تعاني مادة اللغة الإنجليزية هجراناً واضحاً من الطلاب .. نابع من خوفهم منها .. بداعي أنها، صعبة، أو غير مفهومة .. أو غيرها من المبررات ، مصدرها أسلوب تدريسها .. فاللغة الإنجليزية ليست كبقية أخواتها المواد الدراسية .. هي بحاجة إلى أسلوب معين لتوصيلها إلى عقول الطلاب. وفيما أتذكره ..حضوري ذات مرة إحدى الورشات العلمية الخاصة بتعليم اللغة الإنجليزية .. وما أجمع عليه المشاركون .. وأظنه أهم ما أجمعوا عليه هو ضرورة إدخال أساليب ووسائل ترفيهية وألعاب مبتكرة أثناء تدريس اللغة الإنجليزية في مدارسنا .. الأمر الذي يحقق شيئين هامين .. أولهما توصيل قواعد وأساسيات اللغة للطلاب .. والآخر تعلق الطلاب بالمادة النابع أساساً من التعلق بالأساليب ما يؤدي إلى التعلق أيضاً بالمدرسة نتيجة أسلوب التعليم بالترفيه المفقود في مدارسنا للأسف. الطابع الجاف الذي تمتاز به معظم المواد الدراسية هو الذي يدفع بعض الطلاب للقول .. وما الذي سنستفيده من تعلم الرياضيات مثلاً .. أو الإنجليزية .. ؟؟ وهو ذاته الذي لايجعل من الإنجليزية ذات رواج واهتمام في أوساط الطلاب .. حتى بات تعلمها قاصراً على سنوات الدراسة ولإسقاط الواجب في الامتحانات والحصول على درجاتها «ولو بالغش» ثم يكون مصيرها الإهمال والهجران. الإنجليزية على أهميتها وضروريتها إلا أننا لا نستطيع أن نوجد لها مكاناً في قلوب وعقول الطلاب .. وأمست كاللقيط الذي يفر الجميع منه .. غير آبهين بمخاطر إهمالها التي قد تصل إلى عزلتنا عن العالم ولا نبالغ إن قلنا ذلك. دعوتنا للاهتمام بالإنجليزية لا يعني بأي شكل إهمالنا لبقية المواد التي تجسد هويتنا وثقافتنا كاللغة العربية أو التربية الإسلامية بل على العكس من ذلك قد يمكننا الاهتمام بالإنجليزية من توصيل ثقافتنا وعاداتنا إلى العالم إن كانت معرفتنا بلغة غيرنا على أتم وأكمل ما يجب أن تكون عليه.