كثيراً ما نلحظ تسرب الطلاب والطالبات من المدارس وعدم مواصلتهم للدراسة خاصة في سنوات متقدمة نسبياً كمستويات الصف السادس ومايليه، وإن غضينا الطرف عن مسببات عائلية وأسرية تمنع الطالب والطالبة من مواصلة تعليمه بالرغم من رغبة الطالب أو الطالبة بالمواصلة، فإن هناك أسباب أخرى أكثر خطورة تؤثر في التحصيل العلمي والدراسي للطالب مما يعجل في تركه للدراسة. تلك الأسباب غالباً ما تكون غير معروفة سواء للمدرسين أو حتى لأسرة الطالب، ربما غير معروفة للطالب ذاته، الذي يتأثر ببيئته ومحيطه الأسري أولاً دون أن يدرك أعضاء أسرته بالمشاكل والاضطرابات التي يسببونها لأولادهم الطلاب.. وليس المحيط الأسري هو فقط من تنعكس أحواله على الطالب، فحتى المحيط المدرسي وأصدقاء الطالب داخل وخارج المدرسة لها إنعكاس وتأثير. كلها أمور تتكالب على الطالب- دون أن يدري- فتؤثر عليه سلباً في تحصيله العلمي.. من هنا نتبع أهمية الإرشاد النفسي الذي يغوص في نفسيات الطالب ويعرف مشاكله ومخاوفه ومن ثم وبالتعاون مع الأسرة والإدارة المدرسية يتم معالجتها وتلافيها بما يحقق الاستقرار العلمي للطالب وتواصل مسيرته التعليمية. وبالرغم من أهمية الإرشاد النفسي وأهمية المختص النفسي والمرشد الاجتماعي في إصلاح حال الطالب ونفسيته ومعالجة مشاكله بما يساهم بخلق جيل خالٍ من العقد والخوف والقلق إلا أننا نلاحظ إهمال وغياب دور الإرشاد النفسي في مدارسنا ومؤسساتنا التعليمية، ونتعامل مع تسرب الطلاب من العملية التعليمية بشيء من اللامبالاة، خاصة وأن تسرب الطلاب يكثر في المستويات الدراسية القريبة من سن المراهقة المليء بالمشاكل النفسية والاجتماعية، «طباشير» استطلعت آراء عدد من مدراء المدارس حول أهمية الإرشاد النفسي. ü عن أهمية الإرشاد النفسي لطلبة المدارس.. تحدثت سبأ علي العومري مديرة ثانوية الشيماء للبنات بذمار قائلة: تكمن أهمية الأرشاد النفسي في معونة طلاب وطالبات المدارس على حل مشكلاتهم الانفعالية والنفسية والاجتماعية والعقلية، التي لا يستطيعون حلها بأنفسهم، والتي لا يكاد ينجو من التعرض لها أحد من الناس.. فقد ثبت بالتجربة أن التعلم المقترن بالإرشاد النفسي أفضل بكثير من التعلم بدونه، بل أن الرغبة في التعلم قد لا تؤدي إلى الغرض المنشود منها، من دون إرشاد.. وعلينا أن لا ننسى أن الإرشاد النفسي يكمل النشاط الذاتي للمتعلم لا أن يكون بديلاً عنه. وعن أسباب غياب الإرشاد النفسي بالمدارس أضافت قائلة: أسباب غياب الإرشاد النفسي بالمدارس- يعود إلى ندرة إلتحاق الطلاب والطالبات من خريجي الثانوية العامة بأقسام علم النفس والإرشاد النفسي في كليات التربية والآداب، والمؤسسات التعليمية الأخرى، وبذلك تكون المخرجات ضئيلة، وتبقى لسنوات دون توظيف.. كذلك يعود السبب إلى غياب منهج غير معروف بين أوساط التلاميذ، وإعتماده كمنهج دراسي في المرحلة المتأخرة من التعليم الثانوي وهذا لا يفي بالرض والهدف المنشود. ü كما تحدث عبدالكريم أحمد العنسي مدير مدرسة الشهيد الثلايا بذمار قائلاً: من المهم جداً العمل على وضع دراسة شاملة للإرشاد النفسي للطلاب ذوي الفئات العمرية المختلفة ولجميع المراحل الدراسية للتعليم العام وكذلك تكمن أهمية الإشارد النفسي في تناوله لكافة الظواهر والسلوكيات المنتشرة في أوساط الطلاب، ومن هنا تأتي أهمية المرشد النفسي الذي يتوجب عليه الوقوف أمام كافة المشكلات والظواهر بمهنية ومهارة عالية.. لذلك يجب أن يكون الإرشاد النفسي منهاج معتمد، وأن يصبح هذا المشروع واقعاً عملياً للطلاب واقرانهم من طلاب ذوي الاحتياجات الخاصة الموجودين في بعض مدارس الدمج. كذلك تحدث العنسي عن أسباب غياب الإرشاد النفسي بالمدارس قائلاً: أسباب غياب الإرشاد النفسي بالمدارس راجع إلى: - عدم اهتمام وزارة التربية والتعليم بمنهاج الارشاد النفسي فلم نلاحظ مايشير إلى وجود بوادر نحو تحقيق هذا الهدف كذلك تجاهل الأستراتيجية الوطنية لتطور التعليم الأساسي لمثل هذا الجانب المهم وعلى سبيل المثال إقامة برامج تدريبية.. وانعدام الثقة بين مجالس الآباء وإدارات المدارس وبُعد المجالس المحلية عن تلبية المدارس للإمكانات التي تساعد في النهوض بالعملية التعليمية وانشطتها المرافقة.. وأضاف: إن من أغرب الأسباب عدم وجود موجه خدمة اجتماعية أو باحث اجتماعي متخصص، أو توجيهات تربوية مؤقتة من الوزارة للقيام بما يمكن القيام به حتى يتم إعداد هذا المشروع رسمياً. ü وفي ذات الموضوع أدلت أفراح أحمد معيض مديرة مدرسة المستقبل بذمار بدلوها قائلة: الإرشاد النفسي بمعناه العام هو معونة الفرد على فهم مشكلاته التوافقية المختلفة وعلى حلها، ومن أهمية الإرشاد النفسي لطلبة المدارس هو معونة الطالب على فهم نفسه ومعرفة مصدر اضطرابه ومشاكله، أي معونته على الاستبصار على فهم نفسه، ومعونته على وضع خطة للعلاج، وإرشاده إلى اتباع اساليب جديدة للتوافق ومواجهة مشاكله تكون أجدى وأجدر من الأساليب الهروبية أو الفاشلة التي يتبعها الطلاب. كذلك من أهمية الإرشاد النفسي.. أن يقف المرشد من المسترشد موقف المعلم الآمر المسيطر من تلميذه، وتشجيع الطالب وحمله على الإفصاح عن صعوباته ومخاوفه ومتاعبه وما يخجل من ذكره. وعن الأسباب التي أدت إلى غياب الإرشاد النفسي عن المدارس تحدثت قائلة: - عدم الاهتمام بهذا التخصص من قبل الجهات المعنية باعتماده منهجاً دراسياً رغم أهميته لطلاب وطالبات المدارس. كذلك عدم تخصيص الدرجات الوظيفية لمثل هذا التخصص مما تجعل خريجي الثانوية العامة يبتعدون عن الالتحاق بأقسام علم النفس والإرشاد النفسي. - غياب البحوثات والدراسات العلمية والاجتماعية في هذا التخصص التي قد تؤدي إلى توصيات ومقترحات تقضي بإعتماد منهج الإرشاد النفسي منذ الصفوف الأولى لمرحلة التعليم الاساسي.