حث رئيس البنك الدولي روبرت زوليك حكومات دول العالم على اتخاذ خطوات عاجلة لمواجهة أزمة الغذاء المتفاقمة حالياً. ويأتي ذلك بعد أن خرج الملايين في تظاهرات الآونة الأخيرة في نحو عشر دول بآسيا وأفريقيا وأميركا الجنوبية احتجاجاً على غلاء أسعار الغذاء. وتتزامن هذه التظاهرات مع توقعات للأغذية والزراعة (فاو) تفيد بأن الإنتاج العالمي من الأرز سيزيد بنحو 2% هذا العام مما يهدئ من المخاوف بشأن ضعف الإمدادات. لكن المنظمة حذرت من أن التجارة العالمية للأرز ستستمر في التراجع. وقال زوليك: إن برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة يحتاج خمسمائة مليون دولار على الأقل منحة عاجلة كي يواصل توصيل المساعدات الغذائية اللازمة للمحتاجين حول العالم. وحث الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي واليابان والدول المتقدمة الأخرى على توفير هذا التمويل، وسد عجز البرنامج حتى لا يواجه عدد آخر من سكان العالم الجوع. وقد غطت تظاهرات الذين يواجهون الجوع عدة دول بالقارات الثلاث بينها الفلبين وفيتنام وإندونيسيا والهند، وموزمبيق وموريتانيا والكاميرون وجنوب أفريقيا وبوتسوانا وبيرو. واشتكى المتظاهرون من الغلاء الفاحش حتى للأغذية التي تنتجها بلادهم، وانخفاض قدرتهم لشراء ما يحتاجونه. فقد ارتفعت أسعار الأرز وهي الوجبة الرئيسة لمئات الملايين من البشر بنسبة 20% منذ بداية العام. وفي بعض مناطق أفريقيا قفزت أسعار الأغذية الأساسية بنسب تفوق 40% خلال ستة شهور فقط. ويضرب هذا الغلاء مناطق تتجاوز فيها معدلات سوء التغذية حاجز الخطر، حيث تؤدي أي زيادة مهما كانت بسيطة بأسعار الطعام إلى آثار مدمرة على حياة الأسر. يُذكر أن هناك أسبابًا كثيرة لغلاء الأسعار المتصاعد من بينها ارتفاع أسعار النفط بشكل قياسي بسبب زيادة الطلب ونتيجة حالة عدم الاستقرار التي تعيشها مناطق إنتاج رئيسة، ورفع أسعار وقود التجزئة الذي بدوره رفع أسعار كل ما ينقل إلى الأسواق. كما أدى النمو المتزايد خاصة في الصين والهند إلى زيادة الاستهلاك إضافة إلى تأثيرات الجفاف وتداعيات ظاهرة الاحتباس الحراري، والإقبال على الوقود الحيوي في تقليل المعروض من الحبوب.