لايزال التعليم الأهلي والخاص يثير الكثير من الجدل بالرغم من مساهمته الفاعلة في التخفيف من العبء الملقى على عاتق المدارس الحكومية من حيث ازدحام الطلاب والإضافة النوعية التي أضافها على عدد من المواد الدراسية التي لم تكن تدرس من قبل في المدارس الحكومية. لكن في المقابل تطفو على السطح العديد من السلبيات التي يفرزها التعليم الخاص.. منها ماهو متعلق بالمعلمين الشبان الملتحقين للعمل في هذا المجال وحقوقهم المهضومة مالياً ومعنوياً.. وطغيان الجانب التجاري على الجانب المهني التعليمي فيها.. حتى وأن كان كل الطلاب المنضويين تحت مظلة المدارس من المتفوقين فهذا بحد ذاته أمر يدعو للتساؤل. «طباشير» قامت بهذا الاستطلاع مع قائمين على مدارس أهلية فكان النتاج مايلي: بعيداً عن التخصص من خلال دراسة مجموعة من معلمي المدارس الخاصة في محافظة عدن تبين أن 25% من المدرسين في تلك المدارس يحملون مؤهلات علمية وتخصصات غير تربوية.. ويقابلها مانسبته 65% من المعلمين المنخرطين في سلك التعليم الأهلي هم من حملة شهادة البكالوريس الجامعية.. بينما لايتجاوز عدد المدرسين من ذوي الثانوية العامة ال10%. وإذا ماجمعنا نسب ذوي الشهادة الثانوية والتخصصات غير التربوية يتضح لنا مدى الخلل الموجود في مدارس التعليم الخاص التي بامكانها استيعاب كادر تعليمي غير متخصص وغير مستعد للتعامل مع العملية التعليمية والتربوية. حل مشاكل التعليم بالرغم من كل المؤاخذات التي تؤخذ على هذا النوع من التعليم بدءاً من طبيعة المباني التي تصمم للسكن العائلي وتنعدم فيها الملاعب والمساحات الخاصة بالأنشطة اللاصفية في غالبية المدارس.. إلا أن نسبة كبيرة من القيادات التربوية والمعلمين ممن خضعوا لهذا الاستطلاع أكدوا أن التعليم الخاص ساهم بشكل كبير في حل جزء من مشاكل التعليم في بلادنا.. من خلال استيعابه لاعداد الشباب العاطل عن العمل. معلمون دون حقوق إن كانت تلك المدارس الأهلية وهي بالفعل كذلك حلت جزئياً مشاكل الشباب العاطل وأوجدت لهم موطأ قدم للانخراط في اجواء العمل وتوديع عوالم البطالة إلا أن التقدير لأولئك المعلمون وحقوقهم في المدارس التي يعملون بها ماتزال غير مكتملة.. حيث تؤكد غالبيتهم عدم حصولهم على نفس تلك الحقوق التي يلاقيها زملاؤهم في المدارس الحكومية العامة. اهتمام غير مناسب يقول عدد غير قليل من معلمي المدارس الخاصة في عدن أن الطلاب هم الآخرين لا يحصلون على الاهتمام المتناسب مع مايدفعه أولياء أمورهم من مبالغ مرتفعة لتلك المدارس ، إلا أنهم يحصرونها في تلكم النوعية من المدارس التي يكون فيها الهدف المادي أعلى مكاناً من الهدف المهني والتعليمي.. وبذلك فهم يعتقدون أن المدارس الأهلية التي تقدم الهم التربوي على الهم التجاري ، والتي يقوم عليها تربويون من ذوي الخبرة على مستوى المحافظة يلقى فيها الطالب اهتماماً ومتابعة وحرصاً في تحصيله التربوي والتعليمي. لقاء مع تربوي ولتسليط الضوء على الموضوع وإثراءاً للموضوع التقت «طباشير» بالأستاذ التربوي القدير فهد محمد قاسم مدير إحدى المدارس الأهلية للتعليم الأساسي والثانوي بمدينة المنصورة بمحافظة عدن.. سألناه بدءاً من مساهمة المدارس الخاصة في حل مشاكل التعليم العام فأجاب. إنه بالفعل وبشكل واضح ساهمت المدارس الخاصة في هذا الجانب من حيث التخفيف من الازدحام في الفصول الدراسية ..ومحاربتها للتسيب ومظاهر الانحراف والاهمال في المدارس العامة.. ومن أجل هذه الأسباب نجد الإقبال على المدارس الخاصة يزداد سنة بعد أخرى لأنه ثبت علمياً أن طلاب المدارس الخاصة يتفوقون في التحصيل العلمي على طلاب المدارس العامة. سلبيات الخاص وعندما سألنا الأستاذ التربوي عن النقاط المأخوذة سلباً على التعليم الخاص قال.. لاشك أن هذا أمر واضح في بعض المدارس .. فنحن مثلاً في مدرستنا بحثنا عن المباني الأقرب إلى مواصفات المدرسة وفيها مساحات واسعة للأنشطة اللاصفية ، كما نقوم بتوفير المختبرات والقاعات الخاصة بتعليم الحاسوب بغية رفع مستوى التحصيل العلمي للطلاب.. كما أن لدينا مبنى خاص للأولاد وآخر للفتيات بطاقم نسائي متكامل.. ودائماً ماتكون تلك هي ابرز سلبيات المدارس الخاصة بالإضافة إلى رواتب المعلمين فيها.. وكثير منها يحاول تجاوزها نحو الأفضل. سلبيات التعليم الخاص أو ايجابياته قد لاتتركز فقط في عدن وإنما تتعداها إلى كل محافظات الجمهورية باعتبار أن الحال «من بعضه» في كل مكان.