بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة الألغام الذي يصادف ال4من أبريل من كل عام تنتهز الأمم المتحدة المناسبة لتذكير العالم بخطر انتشارها، وخاصة تلك المضادة للأفراد والتي تشكل خطراً محدقاً بحياة البشر واقتصادات الدول وبالأخص النامية منها. ولا يهدد خطر الألغام المدنيين فحسب وإنما يهدد أيضا ًنازعيها. وقد دعت المنظمة الدولية في بيان مشترك لبرنامج الأمم المتحدة من أجل التنمية (بنود) وصندوق رعاية الطفولة (يونيسيف) إلى بذل المزيد من الجهود من أجل نزع الألغام .. وحذرت وكالتا بنود ويونيسيف من كون الألغام غير المنفجرة تمثل خطراً كبيراً على الأطفال الذين غالباً ما يخلطون بينها وبين الألعاب أو أشياء غير مؤذية يمكنهم أن يلعبوا بها. يأتي ذلك فيما اليمن لا تزال تدفع فاتورة مؤلمة، بسبب كابوس الألغام التي تم زراعتها خلال مراحل الصراع والحروب، لاسيما صراعات الوطن التشطيرية وما تلاها من حرب الردة والانفصال.!!مناطق ومحافظات الربط الوحدوي “ الضالع ، البيضاء ، إب ، تعز ، لحج “ دفعت الثمن غالياً بسبب”لعنة التشطير”حيث لاتزال جبالها وسهولها وأوديتها تشكل خطراً قاتلاً لكل من يقترب منها، فهي مزروعة بالآلاف من الألغام.!! حيث تشير اللجنة الوطنية إلى أن عدد ضحايا الألغام في اليمن يتجاوز الخمسة آلاف شخص، معظمهم من النساء والأطفال، وتبين للجنة عدم وجود رقم دقيق يوضح إجمالي عدد الألغام المزروعة في البلاد خلال فترة الصراعات السابقة التي شهدتها اليمن.. إلا أن هناك إحصاءات تكشف عن وجود نحو خمسة ملايين لغم كانت معظمها تنتشر في المناطق الوسطى ومحافظتي «أبين وعدن». من جهة أخرى وحسب الوثيقة الأممية فإن 55 مليون قنبلة ألقيت على الأراضي العراقية خلال الحربين الأخيرتين، الأمر الذي يجعل من العراق البلد “الأكثر تضرراً بالقنابل غير المنفجرة”. ومنذ عام 2005 أسفرت أعمال نزع الألغام عن تنظيف ملايين الأمتار المربعة في جنوب العراق، وتم تدمير نحو 105 آلاف لغم بينها 15793 قنبلة عنقودية. إلى ذلك أعلن مركز التنسيق لنزع الألغام التابع للأمم المتحدة في جنوب لبنان في “اليوم العالمي للتوعية حول الالغام” أمس الجمعة، أن عدد الإصابات في انفجار قنابل عنقودية من مخلفات حرب تموز/يوليو بلغ 292 بين قتيل وجريح. وقالت المتحدثة باسم المركز داليا فران لوكالة فرانس برس: إن عدد الإصابات نتيجة انفجار هذه القنابل بلغ منذ انتهاء الحرب في آب/اغسطس 2006، 245 مدنياً بين قتيل وجريح، 27 بينهم قتلى، ومعظم الجرحى أصيبوا بإعاقة دائمة.. وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير أكد ضرورة استمرار الجهود الدولية لإزالة الألغام في مختلف دول العالم .. معتبراً إياها العدو الجبان للإنسانية..وفي أفغانستان أعلن برنامج الأمم المتحدة لمكافحة الألغام أمس أن أكثر من 600 أفغاني قضوا نحبهم بسبب الألغام والمتفجرات العام الماضي بما يوازي 50 شخصاً في المتوسط كل شهر نصفهم تقل أعمارهم عن 18 عاماًَ..وفي البوسنة والهرسك وبالرغم من مرور 13 عاماً على انتهاء الحرب فإن هناك نحو 4 % من مساحة البلاد مزروعة بالألغام، وتهدد حياة نحو 900 ألف نسمة. وقد اقتحمت النساء في البوسنة ميادين نازعي الألغام عقب حرب البلقان الأخيرة باعتباره عملاً مفيداً لإنقاذ حياة البشر. وتكمن المشكلة الحقيقية في الوقت الراهن بنقص التمويل المطلوب لنزع الألغام بعد تقليص التبرعات الدولية وضعف الميزانية الحكومية المخصصة لذلك، والتي تصل كلفتها في السنوات القليلة القادمة نحو 40 مليون يورو