها النووية الى رقابة الوكالة الدولية والتأكيد على حق الدول في استخدام السلم للطاقة النووية وفق معايير وضوابط الوكالة الدولية للطاقة الذرية.